ركزت الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الاربعاء ، اهتمامها على ظاهرة تدفق المهاجرين غير النظاميين وتمركزهم بعديد المدن التونسية خاصة بولاية صفاقس والحلول الكفيلة لمعالجتها .
الحل في معالجة الأسباب
(جريدة الصباح)
“يعكس تطور الأحداث الأمنية على خلفية التواجد المكثف وغير العادي للمهاجرين غير النظاميين القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء حالة ارتباك في تعاطي السلطات الجهوية برمزية مع هذه الظاهرة ، والتردد في اتخاذ القرارات المناسبة التي تقتصر على الجانب الأمني وتكتفي في معالجة النتائج على حساب الأسباب الحقيقية ”
“لم تكن الجريمة التي جدت في ضواحي المدينة المنكوبة تنمويا وبيئيا وأمنيا والتي راح ضحيتها مواطن تونسي بيد مهاجرين ، الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة فقد سبقتها في نفس الولاية جريمة قتل مهاجر افريقي اثر اشتباكات بين مواطنين ومهاجرين وهي في النهاية نتائج متوقعة لحالة الاحتقان والغضب الذي يسري بين المواطنين منذ فترة طويلة جراء تدهور الوضع الأمني في الولاية وتنامي حالات العداء والكراهية والأخطر غلبة الاحساس بالظلم والتهميش وبروز قناعة جماعية بأن ما يحدث أمر مدبر له لغايات مريبة ، وهي مواقف تغذيها بين الفينة والأخرى محاولات الشحن والتحريض خاصة في غياب حضور قوي للدولة على المستوى الجهوي ”
“حان الوقت للمرور بسرعة من ترجمة الأقوال الى أفعال ومن طرح التساؤلات الى تقديم اجابات واضحة ومن حالة التردد والارتباك الى وضعية اتخاذ القرارات الملائمة في معالجة ظاهرة تدفق المهاجرين غير النظاميين وتمركزهم بعديد المدن التونسية خاصة بولاية صفاقس وجل المناطق الساحلية …فالأمر خطير جدا ولم يعد يحتمل الانتظار أكثر “.
حان الوقت لنظرة أخرى
(جريدة المغرب)
“فتونس اليوم تواجه ملف يستدعي في بداية الأمر أن يفهم سياقه بشكل موضوعي ، لا الاقتصار على التعامل الانفعالي ومسايرة مزاج الشارع الذي وجد في ملف الهجرة والمهاجرين “مساحة” لتفريغ الغضب واسقاطه على “عدو مصطنع ” يمكن تحميله مسؤولية كل شىء ويقدم حلا “سهلا ” يتمثل في طرد هذا العدو من البلاد لتتخلص من كل أزماتها .تصور طفولي انفعالي يتنامى في ظل غياب كلي لسياسات عمومية واضحة في هذا الملف .سياسات تتضمن شرحا للتونسيين بأن المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء ينظرون الى تونس على أنها أرض عبور في اتجاه أوروبا وأنهم لا يعتظمون الاستقرار فيها أوالتوطين كما يسوق البعض في ظل ايمانه بنظريات اليمين الشعبوية وأبرزها نظرية “الاستيطان والتغيير الديمغرافي ” شرح هذا الأمر خطوة أولى لوضع حد للخوف المتنامي لدى التونسيين من المهاجرين واعتبارهم جميعا “خطرا ‘ و”محتلا ” يهدد تونس وأهلها الذين تتسع رقعة عدم الشعور بالأمن في صفوفهم في ظل الأخبار المضللة وعملية التوجيه التي يتعرضون لها منذ أشهر ” .
“خيار لابد منه لوضع حد لحالة انتهاك القانون المسجل اليوم في ظل نشاط مهاجرين من دول جنوب الصحراء أوغيرها من الدول الافريقية في قطاعات اقتصادية تونسية هامة على غرار قطاع الخدمات الفندقية والسياحية ”
“وأعمال البناء والنشاط الفلاحي وغيره من الأنشطة الاقتصادية التي ينشط فيها مهاجرون بصيغ غير قانونية تضعه وتضع مشغلهم تحت المساءلة .كما أنهم تحول بينهم وبين تمتيعهم بحقوقهم وتقصيهم عن كل مرافق الخدمات العمومية من صحة وتعليم وقضاء الخ .ان اعملنا العقل سندرك أننا ازاء وضعية لا يمكن اعتبارها شرا مطلقا بل تكمن فيها فرصة لتونس ان انطلقنا من مسألة أن عقل الدولة بارد يبحث عن الصالح بعيدا عن المزاج والعاطفة خاصة الخوف “.
