أعرب عدد من مزارعي التبغ عن استيائهم من تاخر حصولهم على مشاتل هذا الموسم ونوعيتها التى لم تنمو بالشكل الطبيعي المعتاد، واستكمال نمو بعض المشاتل دون استكمال عملية التوالد وتعدد الاغصان عوض الغصن الواحد ولونها الداكن (عوض اللون الفاتح)، فضلا عن عدم تمكينهم بعد وعلى غير العادة من الأسمدة في الوقت الذي تحتاجه النبتة، وفق تعبير عدد منهم لصحفي وكالة تونس افريقيا للأنباء.
وذكر عدد من المزارعين في تصريحاتهم انهم اعلموا الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد بوضعهم، فقامت بمعاينة المزارع ميدانيا، لكن دون تقديم اية ايضاحات، واكدوا انهم أعدوا الأرض وتكفلوا بكافة مراحل الزراعة بما فيها التسميد، وطالبوا الوكالة بالتدخل وبانصافهم مما اعتبروها “مظلمة لا مسؤولية لهم فيها”، ملوحين بالتوجه الى القضاء في حال عدم تدخل الوكالة، للحصول على تعويض عن خسائهم.
واعتبروا ان جاهزية التبغ للجني مازالت بعيدة، رغم حلول توقيتها (10 جوان)، وان تكفل البعض لمقاومة الجفاف بالتجائهم لحفر ابار أثقل كاهلهم وعزز مخاوف خسارتهم التي باتت مؤكدة، وفق تعبيرهم.
من جهته، تحدث عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة عماد الجمازي عن نقص المشاتل لهذا الموسم، وعدم ملائمة ما زرع منها للمعايير المعتادة، مشيرا الى ان ممثلي الوكالة الوطنية للتبغ بالجهة اكدوا له عدم توفر المشاتل بالحجم المطلوب وجلب، في مرحلة أولى، نوع من البذور تبين ضعف انباتها وهو الامر الذي دفعها لتوريد نوعية أخرى وهي النوعية التي باتت محل تذمر لدى المزارعين، وفق قوله.
واشار الجمّازي بالمناسبة الى ان عددا من المزارعين الذي تحصلوا على تراخيص استثنائية من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، وتولوا زراعة أراضيهم على ضفاف وادي مجردة، غمرت المياه مستغلاتهم وفاقت نسبة اضرارهم ال70 بالمائة من المزارع التي خصصت للتبغ.
وفي المقابل اوعز مصدر اداري بالوكالة الوطنية للتبغ في تصريح ل”وات”، وضعية المشاتل لهذا الموسم الى أسباب مناخية مستدلا في ذلك بارتفاع معدلات درجات الحرارة الى اكثر من 21 درجة وبروز تقلبات مناخية تراوحت بين انخفاض وارتفاع في درجات الحرارة تخللها نزول كميات كبيرة من الامطار.
واضاف ان ذات المشاتل التي تم تزويد المزارعين في الجهات التقليدية بها كانت “متفاوتة من حيث النمو” ففي الوقت الذي نمت فيه بشكل عادي في قليبية من معتمدية نابل وغار الدماء وحمام بورقيبة وطبرقة من ولاية جندوبة وعين السنوسي ونفزة من ولاية باجة، كانت مختلفة في مناطق سيدي علي الجبيني وبدرونة ومجاز الشرف من معتمدية بوسالم
واوضح ان عملية التزويد بالأسمدة تخضع لاحتساب المشاتل بالمزارع، وهي العملية التي يقوم بها أعوان وعمال الوكالة والتي لم تنطلق بعد، وان صيانة المجففات انطلقت للبعض في انتظار الاستكمال، واضاف ان النقص في توفير المشاتل ارتبط هو الاخر ببلاغات وزارة الفلاحة التي نبهت من عدم توفر الماء قبل فترة الامطار التي عرفتها عدد من الجهات وخاصة ولايتي جندوبة وباجة.