أشرف رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، اليوم الأربعاء بقصر قرطاج، على اجتماع مجلس الأمن القومي، ولاحظ أن هذا الاجتماع ينعقد “إثر العملية الإجرامية الجبانية التي جدّت أمس الثلاثاء بجزيرة جربة”، مضيفا قوله: “أطمئن الشعب التونسي والعالم بأسره بأن تونس ستبقى آمنة، مهما حاول هؤلاء المجرمون زعزعة الاستقرار فيها وسنعمل على حفظ الأمن والاستقرار داخل المجتمع كذلك”.
كما ترحّم بالمناسبة على أرواح الشهداء الأبرار الذين استشهدوا وهم “يؤدون الواجب المقدّس في الدفاع عن الوطن وعن استقرار الدولة”. وتقدّم بالتعازي لكل من سقط في هذه العملية الغادرة والجبانة، متمنيا الشفاء العاجل لكل الجرحى الذين “تتم الإحاطة بهم إحاطة كاملة وتم توجيه طائرة عسكرية لنقلهم إلى المستشفى العسكري بتونس، سواء من الأمنيين أو المدنيين”، حسب ما جاء في مقطع فيديو نشرته مؤسسة الرئاسة على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فايسيوك.
وذكّر الرئيس بأن “مثل هذه العمليات الإجرامية عرفتها الكثير من الدول حتى في مدن أوروبية وأمريكية وفي كل القارات تقريبا وهي ما تزال تعاني من تلك العمليات التي سقط خلالها عديد الضحايا”.
وأشار إلى أن “هؤلاء المجرمين، اختاروا معبد الغريبة وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهدافه إذ تم ذلك في السابق وبالتحديد في 2002″، مبيّنا أنه “بفضل يقظة قواتنا المسلحة الأمنية والعسكرية، لم يتمكن المجرمون حتى من الوصول إلى معبد الغريبة، إذ تم القضاء على المجرم الذي حاول أن يدخل إلى هذا المعبد”.
وقال سعيّد “إن الغاية واضحة وهي زرع بذور الفتنة وضرب الموسم السياحي وضرب الدولة التونسية كما أن الهدف من هذه العملية هو زعزعة استقرار البلاد”، مؤكدا أن من يقف وراءها “لن يقدروا على ذلك”. وأضاف في هذا الصدد: “هناك دولة وهناك مؤسسات والشعب التونسي يعلم جيدا مخططات هؤلاء المجرمين الذين يفضحون أنفسهم كل يوم”.
وشدد على أن الدولة التونسية “قوية بمؤسساتها وبقواتها المسلحة العسكرية والأمنية وهي قوية أيضا بشعبها الواعي والمتيقّظ”، مبيّنا أن “من يعمل على التشكيك في قدرات الدولة فهم واهم”.
وفي جانب آخر من كلمته هذه لدى إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي، قال رئيس الدولة: “نحن ماضون في الاستجابة لمطالب شعبنا لنصنع تاريخا جديدا لتونس، تاريخا مشرقا يقوم على العدل والحرية والسيادة الوطنية”.
كما جدّد عبارات الطمأنة قائلا: “ليطمئن الجميع وليطمئن الشعب التونسي وكل الدول الأخرى، أن تونس الخضراء، تونس العزيزة، لن يقدر أي مجرم على أن يتطاول عليها وأن يمسّ بأمنها”.