تطرقت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الخميس ، الى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من بينها مدى تأثير مذكرة التفاهم مع الاتحاد الأوروبي على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وقمة روما للهجرة التي ستحتضنها العاصمة الايطالية اضافة الى تسليط الضوء على سياسة البلاد في المجال الثقافي .
أي تأثير على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي
(جريدة الشروق)
“”تعتبر مذكرة التفاهم التي أمضتها تونس مع الاتحاد الأوروبي بداية انفراج في علاقات بلادنا مع الأطراف المانحة ومع شركائها التقليديين وهو ما جعل الكثيرين يتوقعون أن تكون لتلك المذكرة انعكاسات ايجابية على باقي الشراكات خاصة مع صندوق النقد الدولي الذي تشهد المفاوضات معه تعثرا منذ سنتين تقريبا “.
“وفي هذا الاطار قال الخبير الاقتصادي والأستاذ بالجامعة التونسية الدكتور فتحي زهير النوري ” أن المذكرة جاءت في ظرف استثنائي طغت عليه ظاهرة الهجرة غير النظامية وتأثيراتها على الطرفين ، معبرا أنهم لن يأتوا في الأصل لدعم الاقتصاد التونسي وانما الأصل معالجة تلك الظاهرة ”
“وحول تأثير المذكرة على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قال المتحدث ، طالما أن السيدة كريستالينا جورجيفا التي تمسك الصندوق هي سيدة أعمال بامتياز عكس كريستينا لاغارد التي كان علاقتها طيبة مع تونس وكانت تتساهل في تنفيذ برامج الاصلاح ، اليوم هاته المرأة صعبة وتمارس السياسة والديبلوماسية الاقتصادية معنا ولن تمنحنا أي مليم دون أن تفرض الاصلاحات ”
“وتابع ” نحن اليوم في صراع مع تلك السيدة ، أعضاء مجلس الادارة يتفاعلون معنا ايجابيا الا هي متصلبة ، وصندوق النقد الدولي أصبح وكأنه في حالة لي دراع معنا ، لذلك أعتقد أن المذكرة تؤثر على تلك السيدة فكل ملف له خصوصياته ملف الصندوق أساسه الاصلاح الذي له شروط التي لم تقبلها تونس “.
بين انتظارات دول الجنوب ووعود دول الشمال
(جريدة الصباح)
“ستحتضن العاصمة الايطالية روما يوم الأحد القادم قمة أوروبية افريقية هي الأولى من نوعها في علاقة بالموضوع الذي يكون محل نقاش بين رؤساء ورؤساء حكومة من ضفتي المتوسط والمتعلق أساسا بمعضلة الهجرة غير النظامية والتنمية التي تهم أساسا دول افريقية فقيرة وغياب التنمية في هذه البلدان وارتفاع معدلات الفقر والبطالة هي من أبرز أسباب تدفقات الهجرة نحو الشمال ”
“وهذه القمة التي كانت باقتراح من تونس ومن الرئيس قيس سعيد وبسعي من رئيسىة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني تأتي في سياقات عاصفة لأزمة المهاجرين والتي بات ملفا دوليا تخوض فيه بالنقاش والتداول أكثر من دولة أوروبية وافريقية ، وهو الملف المؤجل منذ سنوات دون نقاش عميق وجدي حي تم الاكتفاء دائما بالحل الأمني وبالتنكيل بالمهاجرين مع تزايد تدفقات الهجرة والارتفاع الكبير لعدد المهاجرين لكل تلك الظروف التي تعيشها بلدان الحوض الجنوبي للمتوسط بما أثر على حياة السكان ودفع بعضهم قسرا للهجرة ”
“قمة روما لن تكون بمعزل أيضا عن السياقات الراهنة ومنها أزمة القمح الدولية والتي يمكن أن تؤثر على الاستقرار في افريقيا وتدفع الى مزيد من تدفقات الهجرة ، ولكن ايطاليا تراهن على قمة شهر نوفمبر لوضع تسوية نهائية لملف الهجرة بين شمال وجنوب المتوسط ، ويعد اجتماع القادة الأوروبيين والأفارقة يوم الأحد بروما هو قمة ما قبل القمة .حيث ينتظر الجميع أن تترجم الوعود الأوروبية الى اجراءات عملية تلبي انتظارات جنوب المتوسط التي تحتاج لضخ استثمارات هائلة لتشجيع الاستقرار وقطع مسارات الهجرة الذي يضطر له آلاف الشباب الافريقي بحثا عن فرص حياة أفضل وبحثا عن الأمن في دول تعيش في أغلبها حالة حروب واقتتال داخلي ”
متى كانت الثقافة من أولويات الدولة
(جريدة الصباح)
“لم تكن الثقافة من أولويات الدولة حتى بعد الثورة التي عول عليها الكثيرون من أجل تغيير العقليات والسياسات ، وذلك رغم الاصرار على دسترة حق المواطن في الثقافة ، ولعل أول مؤشر يدل على ذلك هو التخفيض المستمر لميزانية وزارة الثقافة على الرغم من أن الاعتمادات الخاصة بها تعتبر قليلة مقارنة بحجم الطلب ”
“فجزء من سياسة البلاد الثقافية يقوم على مبدأ الدعم لتظل الدولة هي المنتج الأساسي للثقافة في البلاد وهو ما أفرز اشكاليات أخرى من بينها الاتكال تقريبا بالكامل على الدولة في وقت كان من المفروض أن تفي الدولة بتوفير مناخ يساعد على الابداع وان تترك مهمة الانتاج الثقافي للمثقفين والمبدعين فاذا بها تعجز حتى عن سن قانون للفنان يطالب به أهل المهنة منذ عقود من الزمن ”
“وقد فاقم موقف القطاع الخاص غير المتحمس للمشاركة في الحياة الثقافية ، من الوضع ولم تتفاعل الشركات الاقتصادية حتى مع التسهيلات التي وفرتها الدولة في اطار التشجيع على الشراكة مع القطاع الخاص في المجال الثقافي ومن بينها تخفيف الاداءات ”
“ثم ان المشكل لا يكمن فقط في أن الدولة لا تعتبر الثقافة أولوية ، وتمن عليها بالقليل ولا تعترف بأن قضيتنا الأساسية ثقافية حيث تراجعت القيم وأساسا قيم العمل والاجتهاد وفقدنا روح المبادرة وترسخت لدينا ثثقافة الاستسهال واللامبالاة ، وانما تستنزف الموارد القليلة في خيارات خاطئة ، وهي لديها تصور مغلوط لدور الثقافة والمثقفين في المجتمع ، والا لم كل هذا الاصرار على نفس السياسات واعتماد نفس المنظومة الخاصة بالمهرجانات ثبت أنها تآكلت بما في ذلك مهرجان قرطاج الدولي الذي فتح علينا هذا العام جبهة جديدة باختيارات غير موفقة وجعلنا نطرح السؤال أي ثقافة تريد وأي ارث ثقافي سنتركه للأجيال القادمة ؟ .