تطرقت بعض الجرائد التونسية ، الصادرة ، اليوم الاربعاء ، الى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من أبرزها التخوف من التضييقات على الحريات السياسية والمدنية واستعداد المنظمات الأربع لاطلاق مبادرة “الانقاذ الوطني قريبا ” اضافة الى تسليط الضوء على عمليات قطع الماء الصالح للشراب المستمرة وشح الموارد المائية .
الحرية أولا والحرية أخيرا
(جريدة المغرب)
“يحصل اليوم في بلادنا ما كنا نتوقعه ونخشاه في نفس الوقت …تضييقات متنامية حول الحريات السياسية والمدنية نتيجة مناخ شبه حربي سربه خطاب تقسيمي تخويني لكل نفس معارض أومنتقد أوحتى متحفظ في هذه البلاد ”
“صحيح أن الخطاب الرسمي ما فتىء يؤكد منذ 25 جويلية 2025 أنه لا مساس بالحريات ، ولكن الحريات تصان لا فقط بالالتزامات اللفظية ولكن أيضا بالمناخات العامة وبالخطاب السياسي المنفتح والمدمج وبالقبول بالحق في الاختلاف وحمايته منكل اعتداء وهذا لم يحصل للأسف بل حصل عكسه وبدأ مناخ الخوف يتوسع بحكم سهوله تخوين الرأي والموقف المخالف ”
“أخطر ما في الوضع الحالي هو اكتشافنا الجماعي أن عدد المدافعين عن الحرية قليل في بلادنا وأن هذه القيمة لا معنى لها لجزء هام من مواطنينا ومن نخبنا على حد سواء ، فهي لا تستحق عندهم لا دفاعا ولا مساندة بل ترى بعضهم يظهرون أكواما من الشماتة عند ايقاف كل ناشط أو ناشطة وهو يتلذذون بالأخبار الزائفة التي تطال الحقوقيات والحقوقيين حتى أصبح التشفي عندهم من الخصوم محاسبة وسلب للحرية دون حجج مقنعة هو عين الفضيلة ”
“انه من العار علينا جميعا أن تشعر مناضلة حقوقية نسوية منحجم بشرى بلحاج حميدة بالخطر على حريتها في بلادنا نتيجة وشاية كيدية وهي التي وهبت عقودا من حياتها للدفاع عن حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين والديمقراطية المنفتحة على جميع المكونات الفكرية والسياسية المدنية للبلاد ”
“لقد حان الوقت حتى نستفيق جميعا من هذه الغيبوبة المدمرة للانسان والأوطان ”
أي حظوظ لانجاح مبادرة “الانقاذ الوطني “
(جريدة الشروق)
“فيما تستعد المنظمات الأربع لاطلاق مبادرة “الانقاذ الوطني ” قريبا قصد تجاوز الأزمةالمركبة التي تعيش على وقعها البلاد ، يستمر تنفيذ خارطة الطريق السياسية التي أطلقها رئيس الجمهورية قيس سعيد منذ مدة ، مما يزيد الوضع تعقيدا ويضع المزيد من العراقيل أمام نجاح هذه المبادرة ”
“وبحسب ما تواتر حول الخطوط العريضة لهذه المبادرة التي سيتم قريبا تقديمها الى رئيس الجمهورية قيس سعيد وكشف تفاصيلها الى الشعب التونسي ، فانها ستتضمن دعوة الى حوار وطني شامل تشارك فيه المنظمات الوطنية ويكونتحت اشراف رئاسة الجمهورية التي تدعو له وتشرف عليه وترتب كل ما يتعلق به ، كما تتضمن المبادرة أيضا تثبيت موعد الانتخابات الرئاسية سنة 2024 دون الدعوة الى انتخابات رئاسية سابقة لأواتها ، ومناقشة وضعية المؤسسات العمومية حالة بحالة وتجاوزمقولة التفويت فيها ومناقشة خطة انقاذ اقتصادي هيكلي وشامل وطرح ملف الدعم للنقاش وتوجيهه لمستحقيه”
“ويرى القيادي في حزب البعث صهيب المزريقي ، أنه بعد تركيزمجلس نواب الشعب الجديد وخروج البلاد من الوضع الاستثنائي والمضي قدما نحو استكمال بناء المسار الديمقراطي وتركيز بقية مؤسسات الدولة ،فان مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل تبدومتأخرة نوعا ما “.
“أما القيادي في حركة الشعب أسامة عويدات ، فيعتبر أن مبادرة الاتحاد جاءت متأخرة جدا وبالتالي فان تأثيراتها ستكون محدودة حسب تقديره “.
“ويضيف المتحدث ، أن المرحلة الراهنة ليست مرحلة أزمة سياسية
بل هي مرحلة وضع المؤسسات الدستورية بناء على الدستور الجديد ، معتبرا أن بدء مجلس نواب الشعب الجديد في العمل أنهى مرحلة التدابير الاستثنائية وأذن ببداية المرحلة الطبيعية المستقرة ”
استمرار منطق “الهواية “
(جريدة الصباح)
“فما حصل هذه الأيام وتحديدا منذ بداية شهر رمضان أمر لا يعقل فقد شرعت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه “الصوناد” فجأة في حملات واسعة لقطع الماء الصالح للشراب على العديد من البيوت ،بمجرد أن وجهت ارساليتين قصيرتين الأولى بتاريخ 17 مارس تحدثت فيهما عن الجفاف وعن الاقتصاد في الماء ، وهي تعتبر نفسها وبهذه الطريقة قد قامت بعملها التحسيسي اللازم وانتهى لأمر لتمر مباشرة الى الخطوة الموالية المتمثلة في قطع الماء على البيوت لفترات لا نعرف مسبقا متى تبدأ ومتى تنتهي ، في انتظار طبعا القرارات القادمة ”
“ولنا أن نشير الى أن المشكل لا يتمثل في قطع الماء على البيوت ، رغم معرفتنا بمعاناة الجهات المحرومة بكل بساطة من خدمات الشركة ، وانما المشكل في التعامل بشكل اعتباطي مع المواطن ”
“فما فتىء المهندسون والمختصون في الموارد المائية ينادون منذ سنوات طويلة بضرورة اتباع خطة لترشيد استهلاك المياه وبضرورة وضع خطة للتحكم في الموارد المائية وتحسيس المواطن بخطورة المسألة .ومرت سنوات كثيرة وتعب البعض من التحذير من مخاطر احتباس الأمطار ومن تقلص كميات المياه بالسدود ، ومن كل الانعكاسات السلبية للتقلبات المناخية على بلادنا خاصة في علاقة بالموارد المائية دون أن يظفروا بجواب “