“على هامش احياء ذكرى الزعيم بورقيبة ..ما الذي تبقى من الدولة الوطنية ؟ ” و ذكرى وفاة بورقيبة ومهزلة حجب الأعداد ” و” ماذا خسرنا بعد اقصاء المجتمع المدني ؟” مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصارة ، اليوم الجمعة 7 أفريل 2023 .
على هامش احياء ذكرى الزعيم بورقيبة ..ما الذي تبقى من الدولة الوطنية ؟
(جريدة الصحافة)
“أحيا التونسيون الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الزعيم بورقيبة في سياق لا تبدو فيه تونس في أفضل حالاتها وبعد رحيل جل الآباء المؤسسين للدولة الوطنية والرعيل الأول من المناضلين والفاعلين السياسيين الذين خطوا سطور تاريخ تونس المعاصرة بغثه وسمينه”
“وهي مناسبة تقدح في أذهاننا الكثير من التساؤلات عن مصير الدولة الوطنية كمفهوم وككيان كما تم التنظير له منذ الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي وتأسيسه في أواخر الخمسينات من القرن نفسه”
“عاد الزعيم الى صدارة الاهتمام وسط مراجعة تاريخية وسياسية أرادها بعض التونسيين قطعا من الماضي وجعلها آخرون قطيعة مع الجذور وعادت نقاط الاستفهام الكبرى ”
“ومن المفارقات العجيبة أن الزعيم بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية المستقلة أوالدولة الوطنية بمفهومها التحديثي كان أكثر شخصية حاضرة بلا منازع ما بعد 14 جانفي .فعنه كتب مؤلفات عديدة تراوحت ما بين السياسي والسوسيولوجي والاعلامي والانطباعي والمذكرات والسيرة وغيرها سواء من الباحثين والاعلاميين أومن السياسيين الذين عاصروه وسردوا تجربتهم معه وألقوا بالضوء على شخصيته الكارزماتية في كل أبعادها .وآخر ما صدر في هذا المجال كتاب بورقيبة المستمع الأكبر للمدير الأسبق لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية عبد العزيز قاسم ”
“اليوم تحي تونس ذكرى الزعيم وهي تكابد من أجل استعادة عافيتها بعد ما يربو عن عقد من الترنح والارتباك تراجعت فيه كل المؤشرات ”
“واذا كانت الديمقراطية وما حف بها هي النقيصة الأكبر في حكم بورقيبة فان تونس في العشرية الأخيرة لم تنجح في تأمين انتقال ديمقراطي ناجع وناجز ولكنها أيضا أضاعت كل مكتسباتها ومنجزها الذي تراكم على امتداد عقود فعلى المستوى الاقتصادي تراجعت مؤشرات التنمية وتنامى العجز التجاري وأثقلت كاهلها المديونية وعدنا الى الاقتراض بعد الاستغناء عنه لفترة طويلة وحاصرتنا أزمة اقتصادية خانقة غذتها معطيات عالمية الى جانب سوء حوكمة داخلي امتد حوالي عشر سنوات ”
ذكرى وفاة بورقيبة ……ومهزلة حجب الأعداد
(جريدة الشروق)
“في الوقت الذي يحيى فيه التونسيون ذكرى وفاة أب التعليم ” في تونس الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ، تتواصل في تونس للثلاثي الثاني على التوالي ، أزمة حجب الأعداد في التعليم الابتدائي والثانوي .أزمة رغم أنها ليست الا واحدة من عشرات الأزمات التي يتخبط فيها تعليمنا اليوم الا أنها تمثل أكبر ضربة ل”مدرسة بورقيبة ” التي نجحت منذ ارسائها في السنوات الأولى للاستقلال والى حد الآن في تحصين تونس والتونسيين تجاه الجهل والأمية وكل أشكال التخلف والرجعية وحولت تونس الى “منجم ” ثروة بشرية يشهد كل العالم الى اليوم بكفاءتها العالية ومؤهلاتها الفكرية والعلمية ” .
