اختتمت مساء اليوم الثلاثاء، الزيارة السنوية للغريبة بجزيرة جربة، بخرجة المنارة التي التفّ حولها عدد كبير من الزوار، من اليهود ومن غير اليهود، في جولة بالمحيط الخارجي للمعبد، وسط أجواء احتفالية، بين الغناء والتصفيق والزغاريد وهي أجواء ميّزت كامل هذه الأمسية التي أحيتها فرقة موسيقية أطربت كل الحاضرين الذين استرجعوا معها ذكرياتهم مع أغان تونسية قديمة.
وقد تواصل طيلة اليوم توافد الزوار اليهود على المعبد، لأداء طقوسهم واستكمال الجانب الديني الذي يرتبط بهذه الزيارة، حيث غصّت بهم غرفة المعبد، فمنهم من أخذ بين يديه شموعا ليضيئها، ومنهم من أخذ بيضات تحمل أمانيه وأمنيات أفراد عائلته وحتى أصدقائه، قبل أن يضعها في القبو، فيما جلس آخرون يتضرعون بالدعاء في هذا المكان المقدس عند اليهود.
وفي تصريح إعلامي، اعتبر روني الطرابلسي، منظم الغريبة ووزير السياحة الأسبق، أن زيارة هذا العام، “حققت نجاحا باهرا، إذ تراوح عدد الزوّار بين 6 و7 آلاف زائر، فضلا عن النجاح النوعي باعتبار أن القادمين ينتمون إلى عدة وجهات منختلفة، منهم من سيقضي أسبوعا في الجزيرة، بالإضافة إلى نجاح زيارة هذا العام في إدخال حركية كبرى بالجزيرة، حيث نشطت الحركة الاقتصادية إذ قام الزوار بالتجول بين مدينتي حومة السوق وميدون واقتنوا عدة منتوجات من الصناعات التقليدية والمصوغ وغيرها من الهدايا التذكارية.
وقال روني الطرابلسي إن هذا العدد من الزوار هام بالنظر إلى انتشار جائحة كورونا في السنوات الماضية، “لكنه يبقى دون الأرقام القياسية التي تم تسجيلها في السابق، إذ بلغ عدد الزوار ما بيان 8 و10 آلاف زائر”، ملاحظا أن زيارة الغريبة “لها من الإمكانيات ما يجعلها تستقطب أكثر من ذلك، أي بلوغ حتى 20 ألفا وهو ما يتطلب مضاعفة الجهد لاستقطاب زوار من بلدان أخرى”.
وأثنى بالمناسبة على “جهود كل المتدخلين وخاصة من الجهاز الأمني بكل أسلاكه، في تأمين هذه الزيارة وتوفير الظروف الآمنة والمتميزة لكل الزوار، من المطار إلى النزل والمعبد وفي كامل الجزيرة، وهو ما أكد أن تونس بلد آمن ووجهة سياحية آمنة من ناحية وعكس كذلك إرادة الدولة التونسية في إنجاح هذه التظاهرة التي تميزت أيضا بالتنظيم المحكم”، وفق روني الطرابلسي الذي اعتبر أن نجاح الغريبة، مؤشر إيجابي على نجاح الموسم السياحي وتميزه وخاصة بعد جائحة كورونا التي أثرت على هذا القطاع.