نظم التيار الشعبي صباح اليوم الثلاثاء بالعاصمة لقاء فكري بمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال القيادي محمد الابراهمي، قدم خلاله تقييمه للمرحلة الراهنة في تونس سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وكذلك رؤيته للفترة القادمة واقتراحاته لتجاوز ما وصفه الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي ب ” مرحلة الفشل التام ومتعدد الأوجه للطبقة السياسية التي تصدرت المشهد اثر انتخابات 2019″.
وقال حمدي ” اثر انتخابات سنة 2014 ، وبعد أن تعافت تونس من مرحلة الاغتيالات السياسية والعمليات الإرهابية والعنف وسفك الدماء التونسية ، برزت قوى وعصابات جديدة حاولت السيطرة على مدخرات الدولة ومقدرات المجتمع وكاد يتلاشى حلم التونسيين في بناء دولة قوية ديمقراطيا واقتصاديا واجتماعيا “، وفق تقديره ،مضيفا أن انتخابات 2019 أعادت تشكيل مشهد سياسي بائس وتعيس عمق من أزمة البلاد على جميع المستويات وعصف بحلم شباب الثورة التونسية.”
وأوضح أن التيار الشعبي خلص الى أن النظام السياسي لا يلبي طموحات التونسيين المشروعة اقتصاديا وسياسيا، وأن الدستور والنظام الانتخابي افرزا مشهدا سياسيا تصدرته مجموعة من الإرهابيين والفاسدين عقب انتخابات سنة 2019″.
وقال ” لقد كان يقينا أنه لا خيار للشعب التونسي الا اسقاط هذه المنظومة برمتها برموزها وأشخاصها وأطرها التشريعية والقانونية والدستورية وهو ما حصل في جويلية 2021 “.
واعتبر حمدي أن تونس تعيش مرحلة جديدة بنظام سياسي جديد ومحاولات لبناء مؤسسات سياسية ودستورية وأفكار وتصورات ، مستطردا ” لا احد ينكر أن الأزمة السياسية والاقتصادية في تونس ما زالت تراوح مكانها ، بسبب أنه مهما فعلنا واجتهدنا في اختيار شكل النظام السياسي وتغيير النصوص والمؤسسات والأطر فإن تحقيق أهداف الشعب التونسي التي ناضل من أجلها يتطلب توفر رؤية واستراتيجية وطنية لبناء المستقبل” .
وأبرز أن النخبة السياسية وكذلك السلطة السياسية غرقت في التفاصيل وأهملت الأهم وهو ضرورة أن يبنى مستقبل البلاد على فكرة مشروع وطني واستراتيجية تحمل برامج واضحة وقابلة للتحقيق والتنفيذ، دون إهمال حتمية أن تتناغم محاور وأفكار هذه الاستراتيجية مع المستجدات الإقليمية والدولية” ، مشددا على أن الحلول الترقيعية والمعزولة والاكتفاء بمعالجة المسائل الفرعية على أهميتها دون معالجة الوضع في العمق لا يحل المشكل القائم”.
ودعا زهير حمدي الأحزاب السياسية والنخب وأيضا السلطة السياسية القائمة الى تعديل بوصلتها ومنهج عملها وطريقة تفكيرها ونسق ادارتها للشان العام لمواجهة مجمل التحديات المطروحة، قائلا” نحن اليوم في حاجة لحلول دائمة يتفق عليها الجميع لتفادي المزيد من الازمات”.