موسم جز الأغنام، في ولاية توزر، ترافقه استعدادات واحتفالات توشحها أغان قديمة وعادات غذائية تبرز كرم الضيافة، وتعطي اشارة انطلاق بدء النسوة في تحويل الصوف الى ملابس أو أمتعة ضرورية لحياة البدو، فقرات اثثت تظاهرة “تويزة” التي احتضنتها المدينة مساء أمس الأربعاء، ضمن فعاليات الدورة 32 من شهر التراث.
تبرز التظاهرة عمق العادات والتقاليد الضاربة في القدم والمشتركة بين عدد من مناطق البلاد تتنزل ضمن فعاليات الدورة التى نظمتها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالشراكة مع إدارة مهرجان تراث أولاد سيدي عبيد، من خلال ورشات حية أبرزت حياة “نجع الركاركة” في توزر وحياة اجدادهم التي ما يزال الحنين يشدهم إليها، حيث تتحول الصحراء في موسم جز الأغنام الى حياة صاخبة مليئة بالحياة بين أهازيج النساء وهن يرددن أغاني الموروث “الركروكي” واهازيج الرجال خاصة في الدعاء والتضرع لله ومدح الرسول تبركا وتيمنا وطلبا للمطر والخير.
ووسط هذه الاجواء، ينهمك الرجال في عملية الجز، وتعد النساء المأكولات التى تنطلق صباحا بفطور يتكون من “الرفيس”، ومكوناته فتات الخبز التقليدي المخلوط بزبدة حليب الماعز وقليل من الحليب، ثم يقع اعداد الطبق الرئيسي للغذاء وهو الكسكسي بلحم الضأن، كانت التظاهرة مزيجا من الفقرات التي سعى نجع “الركاركة” الى احيائها لتبرز قيمة تربية الأغنام لدى البدو وأهميتها الاقتصادية في حياتهم، فمن أجلها تقام الولائم وتقرع طبول الافراح ويعد أهل القبيلة ما شاء من الاكلات وتصدح الأصوات بالغناء.
وفي اختتام هذه التظاهرة أقيمت تظاهرة “طريق الهطايا” التي تقتفي أثر القبائل التونسية في رحلتها من جنوب غرب البلاد الى شمالها وتحديدا الى جهة “فريقيا” كما كان يطلق عليها ، وهي ضمن مشروع ثقافي يسعى الى احياء هذا الطريق الذي كانت تسلكه القبائل المحملة بالتمور لاستبدالها بقمح فريقيا.
وفي سهرة جمعت الموروث الموسيقي لمناطق الوسط التونسي قدمتها مجموعة رعاة جبل سمامة وموسيقى غربية لضيوف من سويسرا، تم الإعلان عن الانطلاق في إعادة احياء طريق الهطايا بمجموعة من التظاهرات انطلقت من جهة الجريد لتحل رحالها يوم 4 ماي في منطقة ام العلق بالسند من ولاية قفصة ثم حيدرة من ولاية القصرين فدقة من ولاية باجة وتنتهي بوادي الزرقاء من نفس الولاية.