“عام دراسي آخر ينضاف الى قائمة الأعوام الدراسية التي شهدت طيلة العشرية الماضية تقلبات مختلفة أثرت على السير العادي للدروس وأفقدت التعليم شيئا من قيمته ومكانته الاعتبارية بين التونسيين وأساءت الى صورة “المنظومة التعليمية البورقيبية ” التي كانت مصدر فخر واعتزاز لتونس في الخارج منذ الاستقلال وعلى امتداد عشرات السنين .اذ لا تمر سنة دراسية واحدة دون أن تتعطل فيها الدروس اما بسبب تحرك احتجاجي أو اضراب أوز بسبب نقص المدرسين أو لأسباب أخرى مختلفة ليأتي في العام الحالي مثقلا بأزمة أثارت حالة كبرى من الاستياء لدى الرأي العام بعد أن حولت التلاميذ الى ما يشبه “حطب المعركة ” بين طرفي النزاع ” .
ماذا خسرنا بعدذ اقصاء المجتمع المدني ؟
(جريدة المغرب)
“ان ما تحقق طيلة عشرية من الزمن ، على مستوى بناء علاقات قائمة على التشاركية وتثمين الاختلاف والتعددية والتنوع وتعدد الأصوات وترسيخ الثقافة المجتمعية ونشر الوعي بالقيم والمفاهيم والنظريات أريد له أن “يخزن في الذاكرة ” وأن تطوى صفحة التشاركية فهل تحسن الوضع ؟ وهل استطاع الوزراء أن يشتغلوا ويحققوا الانجازات النوعية وأن يضعوا برامجهم وتصوراتهم التي بامكانها أن توفر للتونسيين الخدمات الأساسية ؟
“ما أحوجنا في هذا سياق الذي باتت فيه الفئات الهشة تشعر أنها متروكة لشأنها ، الى استعادة الأدوار التي كان يضطلع بها المواطنون الناشطون والبلديات الساعية الى تحسين واقعه الناس ، وما أحوجنا الى ديناميكية على أرض الواقع (لا الفايسبوكي ) يفرزها الايمان بحب الوطن والتعلق بالعمل الرعائي وواجب العمل من أجحل تحقيق الأفضل ، وما أحوجنا الى مناخح تنتصر فيه العقلانية على الفوضى والرداءة والتفاهة ”
تونس وملف الهجرة وصندوق النقد الدولي
(جريدة الصحافة)
“في ظل تخوفات الدول الأوروبية وخاصة ايطاليا من تضاعف عدد المهاجرين غير النظاميين من السواحل التونسية باتجاه سواحلها الجنوبية والتي بلغت أعدادا غير مسبوقة خلال السنة الحالية يتضح أن تونس فهمت أن ملف الهجرة غير النظامية ورقة ضغطها الرابحة لكسب دعم متواصل والحفاظ على حد أدجنى من توازناتها المالية ونوع من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي من خلال جلب الاستثمارات والمساعدات …ويبقى ملف تونس على طاولة مجلس اارة صندوق النقد الدولي العقبة التي لم تستطع تونس تخطيها بين ضغوط الدول النافذة في مجلس ادارة الصندوق وبين مدى قدرة تونس نفسها على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة منها كسبا لرضاء الدول المانحة التي ما فتئت تعبر عن تحفظها على السياسة التي تعتمدها السلطة في تونس في اكثر من ملف على غرار ملف الحريات والتعاطي السياسي مع المعارضين والشركاء الاجتماعيين ”
“وأمام هذا الضغط المتزايد على تونس وعلى وضعها الاقتصادي والاجتماعي والذي بلغ مستويات مقلقة بشهادة “الأجوار ” تعمل الديبلوماسية على الاستثمار في تخوفات الضفة الشمالية للمتوسط من تدفقات كبيرة للمهاجرين ومطالبة الدول الأوروبية لتونس بحكم قبضتها على الحدود الساحلية درءا لموجات كبرة من الهجرة السرية وذلك من خلال كسب مزيد من الدعم لملفها في صندوق النقد الدولي وكسب دعم أكبر من هذه الدول على مختلف المستويات “