رحلة البحث عن أضحية العيد ما تزال متواصلة للعديد من العائلات في جهة بن عروس، رحلة وصفها العديدون بالمضنية يعانون فيها مشقة التنقل بين نقطة بيع وأخرى في ظلّ ارتفاع حرارة الطقس التي تلهب الأبدان مثلما تلهب أسعار الخرفان المرتفعة جيوب الباحثين عن أضحية وسط الزحام.
قبل يومين على حلول عيد الأضحى، ما تزال نقاط البيع المنتشرة بين حي وآخر بالجهة، تشهد حركة دؤوبة، والمسعى واحد هو اقتناص لحظة الظفر بخروف العيد.
في البطحاء التي تفصل بين منطقتي فوشانة والمحمدية، تجمّع العديد من بائعي الخرفان في نقاط مسيّجة تجمع داخلها أضاح من مختلف الأحجام والأوزان، والباحثون عن أضحية العيد في ما تبقى من حيز زمني لحلول العيد في جيئة وذهاب بين نقطة وأخرى، مساومات بينهم وبين الباعة، حركة شدّ وجذب غالبا ما تنتهي بعدم الاتفاق، لتتواصل رحلة البحث في نقطة أخرى ترتكز أغلبها تحت ظلال اشجار الزيتون المنتشرة في هذه المساحة بحثا من الباعة عن أماكن ظليلة في هذا اليوم القائض.
محمد علي، خمسيني من مدينة بئر الباي ببن عروس، قال إنه يعيش في ضغط متواصل منذ أيام فكل يوم يتوجه الى “رحبة” كما يقول، ويعيش الصدمة ذاتها جراء الارتفاع المشط للاسعار، مضيفا انه تحوّل الى اكثر من 6 نقاط منذ بداية الأسبوع الماضي، ولم يتسنّ له الى حد اللحظة الظفر بأضحية معقولة تناسب الحد الادنى المطلوب، وبات يفكر جديّا في الاكتفاء باقتناء كمية من اللحوم الجاهزة .
على يمين الطريق الفاصلة بين حمام الشط وبرج السدرية، تجمع مماثل للباعة على طول الطريق تقريبا، جلبة وضوضاء وحركة دؤوبة، طابور من السيارات على جنبات الطريق ولكن البيع قليل، يصرّح منصور القادم من احد مدن الوسط الشرقي والواقف على نقطة بها أكثر من 20 خروفا ليتابع بالقول “البائع في ضغط الخوف من الخسارة، والمشتري في حيرة عدم القدرة على مجابهة الغلاء المشط للاسعار”.
تبدو الحركة ضعيفة في نقاط عشوائية، تركّزت بين مدينة وأخرى وبين حي وآخر، وفي التقاطعات والمساحات الشاغرة بين الأحياء والأزقّة، والكلّ يُجمع على أن حركة البيع كانت أقل من المتوقّع.
بعض من تحدّث إلينا، قال إنه يأمل في اقتناص فرصة الظفر بأضحية قبل ساعات من عيد الفطر، وفي ظنّه أن سلم الأسعار سينزل مع ضغط حلول يوم العيد فيلتجئ الباعة الى التخفيض، والبعض الاخر ذاهب في اتجاه الاشتراك في الاضحية مع جاره، اوقريبه، او زميله في العمل، والمهم وضع نهاية لهذه الرحلة التي أرهقت الجميع.