ركزت الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الاربعاء ،اهتمامها على عدة مواضيع من أبرزها ملف الاتفاق مع صندوق التقد الدولي وتعثر مسار سير الصلح الجزائي اضافة الى تسليط الضوء على عودة العلاقات التونسية مع سوريا من خلال الشروع في اجراءات تعيين السفير التونسي الجديد لدى الجمهورية العربية السورية .
آلية الصلح الجزائي …تعثر المسار يغضب السلطة
(جريدة المغرب)
” في لقائه يوم الاثنين الفارط برئيسة الحكومة لم يخف الرئيس “غضبه” من استمرار تعثر مسار الصح الجزائي وهذه المرة وجه اللوم الى “جهات داخل الدولة ” اتهمها بتعطيل المسار بالاستناد لبعض الفصول والقوانين والأحكام ”
“كلمات تذكر بما سبق للرئيس وأن عبر عنه في زيارته الى مقر اللجنة في 13 جانفي الفارط ،حينما كشف عن عدم رضاه على نسق أعمال االلجنة والقصد عدم تسجيل أي تقدم في مسار الصلح الجزائي الذي يعتبر من أسس مشروع الرئيس السياسي .وهذا ما يفسر حرصه على نجاح المسار ووجوب أن تقع مراجعة النصوص القانونية والاجراءات الترتيبية للدولة التونسية ، وفق ما صرح به الرئيس في عدة مناسبات أولمح اليه كما حدث في كلمته مع رئيسة الحكومة يوم الاثنين الماضي “.
” أي أن السلطة كانت تراعهن على تعبئة عشرت المليارات من الدنانير عبر آلية الصلح الجزائي لتوجهها لتحقيق هدفين ،احداث مشاريع تنموية في الجهات ، توفير خط تمويل للشركات الأهلية أي أن تحقق السلطة منجزا اقتصاديا واجتماعيا ، واليوم هذا المنجز بات صعب المنال ”
“لذا يبدو أن نسق سير مسار الصلح الجزائي لا يزعج السلطة لتأخر انطلاقه أوبطئه بل لما يحمله من دلاله ترجح فرضية فشله في تحقيق الهدف الأساسي منه وهو تعبئة آلاف المليارات لضخها في الجهات كاستثمارات في البنية التحتية أوفي الشركات الأهلية “.
عن ملف تونس مع صندوق النقد مرة أخرى
(جريدة الصحافة)
“وعاد ملف الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الى الواجهة من جديد مع اقتراب آجال خلاص عديد الديون الخارجية وازدياد حاجة البلاد الى التمويلات خاصة من العملات الأجنبية .وكان الصندوق قد نشر برنامج اجتماعاته المقررة خلال الفترة المقبلة والتي تهم عددا من الدول التي تسعى للحصول على قروض وغابت تونس عن هذه القائمة بعد الغاء اجتماع 19 ديسمبر الماضي”.
“ويشكك خبراء الاقتصاد في مدى قدرة الحكومة على تعبئة الأموال المطلوبة في ميزانية الدولة حيث ستعمد مثل الحكومة السابقة للحصول على ضمان قرض جديد بقيمة مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية مما قد يساعدها على تمويل الميزانية علما وأن تونس تحصلت في مناسبتين منذ سنة 2010 على هذا الضمان الأمريكي فيما رفضت ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب اسناد هذا الضمان لتونس في المرة الثالثة ”
“ومن الواضح أن الخطاب غير الموحد بين رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل هو من بين أبرز اسباب وراء سحب صندوق النقد الدولي ملف تونس من الاجتماع الذي كان مقررا يوم 19 ديسمبر المنقضي .”
