تطرقت بعض الصحف التونسية الصادرة ، اليوم الخميس ، الى عدة مواضيع متصلة بالشأن الوطني من أبرزها تكرر التصريحات الصينية بخصوص رغبة بيكين في الدخول على خط الملف التونسي واستقطابها اضافة الى الجدل المتواصل المتعلق بملف تونس لدى صندوق النقد الدولي والاستعدادات الحثيثة لانجاح موسم الحج لمعبد الغريبة بجزيرة جربة .
موسم الحج الى معبد الغريبة …أرقام ايجابية والجزيرة على أتم الاستعداد
(جريدة المغرب)
“عاد نسق موسم “الحج ” الى معبد الغريبة بجزيرة جربة بتونس الى نسقه الطبيعي وربما يكون أفضل بعد تعثره في مناسبات سابقة بسبب التهديدات الارهابية ثم بسبب الغلق خوفا من تفشي فيروس كورونا لمدة سنتين ”
“تتسم زيارة الغريبة بالاضافة الى طابعها الديني بصبغتها السياحية كما تعرف بأنها احدى أهم المؤشرات الموسم السياحي المقبل باعتبارها تساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية بالجزيرة وفي مزيد دعم اشعاعها في ظل ما تستقبله من سياح من كل بلدان العالم ”
“وقال بيريز الطرابلسي رئيس هيئة تنظيم زيارة الغريبة بجزيرة جربة في تصريح للصحيفة ” ، أن عدد الزائرين هذه السنة سيبلغ 8 آلاف زائر من مختلف أنحاء العالم ليسجل بذلك زيادة بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي “.
“وأكد أنه عدد ايجابي مقارنة بالسنوات الماضية بسبب فيروس كورونا والغلق والحجر الصحي في العالم خوفا من تفشي هذا الفيروس وتابع بيريز ” أن بعض الزوار مواظبون على هذه الزيارة لاعجابهم بالجزيرة وبمناخها الآمن والاستقرار والعيش المشترك والتسامح الذي يميزها ”
“وأشار الى أن الغريبة تستقطب اهتمام التونسيين على امتداد السنة لا فقط خلال موعد الزيارة ، مبينا أن الوحدات الفندقية في الجهة امتلأت وأن الزوار انطلقوا في الحجز والاستفسار عن الموعد منذ فترة ، مشيرا الى أن عدة شخصيات ديبلوماسية ستكون حاضرة في زيارة الغريبة لهذا العام على غرار سفراء من دول أجنبية وكذلك وزير الشؤون الدينية ووزير السياحة ” .
هل من بديل فعلي ..؟
(جريدة الصحافة)
“يتواصل الجدل في خصوص ملف تونس لدى صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قرض بقيمتة 9 مليار دولار لتعبئة الموارد المالية وفتح المجال لتونس لابرام اتفاقيات مالية مع أطراف مالية وشركاء آخرين في مقابل اطلاق اصلاحات اقتصادية مثل مراجعة نظام الدعم والخوصصة “.
“وفي الواقع فقد أخذ هذا الملف حيزا كبيرا من الزمن والجهد طيلة شهور طويلة شهد خلالها تدخلات مختلفة من عديد الأطراف وتتالي الوساطات من دول أوروبية وشريكة لتونس خاصة من الطرف الايطالي وتم استعماله كورقة ضغط ، لكن دون أن يصل منتهاه ودون أن تحصل على تونس على دولار واحد من الصندوق في مرحلة وصفها الخبراء بأنها حرجة ومحفوفة بالمخاطر المالية والاقتصادية ” .
“وتتواصل الضبابية المرتبطة بالحصول على قرض من صندوق النقد الدولي رغم المشاركة التونسية في اجتماعات الربيع لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين التي تواصلت من 10 الى يوم 16 أفريل 2023 وهي مشاركة كان من المؤمل أن تقرب وجهات النظر بين الوفد التونسي والجهات المقرضة وتتوصل الى اتفاق مالي لكن مخرجاتها لم تنبىء بأي جديد يذكر ولاتزال نتائجها غير واضحة المعالم لصالح حصول تونس على التمويلات الضرورية لتوازناتها المالية المستعجلة “.
“كما يستمر انعدام الحسم في الملف التونسي في ظل تصريحات داخلية متضاربة من القرض ففي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة وعلى لسان وزير الاقتصاد “أنه لابديل عن القرض من صندوق النقد الدولي “عبرت رئاسة الجمهورية عن مخاوفها من تداعيات هذا الاتفاق على التونسيين وأن يدفع الى غليان اجتماعي وأكدت رفضها لأي املاءات من الخارج في علاقة بالاصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي يطلبها صندوق النقد الدولي .بما في ذلك رفع الدعم عن عدد كبير من المواد الاستهلاكية الأساسية مقابل منحها التمويل “.