من أين جاؤوا وكيف وصلوا ؟
(جريدة الصحافة)
“لا حديث يعلو على حديث الأفارقة جنوب الصحراء منذ أشهر في تونس وحتى خارجها ولا قضية يمكن أن تتجاوز في تعقيداتها في الوقت الراهن قضية اقامتهم وعبورهم وتوطينهم وغيرها من العناوين التي باتت من القاموس اليومي للاعلام التونسي وحتى لأحاديث الشارع والمواطن العادي بعد أن كانت مثل هذه المصطلحات غريبة عليه ولا يسمع عنها الا في وسائل اعلام أجنبية حيث لم تعش تونس صراع عرقيات ولاحروب ومذاهب وطوائف ، ولا عرف جيرانها تهجيرا لااستيطانا بل كانت منذ الأزل في اقليم جغرافي مستقر نسبيا وعرفت حضارات ودولا كبرى وامبراطوريات منعت عنها آفات الجوع وحمتها من كوراث الهجرات واللجوء ” .
“هذه الأزمة التي تشهد تطورات متلاحقة وصلت الى حد المساس بأمن المتساكنين والمقيمين على حد سواء ، هي في الواقع الحال ما تزال رهينة الشعارات وتبادل التهم وحتى توجيه الاتهامات وتحميل المسؤوليات لأطراف هولامية لا تقع تسميتها وتحديد عناوينها وهو ما يعطي انطباعا بأن السلطة تريد التهرب من مسؤولية معينة ولا تريد أن تسمى كثير من الأشياء بأسمائها “.
” فالبحث عن كل هذه التفاصيل بقرار سياسي واضح لا لبس فيه وبملفات مدروسة لا تحتمل الشعارات الفارغة والتلفيقات التي يريد البعض أن يلصقها بهذا الملف حتى يتفصل من المسؤولية على ادخالهم والسماح لهم بالاستقرار دون عقود عمل ، ولا تصاريح اقامة وحده الكفيل بحل الاشكال من جذوره على المديين القريب والبعيد ، اما التواكل على ايطاليا أوأوروبا وانتظار مساعدات مالية لا تغني ولا تسمن من جوع هو فقط مراكمة للأخطاء في هذا الملف الانساني الحارق الذي لا يتحمل مزيدا من تضييع الوقت والجهد “.
المطلوب تفكيك “القنبلة الموقوتة ” قبل فوات الأوان
(جريدة الشروق)
“لم يتأخر تفجر “القنبلة الموقوتة ” التي يمثلها التكدس الغير قانوني لآلاف المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء بمدينة صفاقس حيث أصبحت المواجهات بين أهالي المدينة والمهاجرين شبه يومية لكنها تطورت في اليومين الأخيرين لتأخذ أحجاما وأشكالا خطيرة تجعلها مقدمات لمواجهات شاملة ”
“وقد مثل مقتل الشاب التونسي على أيدي مهاجرين أفارقة نقطة فارقة حيث لن يكون الوضع بعد عملية القتل مثلما كان قبلها .وهو ما يضع الدولة بالخصوص وأجهزتها المعنية أمام مسؤولية تاريخية تتمثل في تفكيك هذه ” القنبلة الموقوتة ” واستئصال الظاهرة من جذورها قبل أن تزيد استفحال أوقبل أن تصبح عصية على معالجة بالنظر الى عمليات الشحن التي بات يمررها المهاجرون الى بعضهم البعض وهي تدفعهن في كل الحالات الى استخدام القوة والتجييش للدفاع عن وجودهم اللاشرعي على الأراضي التونسية “.
“قبل فترة تكلم رئيس الدولة وأكد أن بلادنا لن تكون بلد توطين أوعبور للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين .وقدأعاد تأكيده يوم أمس قول كرره أمام المسؤولين الأوروبيين رافضا الرضوخ لأي ابتزاز ولأية ألاعيب خبيثة تهدف الى الضغط على بلادنا بظروفها الاقتصادية الصعبة لتحويلها الى بلد لجوء وعبور لجحافل المهاجرين غير الشرعيين الذين تلفظهم أوروبا “.