ارتفعت أصوات زغاريد الأمهات، وتعالى بكاء الأطفال، في موكب ختان عدد من أطفال قرية “اس او اس سليانة” بمناسبة ليلة النصف من شهر رمضان، حيث تحرص اغلب العائلات على عادة ختان أولادها في المناسبات الدينية، وبالاخص خلال شهر رمضان، إلى أن باتت عادة راسخة في التراث الشعبي.
وكما دأبت العادة وككل سنة، تتجهز خلال شهر رمضان وتزامنا مع ليلة النصف منه، عائلات قرية الأطفال لختان عدد من ابنائها، فقد تزين اربعة من ابناء القرية من فاقدي السند هذه السنة، بملابس تقليدية تتماشى مع خصوصية المناسبة، فالكل يحتفى بالختان كعائلة واحدة.
ببهو المنازل ، امتزجت أصوات الموسيقى الشعبية برقصات الصغار، وارتسمت الابتسامة على وجوه الجميع، احتفال عائلي تمازح فيه الأم أبناءها وتلامس وجوههم البريئة بدفء وحب، مشاعر تخفي الإحساس بالحزن والفقدان والحرمان، فقد تخلت العائلة الطبيعية عن صغارها، ولم تتخلى عنهم عائلاتهم ومربيهم من مؤسسة رعاية فاقدي السند.
نحرت المواشي لطبخ الكسكسي” بالمسلان”، الأكلة المميزة لولاية سليانة، وحضر الأقارب من أطفال القرية، فكلهم عائلة واحدة، وسط الزغاريد والاغاني، خاصة أغنية “طهر يا لمطهر، طهرلي وليدي”، وكسرت القلة المملوءة بالحلوى، دلالة على اتمام عملية الختان، وهرع الأطفال الصغار لاخذ ما تناثر من قطع الحلوى والمكسرات
لا تخلو الأجواء من الضحك واللهو والرقص خاصة مع سماع الأغاني المميزة لجهة سليانة “يا نمسة فزي” و “بابا حمادة يا جدي” التي تؤثثها سلامية سيدي حمادة، فالامهات يرقصن ويمرحن، ويضحكن فرحا، حيث اكدت الأم “كريمة”، والدة أحد الأطفال لصحفية “وات” سعادتها الفائقة بختان ابنها وب”دخوله دين الاسلام” ، مؤكدة انها هيأته نفسانيا وانها كانت تنتظر هذه المناسبة التى تتكرر كل سنة في شهر رمضان.
زينت الحناء والحرقوس كفوف وأرجل الأطفال، لبسوا جبات تقليدية حمراء قاتمة وبيضاء اللون ووضعوا الشاشية فوق رؤوسهم، في حين جهز الطبيب حقيبته لاجراء عملية الختان … لحظات صعبة على الأم التى لا تفارق ابنها وتتابع العملية بالدعاء له وعيناها مليئة بالدموع، دموع الخوف والفرح، وما ان تنتهي المهمة حتى تتعالى الزغاريد وعبارات التهاني ويرش الزهر على رأس الطفل وتضع النقود في شاشيته.
أفاد مدير قرية “اس او اس سليانة” عاطف اللبادي “وات” بأنه وبمناسبة ليلة النصف من شهر رمضان تم تنظيم مائدة إفطار جماعية لفائدة 33 طفلا و27 اطارا (أمهات وخالات) فضلا عن حفل ختان ل3 أطفال من أبناء القرية وطفل رابع مدرج ضمن برنامج الدعم العائلى تراوحت أعمارهم بين سنتين و3 سنوات، مؤكدا أنه تم التركيز على خصوصية الاحتفال بتأثيثها بسلامية سيدي حمادة، نظرا لما تتميز به بطابعها الشعبي العائلى
و أشار اللبادي إلى أنه سيقع يوم 16 افريل الجاري تنظيم حفل خيري بالمركب الثقافي من تاثيث الفنان نضال اليحياوي، ستخصص مداخيله لفائدة القرية بدعم من مؤسسة “دراكسلماير” لصناعة كوابل السيارات