أي دور للصين ……في تونس ؟
(جريدة الشروق)
“تعددت التصريحات في الفترة الأخيرة عن مسؤولين صينيين بخصوص الوضع في بلادنا وسط سياقات سياسية وجيوستراتيجية لها دلالاتها وأبعادها ضمن التأثيرات الدولية للحرب القائمة في أوكرانيا على تغير المعادلات وموازين القوى ”
“وتؤكد عديد القراءات أن تونس اصبحت اليوم تحت مجهر السياسة الخارجية الصينية التي تسعى للاستفادة من الوضع الاقتصادي الدقيق الذي تعرفه بلادنا والضغوطات الغربية التي تمارس عليها سياسيا واقتصاديا للدخول على خط المشهد التونسي وهو ما يعكسه تكرر التصريحات من المسؤولين الصينيين بدءا من الرئيس شي جينبينغ الذي أكد في تصريح له اثر لقاءه برئيس الجمهورية قيس سعيد “دعم الجانب الصيني للجانب التونسي في السير على الطريق التنموي بما يتناسب مع ظروفه الوطنية ، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية من قبل القوى الخارجية “.
هذا التصريح من هرم القيادة الصينية تلته تصريحات للسفير الصيني ببلادنا والذي كرر في مناسبة أولى موقف بلاده الرافض والمعارض لأي تدخل في الشأن الداخلي لتونس ، مشيرا الى امكانيات التعاون السياسية والاقتصادية والثقافية والسعي الى استفادة بلادنا من مبادرة التنمية العالمية والانفتاح قبل أن يصف منذ أيام قليلة تونس ب”الشريك المميز ” الذي تقيم معه بيكين علاقات تعاون مثمر تقوم على أسس الصداقة والاحترام المتبادل ، بالاضافة الى تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين خلال مؤتمر صحفي حول “مواصلة الحفاظ على روح الانفتاح والشمولية والتعاون متبادل المنفعة لبريكس ، والعمل مع شركاء بريكس لتعزيز التعاون مع الأسواق الناشئة والدول النامية الأخرى ، والمساهمة بشكل مشترك في توسيع عضوية “بريكس ” من خلال مناقشات شاملة وتوافق في الآراء وذلك في اجابة عن سؤال حول امكانية انضمام تونس الى هذا التجمع “.
موسم الهجرة الى الشمال
( جريدة الصباح)
“منذ فترة طويلة تتواتر التقارير الاعلامية المحلية والدولية وحتى تقارير منظمات حقوقية الناقلة لأخبار وقصص مروعة متعلقة بحركة تصاعدية للهجرة غير النظامية وتعدد ضحاياها ، والمنطقة أساسا من السواحل التونسية وتحديدا من سواحل ولاية صفاقس ، والمميز فيها هذه المرة أن معظم المهاجرين هم من جنسيات دول جنوب الصحراء الافريقية وحتى من السودان التي تشهد موجة هجرة جماعية الى الشمال الافريقي ، ومنها تونس هروبا من الحرب الأهلية الدائرة رحاها الآن ”
“جل المؤشرات تؤكد أن الظاهرة ستشهد ارتفاعا خلال هذا الصيف مع استقرار حالة الطقس وارتفاع درجات الحرارة ، وأيضا مع تنامي نشاط عصابات تهريب البشر متعددة الجنسيات والتي اصبحت تنشط في الداخل التونسي وتمول عمليات “حرقة ” مباشرة ، بل تشرف حتى على تجهيز وتصنيع قوارب الموت محليا ..وفق ما تؤكده تقارير أمنية ، ما ينبىىء لا فقط بتطورات تهدد الأمن القومي والسلم الأهلية ، بل ايضا بحصول كارثة انسانية بدأت ملامحها تبرز للعيان مع تكدس جثث المهاجرين التي يلفظها البحر يوميا في مستشفيات صفاقس ”
“لم يعد الأمر مجرد حالة صيفية عرضية ، فتحذيرات الفزع الصادرة عن الجانب الايطالي منذ فترة والمبينة على تقارير أمنية واستخباراتية ، لم تأت من فراغ ، خاصة أن السلطات الايطالية سبق أن أعلنت ، النفير العام وحالة الطوارىء القصوى للنعامل مع ما تصفه بالخطر الداهم عليها عبر البحر علما أن الاحصائيات الرسمية تشير الى أن عدد المهاجرين تضاعف منذ بداية العام الحالي مقارنة بنمفس الفترة من السنة المنقضية “.
“لحد الآن يقتصر التعامل مع الظاهرة بشكل أمني ، أمام تأخر تنفيذ بعض الوعود الصادرة عن ايطاليا أو بعض بلدان الاتحاد الأوروبي مثل الحديث عن خطط لتشجيع الهجرة القانونية للشباب الراغب في الهجرة بعد تكوينهم في اختصاصات مهنية مطلوبة ، أو الترويج لتقديم بعض المساعدات والهبات المالية لكن جلها تظل حلولا محتشمة وزهيدة وغير قادرة على معالجة الظاهرة من جذورها والتي لها أبعادا اجتماعية واقتصادية بالأساس “