أكدت الفنانة التونسية آية دغنوج من خلال اختياراتها الفنية أنها قد استقرّت على الاهتمام بالتراث الغنائي التونسي، وما العرض الجديد “النغّار” إلا تأكيد على أنها ثبّتت خطواتها في هذا النمط الموسيقي.
واعتلت آية دغنوج، في سهرة الأحد (9 جويلية) ركح مهرجان الحمامات الدولي في دورته 57 (8 جويلية – 12 أوت 2023)، حيث أثثت ثاني سهرات هذه الدورة بباقة من الأغاني التراثية التونسية مع إعادة توزيعها دون أن تفقدها أصالتها. وقد ضمّنت الأغاني في عمل بعنوان “النغّار” وهو تصور فني مستوحى من أنماط التراث الموسيقي التونسي ونتاج إقامة فنية لموسيقيين وفنانين نهلوا من هذا الإرث الفني وعملوا على تجديده في رؤية حديثة هي نتيجة سنوات من البحث في الذاكرة الموسيقية.
استهلّت آية دغنوج حفلها بأغنية “ناقوس تكلم” وغنّت “عالكركار” و”النسمة الكافية” التي أهدتها للفنانة سعاد محاسن. ومن عبق التراث الغنائي الذي تزخر به ولاية الكاف وهي الجهة التي تنحدر منها هذه الفنانة الشابة، استمع الجمهور الذي حضر بأعداد كبرى إلى مدائح ووصلات غنائية تُنشد للأولياء الصالحين، وقد شاركتها “عيساوية الكاف” بقيادة محمد عبد الرحمان في العزف والغناء من ذلك “البحري بومفتاح” و”بومخلوف النغار” و”نادانا”.
ولم تكتف بترديد أغاني التراث الكافي، بل أدت أغان جديدة للمرة الأولى وهي “ولد بلادي” من كلمات وألحان حمودة فلاح وتوزيع مروان الزايدي و”دايا يانا” من كلمات ياسين حمزاوي وألحان وتوزيع أمين قلصي.
وعبّرت آية دغنوج عن سعادتها باعتلاء ركح مهرجان الحمامات الدولي بعرض موسيقي متكامل وتفاعل الجمهور مع مختلف الأغاني المقدمة، قائلة إن هذا الحضور الجماهيري الكبير يؤكد حب التونسي للأغاني التونسية وأن التراث الغنائي خالد ولن يندثر.
كما أكدت أن اهتمامها بمجال الأغاني التراثية سيتواصل في مشاريع أخرى قائلة “هذا فخر واعتزاز بهويتي ومن واجبي المحافظة عليها”.
وتتطلّع الفنانة آية دغنوج ابنة مدرس الرشيدية عبر مشاريعها الفنية وبحثها الدائم عن التجديد لإثراء المشهد الموسيقي التونسي والعربي.