بعد غياب لنحو 12 عاما عن التظاهرات الفنية الرمضانية، حيث كان آخر حضور له في مهرجان المدينة بتونس سنة 2011، يعود الفنان صابر الرباعي من جديد لملاقاة جمهور السهرات الرمضانية وذلك من بوابة تظاهرة “رمضان في المدينة” التي ينظمها مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، حتى يوم 20 أفريل الحالي.
وسجّل حفل الفنان صابر الرباعي، في سهرة الأحد 9 أفريل، حضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي وجمهور غفير امتلأت به جميع مقاعد مسرح الأوبرا الذي تبلغ طاقة استيعابه نحو 1800 شخص. وقدّم صابر الرباعي، مصحوبا بالفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني، حفلا موسيقيا استثنائيا استمرّ لما يناهز ساعتيْن، أدى خلاله باقة من أعماله الموسيقية القديمة والجديدة التي لاقت صدى جماهيريا واسعا.
ولم يبخل أمير الغناء العربي على جمهوره في إمتاعه بباقة متنوعة من الأغاني المختارة، راوح فيها بين الطرب والأغاني الإيقاعية والأغاني باللهجة التونسية، كما راوح بين الأغاني الجديدة والقديمة، فتغنى بالوطن وبالمرأة وأدى باقة من الأغاني الرومنسية التي ظلت آسرة للجمهور العربي بكلماتها وإيقاعاتها وتوليفاتها الموسيقية التي تُراوح ببراعة بين الأنماط الموسيقية التونسية والشرقية والطرب العربي الأصيل.
وأدّى بمناسبة ذكرى عيد الشهداء، الموافق ليوم 9 أفريل من كل سنة، أغنية “الأرض الطيّبة”. كما أهدى للجمهور أغاني “يا للا” و”يا دلولة” و”أتحدى العالم” و”سيدي منصور” و”مغيار” و”عز الحبايب” و”خلوني” و”صرخة” وغيرها من الأغاني التي لاقت صدًى واسعا على الساحة الفنية العربية بشكل عام. واستضاف صابر الرباعي على الركح الفنان الصاعد أحمد الرباعي (ابن أخيه)، فغنيا معا “صيد الريم”.
ومن الإيقاعات الشرقية تحوّل صابر الرباعي والمجموعة الموسيقية المرافقة له إلى الإيقاعات التونسية الخالصة، فأدى باقة من أغاني الفنانيْن الراحليْن محمد الجموسي (حبي يتبدل يتجدد، اليوم قالتلي زين الزين، أول نظرة) وعلي الرياحي (تكويت، بيت الشعر). وأرقص الجمهور على إيقاعات “الأقطاب” التي اختتم بها الحفل.
وعلى غرار بقية الحفلات، أثبت الفنان صابر الرباعي مجددا أنه نجم ساطع في سماء الموسيقى العربية، بصوته العذب وحضوره الركحي المميز وبإتقانه الغناء بلهجات مختلفة، وبإنتاجه الغزير والمتجدد على مدى كامل مسيرته الفنية التي تجاوزت ثلاثة عقود.