وصف رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي، واقع المهاجرين الأفارقة غير النظاميين الوافدين من بلدان جنوب الصحراء على ولاية صفاقس ب “الكارثي والمخيف”، داعيا الدولة التونسية إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها كاملة لوضع حد لهذه الأزمة.
واقترح الطريفي على السلطات الرسمية، خلال ندوة صحفية انعقدت اليوم الجمعة بصفاقس، بمبادرة من فرع الرابطة بصفاقس الجنوبية، حول موضوع ” أزمة الهجرة غير النظامية : الواقع والتصورات “، إلى إحداث مراكز إيواء لتجميع هؤلاء المهاجرين الأفارقة، وتقديم المعونة الاجتماعية والإنسانية والصحية لهم، وحصر عددهم ودراستهم حالة بحالة، والدفع نحو التعامل معهم بإنسانية في إطار إحترام القانون والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
كما طالب بتفعيل القانون الأساسي عدد 50 المؤرخ في 23 أكتوبر 2018 المتعلق بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، قصد تسهيل عمل وتدخلات منظمات المجتمع المدني والمواطنين الذين يقدمون إمدادات ومساعدات لهؤلاء المهاجرين الأفارقة غير النظاميين.
وإعتبر أن ملف المهاجرين الأفارقة غير النظاميين، يتطلب مقاربة تنموية بعيدا عن خطاب الكراهية والعنصرية، ملاحظا أن هذا النوع من الخطابات يتفشى بسرعة بين المواطنين في حال صدوره عن جهات رسمية، ويؤدي بالتالي إلى تسجيل العديد من حالات العنف بين المهاجرين الأفارقة غير النظاميين وبين المواطنين التونسيين، وفق تقديره.
من جهته، أعلن رئيس فرع الرابطة بصفاقس الجنوبية نعمان مزيد، أن مقر الفرع سيفتح أبوابه بداية من يوم الإثنين القادم، لقبول التبرعات والمساعدات الصحية والغذائية للمهاجرين الأفارقة غير النظاميين من دول جنوب الصحراء العالقين بصفاقس، معتبرا أن عملية التدخل من قبل المنظمات والجمعيات لإغاثة هؤلاء المهاجرين “غير سهلة بتاتا”، حسب تقييمه.
وأثار ممثلو وسائل الإعلام في تدخلاتهم، عدة مسائل في علاقة بمسألة المهاجرين الأفارقة، أبرزها إخلالات الدولة التونسية في القيام بدورها المنوط بعهدتها في هذا الملف، وتكتمها عن مضمون اتفاق الشراكة المرتقب مع الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة غير النّظامية، والدفع في إتجاه ضبط خطة عمل لعدم الخلط بين وضعية المهاجرين ووضعية اللاجئين، ودور الرابطة في نشر ثقاقة حقوق الإنسان ونبذ خطاب العنصرية والكراهية والعنف في علاقة بالمهاجرين.
من ناحيتهم، طالب عدد من ممثلي اللاجئين السودانيين المتمركزين بفضاء الطفل والعائلة بباب الجبلي بصفاقس، والمهاجرين الأفارقة الوافدين من دول جنوب الصحراء على جهة صفاقس، في شهادات قدموها بالمناسبة، بوضع حد للوضعية “المزرية واللإنسانية” التي يعيشونها حاليا في العراء وتحت أشعة الشمس الحارقة، مثمنين الإمدادات التي تأتيهم من بعض المنظمات والجمعيات المدنية لإغاثتهم إجتماعيا وانسانيا وصحيا.
كما دعوا السلط التونسية إلى الإنكباب على ملف المهاجرين من جنوب الصحراء الوافدين على جهة صفاقس، وتوفير الأمن لهم، بإعتبارهم ينتمون إلى القارة الإفريقية وقادرون على المساهمة في دفع وتنشيط الحركة الإقتصادية بتونس.