ركزت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الأحد ، اهتمامها على عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من أبرزها فتح ملف الشهائد المزورة والتوجه نحو تفعيل الديبلوماسية الاقتصادية لدفع النمو فضلا عن سعي روسيا الى توسيع نفوذها في القارة السمراء من خلال مد دول افريقيا بالحبوب والقمح .
ليس مجرد ملف اداري
(جريدة الصباح)
“فتح ملف الشهائد المزورة اذا تم تناوله بالجدية والصرامة اللازمتين لا يمكن أن يكون الا خطوة مهمة وضرورية في اصلاح الادارة التي ترزخ منذ عقود تحت ثقل البيوقراطية وتهيمن فعليا على ذهنية المحاباة والمسؤولية التي أثرت على الجهاز الاداري الذي يعتبر العصب الرئيسي في تسيير الدولة وادارة الشأن العام وتنفيذ السياسات العامة”
“وقرار الرئيس قيس سعيد بضرورة احداث لجان صلب الوزارات والمؤسسات العمومية لمراجعة التعيينات التي تمت بالمحاباة والتثبت من الشهائد العلمية هي قرار صائب يجب أن يفعل بطريقة عادلة وشفافة بعيدا عن رغبة بعض المسؤولين في التشفي أوالانتقام من موظفيهم لأسباب ذاتية ، كما أنه لا يجب أن يكون مطية ووسيلة هدفها تطهير الادارة من موظفين بعينهم بحسب انتماءاتهم السياسية والحزبية التي تتعارض مع السلطة القائمة ، حيث وان كان حياد الادارة من شروط النجاعة في تسيير الدولة باعتبارالجهاز الاداري هو في خدمة توجهات ورؤية السلطة السياسية والتنفيذية و يمكن أن يشتغل ضد قراراتها ولا توجهاتها ، فان ذلك يتعلق بمدى انضباط الادارة كجهاز لتلك القرارات وليس بانتماءات الأفراد داخل تلك الادارة ”
“فمن حق اي موظف أن تكون له أفكاره وتوجهاته الا أن انتماءه الفكري الذي بقى شأنا مرتبطا بحرية التفكير والضمير لا يجب أن يؤثر على وظيفته وان ثبت ذلك فانه يعتبر ارتكب خطآ مهنيا يستوجب عقوبات ادارية منصوص عليها ، ولكن التفتيش في الضمائر وأخذ الناس بالشبهة لن يطهر الادارة بل سيغرقها في أزمات هي في غنى عنها ويتحول الأمر الى نوع من التصفية السياسية بناء على رغبة سياسية في التمدد والهيمنة على الادارة وعلى أجهزة الدولة ”
في تفعيل الديبلوماسية الاقتصادية
(جريدة الصحافة)
“ووفق المعطيات والمستجدات الاقليمية والدولية فانه يتعين على بلادنا اليوم مزيد تفعيل الديبلوماسية الاقتصادية بما تمثله من عوامل أساسية لدفع النمو باعتبار تأثيرها الكبير في الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية والخارجية واقامة العلاقات بين الدول على أسس جديدة وفق منطلق الأولويات والأهداف ”
“وتتعزز ضرورة تفعيل الديلوماسية الاقتصادية خاصة بعد صدور التقرير الأخير للبنك الافريقي للتنمية الخميس الفارط والذي أراد من خلاله أن الصدمات الخارجية زادت من تعميق التحديات التي تواجه شمال افريقيا وهي تونس والجزائر وليبيا والمغرب ومصر وموريتانيا وخاصة التأثيرات بعيدة الأمد لجائحة كوفيد 19 والحرب بين روسيا وأوكرانيا ”
وأشار التقرير الى أن التضخم سيستمر في الارتفاع ليبلغ 14.2 بالمائة على مستوى دول شمال افريقيا سنة 2023 على أن يتقلص الى 6.9 سنة 2024 في حين يفقد عجز الميزانية بنحو 3.5 من الناتج الداخلي الخام سنة 2023 و3.2 بالمائة سنة 2024 ”
“ووفق تقديرنا فان ضمان نجاح الديبلوماسة الاقتصادية وتفعيل دورها يتطلب دعم سفارتنا في مختلف الدول بالخارج بكفاءات اقتصادية ومن الوزارات المعنية بالتجارة والخارجية تتولى مهمة الملحق التجاري على غرار أغلب الدول مثل مصر والمغرب والولايات المتخدة وفرنسا وألمانيا وهو ما سيضفي نجاعة على عمل الديبلوماسية الاقتصادية وليتحقق التكامل الحقيقي بين الديبلوماسية التقليدية التي هي من مهام وزارة الشؤون الخارجية والديبلوماسية الاقتصادية التي تحتاج الى حس اقتصادي قادر على اقتناص الفرص وبناء علاقات فاعلة مع مختلف الشركاء لا الفاعلين الاقتصاديين في كافة دول الاعتماد ”
شكرا لروسيا الصديقة لكل الحل في انعاش فلاحتنا المريضة
(جريدة الشروق)
“منذ ما يزيد على سنة أعلن وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري السابق محمود الياس حمزة أن الكميات التي تنتجها تونس من القمح الصلب تقارب تحقيق الاكتفاء الذاتي ، وتردد في المجال نفسه أن بلادنا ستبلغ الاكتفاء الذاتي في أفق سنة 2030 ”
“غير أن الواقع المعيش اليوم والنقص الفادح في الخبز والمعجنات عرى الحقيقة المرة وأكد أن حلم الاكتفاء الذاتي مجرد شعارات فضفاضة ، لا يؤخذ بالوعود والتمني ، وأن فم تونس المفتوح ينتظر سد جوعه من وراء البحار مثل كثير من دول العالم ”
“هذه الأزمة المستفحلة في السنوات الأخيرة جعلت بلادنا خامس مورد عربي للقمح من روسيا وأوكرانيا ، اذ تستورد نحو 80 بالمائة من احتياجاتها .وفي ظل الصابة الكارثية هذه السنة بسبب جفاف مستمر لأربع سنوات من المنتظر أن يبلغ التوريد سقف المائة بالمائة بما يجعل هذا القطاع الحيوي يواجه التحدي الأكبر وهو التعجيل بالانقاذ بدل اتخاذ التوريد حلا دائما أواللجوء الى حلول ترقيعية غير مضمونة في ظل التغييرات المناخية التي نواجهها اليوم كسائر البلدان”
“هذا المنقذ الذي يضخ الحياة عبر البحر الأسود في اتجاه دول عربية كثيرة ، لن يكون الورقة المضمونة في مواجهة تغيرات عالمية مفاجئة ، فالتعويل على التوريد لبلد كان يسمى بمطمور روما خطوة انتحارية ستساهم في قتل القطاع الفلاحي ومزيد ارتهاننا ما لم تعمل تونس من الآن على تغيير استراتيجيتها الفلاحية وايجاد الحلول الجذرية لسياستها المائية الهشة لتعود الى صدارة البلدان المنتجة …فلا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطادها “