أمام جمهور غفير غصت به اركان ومدرجات مسرح الهواء الطلق ببوقرنين استقبل الفنان زياد غرسة محبيه من عشاق الفن الأصيل بباقة منوعة من الوصلات الموسيقية والموشحات أطربت آذان من حل بالمكان طلبا لإنعاش ذائقته في افتتاح مهرجان بوقرنين الدولي .
السهرة الافتتاحية لمهرجان بوقرنين الدولي في دورته الحادية والأربعين ليلة الاربعاء لم تشذ عن التوجهات الكبرى التي رسمت ملامح هذا المهرجان العريق في اغلب دوراته من حيث الالتزام بمضمون فني له حضوره في وجدان كل الفئات العمرية التي طالما تبحث عن هوية فنية مشتركة تلتقي حولها.
وفي هذا السياق اعتبر عدد ممن واكبوا سهرة الافتتاح في تصريحات متطابقة لوكالة تونس افريقيا للأنباء ، ان الاختيار على الفنان زياد غرسة كان مواصلة لهذا النهج في البحث عن المشترك الذي يجمع بين مختلف الأجيال حيث تفاعل الشباب والكهول و الشيوخ من النساء والرجال مع ماجاد به صوت الفنان زياد غرسة من أغان تراثية وموشحات ووصلات منوعة من المالوف التونسي والاندلسي .
حفل الافتتاح الذي قدمته الممثلة كوثر بلحاج، توزعت هندسته الموسيقية على مراوحة طريفة اختار فيها زياد غرسة ان يربط بين كل فاصلة موسيقية واخرى وبين كل موشح واخر باغنية من التراث الموسيقي التونسي حضرت فيها أغاني الهادي القلال والصادق ثريا والطاهر غرسة وغيرهم من عمالقة الفن التونسي الاصيل .
زياد غرسة في سهرة افتتاح مهرجان بوقرنين الدولي، كان وفيا لنهجه الموسيقي المنشد الى التراث اسلوبا وطريقة حضور، فكانت مختلف فقرات عرضه الموسيقي تنهل من روح القديم ولكنها تلبس لباس الحاضر عبر التجديد الذي احدثه في توزيع عديد الاغاني وفي إنتاجاته المعروفة والتي تحظى بنجاح جماهيري كبير.