يتوجه اهتمام جلّ الاسر التونسية في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، نحو إعداد حلويات العيد او اقتناء الحلويات جاهزة من المحلات التجارية المتخصصة في صنع حلويات العيد.
وتعتبر مسالة اعداد او اقتناء حلويات العيد من قبل التونسيين عادة مترسّخة عند العائلات كمظهر من مظاهر استقبال عيد الفطر والاحتفال وتبادل التهاني والزيارات بعد شهر كامل من الصيام.
ويتمسك التونسيون، رغم اهتراء قدرتهم الشرائية، وسط ارتفاع لافت لنسبة التضخم وزيادة أسعار العديد من المنتجات والمواد الاستهلاكية، بعادة اعداد او شراء حلويات العيد، ولئن تذمّر عدد من المواطنين من غلاء أسعار حلويات العيد خاصة في المحلات التجارية المتخصصة، فان المهنيين تذمروا بدورهم من غلاء المستلزمات والمواد الأولية التي اثّرت بشكل ملحوظ على السعر النهائي.
كما اعرب عدد من المهنيين عن قلقهم من فقدان بعض انوع من مستلزمات اعداد الحلويات وخاصة مادتي الفارينة والسكر.
ويتسم رمضان ،2023 وفق الاحصائيات المتوفرة، بشطط ملحوظ في أسعار مستلزمات صناعة الحلويات وكذلك تطور أسعار الفواكه الجافة ما جعل كلفة اعداد الحلويات تعرف زيادة لافتة بالمقارنة مع رمضان 2022
ويُقرّ مدير المرصد الوطني للتزويد والاسعار، رمزي الطرابلسي، في لقاء مع وكالة تونس افريقيا للأنباء “وات”، بتطور أسعار مستلزمات صناعة الحلويات سواء التقليدية (المعدة في المنزل) او لدى المحلات المختصة، وقد شملت الزيادة مادة الزبدة (+55 بالمائة) والحليب المركز (+33 بالمائة) والحمص المرحي المعلب (+6 بالمائة). كما ارتفع سكر السكر المحوّر بنسبة 22 بالمائة والجلجلان بزيادة 26 بالمائة.
في المقابل أبرز المتحدث، ان أسعار الخميرة الصناعية والتمر المرحي حافظت على نفس مستواها لافتا الى ان أسعار المواد المدعمة لم تشهد تغييرا.
واكد الطرابلسي ان أسعار الفواكه الجافة المستعملة في حلويات العيد (اللوز والبوفريوة والبندق والفستق والجوز) عرفت زيادة لكن بدرجات متفاوتة لأغلب الأصناف لتتراوح بين 7 و41 بالمائة بالمقارنة مع نفس الفترة من رمضان 2022
واهتم المرصد الوطني للتزويد والاسعار بدراسة كلفة اعداد الحلويات بالمنزل التي تعدها عدة اسر تونسية عوضا عن اللجوء الى شراءها من المحلات المتخصصة.
وفي هذا الإطار تمت دراسة عينة من هذه المنتوجات ومقارنة تطورها بنفس الفترة من رمضان السنة الفارطة.
واتضح وفق المسؤول، تسجيل ارتفاع في كلفة اعداد حلويات “المقروض” بنسبة 10 بالمائة وذلك من 2897 مليما للكلغ الى 3205 مليمات نتيجة ارتفاع أسعار الزبدة.
وبالنسبة الى “البسكويت” المعد في المنزل، فقد أظهرت الدراسة زيادة كلفة اعداده بين 9 بالمائة للنوع العادي (من 3405 مليمات الى 3715 مليما للكلغ) و21 بالمائة للنوع الرفيع (6205 مليمات الى 7515 مليما للكلغ) وذلك نتيجة زيادة في سعر الحليب المركز والبيض والجلجلان.
اما بالنسبة الى مادة الغريبة حمص فقد أشار المتحدث الى ان سعر كلفة الكلغ الواحد زادت بنحو 4ر32 بالمائة وذاك من 10660 مليم الى 14110 مليمات للكلغ.
واتجهت كلفة البقلاوة صعودا بزهاء 23 بالمائة وذلك من 20235 مليم الى 24985 مليما للكلغ مع تسجيل زيادة في كعك الورقة ب 24 بالمائة ليصل سعر كلفة الكلغ الى 20875 مليما مقابل 16865 مليما في رمضان من السنة الماضية.
واعتبر الطرابلسي ان كلفة اعداد حلويات العيد في المنزل اقل من اقتنائها من المحلات التجارية المختصة.
واوضح مدير المرصد الوطني للتزويد والاسعار في ما يتعلق بأسعار حلويات العيد في مستوى المحلات التجارية المختصة، انه تمت معاينة الأسعار في عينة من المحلات التجارية ذات الصنف الراقي والمتوسط والشعبي في عدد من مناطق تونس العاصمة.
وبين ان أسعار الحلويات في مختلف هذه المحلات عرفت زيادة مقارنة بأسعار رمضان من العام الماضي نتيجة ارتفاع أسعار المستلزمات والفواكه الجافة والمواد الأولية والطاقة واليد العاملة.
وخلص المسؤول الى التأكيد على تنوع وتفاوت أسعار حلويات العيد لسنة 2023 حسب طبيعة المنتوج ومكوناته والفضاء التجاري (راقي او متوسط او شعبي) والعلامة التجارية.