“وفي الأثناء تتزايد المخاوف من عدم قدرة السلطات التونسية على تعبئة الموارد الكافية لانجاح برنامجها بالتوازي مع تمويل صندوق التقد الدولي ، وهو ما يطرح اشكالا بخصوص قدرتها على تنفيذ الاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي ”
“وتجدر الاشارة الى أن تونس تسعى منذ ثلاث سنوات للتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن تمويل جديد حيث انطلقت المفاوضات منذ حكومة يوسف الشاهد ثم تواصلت مع حكومة المشيشي وصولا الى حكومة نجلاء بودن ”
خطوة هامة لتجاوز مخلفات العشرية السوداء
(جريدة الشروق)
“بدعوة رئيس الدولة وزير الخارجية الى الشروع في اجراءات تعيين سفير تونس بدمشق تكون بلادنا قد دقت واحدا من أهم وآخر المسامير في نعش العشرية السوداء ..تلك العشرية التي شهدنا فيها تونس وهي تنكر لعروبتها وتنساق في ركب المؤامرة على الشقيقة سوريا ”
“”يأتي قرار رئيس الدولة بتصحيح مجرى تاريخ العلاقات التونسية السورية وبمحوى أثار خطيئة ارتكبها حكام الصدفة الذين أعملوا معاول التخريب في دواليب الدولة التونسية وكذلك في علاقات تونس مع أشقائها وفي طليعتهم الشعب السوري الذي ظلت علاقتنا معه متميزة تاريخيا ومستندة الى روابط صلبة مكنت من عبور عشرية الخراب ومخلفاتها بأخف الأضرار وهو ما يؤسس لعودة المياه الى مجاريها بعودة العلاقات الثنائية رسميا .ويفتح أفقا رحبة للتعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بالخصوص حيث تتوفر الدولة السورية على الأجوبة الشافية لملفات تونسية حارقة وفي طليعتها ملفت تسفير آلاف الشباب التونسي الى بؤر التوتر واغراقهم في آفة الارهاب التي ارتدت على بلادنا باغتيالات سياسية ما تزال جهود تفكيك ألغازها متواصلة ”
“وبهذا القرار الجرىء تكون بلادنا قد فتحت ثغرة جديدة في جدار الحصار الغربي المفروض على سوريا الشقيقة وأسهمت في امضاء دفعة هامة للجهود الخيرة المبذولة لاعادة سوريا الى بيتها العربي ومساعدتها على تضميد جراحها وتجاوز مخلفات عشرية الخراب والارهاب ”
تأثيث الفرغ……..
(جريدة الصباح)
“لم تحسم المعركة بشكل نهائي بين الرئيس وجزء من المعارضة التي تعارض مسار 25 جويلية وتنكره بشكل راديكالي وترى فيه انقلابا على دستور 2014 ”
“ولكن مرة أخرى ينجح قيس سعيد في سحب هذه المعارضة التي تمثلها جبهة الخلاص بنواتها الأساسية حركة النهضة ، الى حيث ما يريد بتحويل وجهة النقاش العام من غياب الرئيس المحير والمثير للتساؤلات والتخمينات والاشاعات وغياب المعلومة حول هذا الغياب ، الى الحديث في الأخلاق السياسي التي تعاملت بها المعارضة مع هذا الغياب ”
“والمربع الأخلاقوي المحفز للادانة الشعبية هو من المربعات التي تبرع فيها التيارات الشعبية وتستغلها لكسب التعاطف والتأييد الشعبي مستفيدة من الانفعالات الذاتية التي تنحاز دائما الى “الضحية ” المستهدفة بأي شكل من أشكال الاستهداف ..وقد شحن رئيس الجمهورية خطابه الأخير بالكثير من العبارات التي تبرز استهدافه بالاشاعات المغرضة التي تمس حتى من حياته وسلامته الجسدية بما أتاح له كسب تعاطف شعبي كبير تجلى في التفاعلات الكبيرة على الصفحة الرسمية لرئيس الجمهورية ”
“ولم ينجح الرئيس فقط في تثبيت صورة سيئة على تلك المعارضة وتصويرها على كونها سقطت أخلاقيا عندما تمنت أن يصيبه خانة الادانة القانونية التي لوح بها بشكل صريح ، وهذه الادانة اتخذت بعدين …أولهما توعد الرئيس كل من دعا الجيش الى تسلم السلطة بأن الأمر “لن يمر ” وأنهم سيلاحقون بتهمة الدعوة الى الانقلاب …وهي تهمة لا يمكن الاستخفاف بها ، خاصة وقد تورطت فيها بعض الأطراف دون ادراك لعواقبها وهي اليوم تحت طائلة الملاحقة بتصريح مباشر من رئيس الدولة بما حشر بعض الشخصيات التي تتموقع اليوم في المعارضة في الزاوية حيث وجدت المعارضة مرة أخرى تدفع ثمن تهورها وانفعالاتها وعدم تقديرها للمواقف “