قال الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي نبيل حجي، ان اللحظة السياسية الراهنة “هي لحظة مقاومة لاستبداد تلحّف بشعارات الاصلاح لخدمة مشروع شخصي” ، معتبرا أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد “يقوم برسكلة الديكتاتورية”، على حد رأيه.
وفي كلمة القاها في مستهل المؤتمر الثالث لحزب التيار الديمقراطي، الذي ينعقد بالعاصمة على امتداد ثلاثة أيام، لانتخاب أمين عام جديد وتجديد الهياكل السياسية للحزب، صرح الحجي بأن رئيس الدولة “انحرف بالسلطة نحو نسق سياسي شعبوي لا يملك حلولا للأزمات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد”، بالإضافة “إلى وضع يده على الجهاز القضائي ومحاولته ضرب الاصوات الحرة في القطاع الاعلامي”، على حد قوله.
و اعتبر أن سجن كل من الامين العام السابق للحزب غازي الشواشي وعديد القيادات السياسية الاخرى، هو عملية “تصفية للمعارضة”، وفق تعبيره، داعيا الى مواصلة “المعركة الديمقراطية” في البلاد وفق ما يتطلع له الشعب التونسي.
كما انتقد حجي المنظومة السياسية التي حكمت قبل الاجراءات الاستثنائية الصادرة في 25 جويلية 2021، قائلا “إنها كانت منظومة أحزاب ربحية فاقدة للمضمون السياسي”، مذكرا بأن حزبه لطالما نبّه لهشاشة هذه المنظومة.
من جهته، أفاد القيادي بالحزب هشام العجبوني، في تصريح ل (وات)، بأن التوجه العام للحزب هو العمل على اتاحة مشاركة أوسع للشباب، وتكثيف الجهود لاستعادة المسار الديمقراطي، والضغط من أجل اطلاق سراح من أسماهم ب “المعتقلين السياسيين” (في إشارة الى الموقوفين في ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدرولة)، مؤكدا أن الحزب وفيّ لروح الثورة والديمقراطية ويعارض “التوجهات الشعبوية للحكم القائم”، على حد تعبيره.
يشار إلى أنه حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لحزب التيار الديمقراطي عدد من القيادات السياسية وممثلين عن المنظمات الوطنية، على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.
ويعقد حزب التيار الديمقراطي مؤتمره الثالث بعد عشر سنوات على تأسيسه سنة 2013 ، وكان تداول على أمانته العامة كل من محمد عبو وغازي الشواشي ونبيل حجي الذي تم انتخابه خلال أشغال المجلس الوطني للحزب (المنعقد يومي 7 و 8 جانفي الفارط) بعد استقاله الشواشي.
وكان الحزب قد خاض تجربة ائتلافية في الحكم، في ظل حكومة الياس الفخفاخ جمعت كل من حركة النهضة وحركة الشعب وحزب التيار الديمقراطي، قبل أن تنحل الحكومة باستقالة الفخفاخ في جويلية 2020.