أفاد الناطق الرسمي باسم جمعية الأطباء التونسيين حول العالم قيصر ساسي اليوم الثلاثاء، بأن الجمعية تعتزم مراسلة عمادة الاطباء في تونس بخصوص المطالبة بإرساء حوار وطني حول ثلاث محاور أساسية بقطاع الصحة للخروج بجملة من المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تحفز الأطباء بالخارج على العودة وتقطع مع مظاهر العنف وتدهور ظروف العمل بالمستشفيات العمومية.
وأوضح قيصر ساسي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن دعوة العمادة الى ارساء حوار وطني تأتي على خلفية كونها الجهة المهنية المخوّل لها ذلك وتمثيل الأطباء وطرح مطالبهم، لافتا الى أنه في حال تعذّر ذلك على العمادة فان الجمعية ستتولى ارساء الحوار الوطني.
وبيّن أن الحوار الوطني المراد اطلاقه يعتمد على 3 محاور أساسية وهي ضرورة اعتماد مقاييس تطبيقية للعمل في المستشفيات العمومية والقضاء على ظاهرة العنف في المستشفيات التي “استفحلت حسب تقديره ولم تشهد تقلصا في نسقها”، لافتا الى ان الجمعية تولت منذ سنتين تقييم ظاهرة العنف بالمستشفيات وتعرّض الاطار الطبي للعنف حيث تبيّن تعرض 200 طبيبة تونسية للعنف الجسدي على الأقل مرة واحدة في المستشفيات التونسية.
وأضاف أن الحوار الوطني يجب أن يتطرق أيضا الى تحسين تأجير الاطباء، و مسألة السماح بجواز ممارسة الأطباء التونسيين بالخارج المرسّمين بعمادات أخرى، الطب في تونس والسماح بالتسجيل المزدوج لدى عمادة الاطباء .
وأشار الى أن التشريع التونسي يحجّر على الأطباء التونسيين العاملين بالخارج والمسجّلين بعمادات طب أخرى بالخارج الجمع في ممارسة الطب بين تونس والخارج، مؤكدا أن الاطباء التونسيين بالخارج اكتسبوا مهارات تقنية هامة في استخدام التجهيزات والمعدات الحديثة ويمكن الاستفادة من خدماتهم والسماح لهم بمعاضدة مجهودات الاطباء التونسيين العاملين داخل البلاد خاصة في المناطق الداخلية والتي تشكو من ضعف تغطية طب الاختصاص بها.
وللاشارة وجهت الجمعية خلال الاسبوع المنقضي مراسلة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيسة الحكومة نجلاء بودن و وزير الصحة عل مرابط تعرضت فيها الى تدهور وضع قطاع الصحة بتونس ونزيف هجرة الأطباء التونسيين نحو الخارج محذّرة من تداعيات هذه الظاهرة على القطاع ككل.
وأبرز الناطق الرسمي باسم الجمعية أن التطرق الى هجرة الأطباء مردّه ما عاينته الجمعية من اعتزام البلدان الاوروبية الترفيع في عدد الأطباء المنتدبين من الخارج وهو ما يشمل الأطباء التونسيين.
وحذّرت من تداعيات هذه الظاهرة لاسيما وان آخر الاحصائيات للمعهد الوطني للاحصاء تشير الى هجرة نحو 3300 طبيب خلال خمس سنوات الاخيرة، حسب قوله.
وأفاد بأن الجمعية قامت بدراسة منذ سنتين حول هجرة الاطباء ومثّل 393 طبيب تونسي مهاجر عيّنة لهذه الدراسة التي استخلصت أن 70 بالمائة من الأطباء هاجروا نتيجة ظروف العمل السيئة وان 50 بالمائة تعرضوا للمضايقات المهنية وان 50 بالمائة مستعدون للعودة الى أرض الوطن في حال تحسنت ظروف التأجير.