تطرقت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الثلاثاء ، عددا من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من بينها التناقض في خطاب المسؤولين حول مسار الاتفاق مع صندوق النقد الدولي فضلا عن تسليط الضوء على الفساد الذي تعاني منه الادارة التونسية ومعضلة الاكتظاظ المدرسي داخل الأـقسام .
الرئاسة والحكومة التونسية وصندوق النقد الدولي…جبل من التناقضات
(جريدة المغرب)
“المستمع لكلمة وزير الاقتصاد سمير سعيد في جلستي الاستماع لمجلس نواب الشعب يومي الجمعة والسبت الفارطين سيلاحظ تغيير في حدة الكلمات وتهذيبا في الأسلوب ولكن المعنى ظل ذاته لم يغيروهو أن تونس ليس لها من بديل عن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ”
“أي أننا اليوم أمام تناقض صارخ وصريح بين خطاب الرئيس الرافض لصندوق وللاصلاحات التي يعتبرها غير شعبية تهدد السلم الاجتماعي على الرغم من أن حكومته هي من تقدمت بها للصندوق وبين خطاب حكومي واقعي يغادر في بعض الأحيان مربع الرئاسة ويعلن عكس ما تعلنه ”
“وما أعلنته الحكومة اليوم أننا أمام حتمية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وأن الاصلاحات يجب أن تنجز وان كانت موجعة ، أما هذا والا فان البلاد ستكون مهددة بغياب الحلول في ظل عدم تقدم أي جهة بعد ببدائل أخرى .بدائل باتت اليوم الحكومة على لسان وزير الاقتصاد والتخطيط فيها تطالب من يمتلكها بأن يتقدم بها مع تعهدها بأنها ستتبانها وهذا بمثابة الاقرار الصريح بأنه من السهل الحديث عن بدائل وخطط أخرى غير الصندوق ولكن تنزيل هذا الخطاب وجعله بدائل فعلية وناجعة أمر مختلف كليا ”
“اليوم وبحلول الشهر الثامن من السنة تقترب البلاد يوما بعد يوم من الوصول الى أقصى طاقاتها وقدرتها على ادارة هذه الأزمات المتراكمة والخشية كلها أن ينهار كل شىء فجأة على رؤوس الجميع ”
ملف تونس أولوية أمام صندوق النقد
(جريدة الصحافة)
“تتواصل مساعي الدول الأوروبية وعلى رأسها ايطاليا من أجل حلحلة الأزمة الاقتصادية التونسية التي أصبحت في نظر الدول الغربية ترتبط مباشرة بملف الهجرة غير النظامية ”
“وجعلت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني من الملف التونسي أولوية قصوى تدافع عنه أمام الدول الأوروبية وبقية الأطراف الفاعلة في صندوق النقد الدولي من خلال طرح مخاطر الهجرة غير النظامية في حال لم تتم معالجة الاشكال من جذوره ”
“وتبقى مسألة الاتفاق بين تونس وصندوق النقد الدولي مخحل تفاوض مستمر باعتبار أن حكومة نجلاء بودن تنكب على صياغة نسخة معدلة من خطة الاصلاح تتماشى مع طلبات تونس وشروط المؤسسة المالية المانحة .فقد ذكر وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد في جلسة عامة أمام البرلمان خلال نهاية الأسبوع ، في سياق حديثه عن الاتفاق قمنا بمقترحات وسنحسنها وسنوجهها في اتجاه ما طلبه رئيس الجمهورية ونأمل في التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي في أقرب الأوقات ” .
لا بد من حكومة تسير الادارة لا ادارة تسير الحكومة
(جريدة الشروق)
“تعتبر الاختراقات والفساد من أبرز المعضلات التي تعاني منها الادارة التونسية والتي من المفترض أن تكون هي قاطرة أي اصلاح في البلاد لذلك سألنا كيف ستنفذ الحكومة توجهات الرئيس في الاصلاح بادارة مخترقة ”
“واصل رئيس الجمهورية دعواته الى اصلاح الادارة ومعالجة الملفات العالقة في البلاد خلال آخر لقاء له مع رئيس الحكومة ودعاها الى مراجعة التعيينات التي حصلت في الادارة التونسية حتى يتم القطع مع سياسة التعطيل التي ينتهجها الكثير من المنتسبين الى الادارة في مختلف الوزارات “وكان في خطاب رئيس الجمهورية توجيه واضح نحو القطع مع الفساد التي أصبحت تشهده الادارة التونسية وتحول الى عنصر من عناصر التعطيل سواء في التنمية وحتى في معالجة بعض الملفات اليومية مثل ملف الاحتكار أوالمضاربة ببعض المواد الأساسية ”
“وفي نفس الاطار فانه من أبرز المقترحات التي تطرح اليوم للاصلاح هي أولا مراجعة المنظومة القانونية التي تنظم عمل الادارة التونسية الى جانب ضرب المنظومة البيوقراطية وتحرير المبادرة والتقليص أكثر ما يمكن من علاقة المواطن المباشر مع الادارة”
“أما بخصوص الحكومة فلا بد من التعويل على أشخاص يعلمون الادارة جيدا لكن أيضا أشخاص لهم من التكوين السياسي ما يجعلهم هم من يتحكم في الادارة وليس العكس ” أي اشخاص يعلمون جيدا لماذا تم تعيينهم وما هو البرنامج الذي يجب عليهم تنفيذه ويضعون حدا لهيمنة الادارة على الحكومة “.
الاكتظاظ المدرسي ساهم في تراجع المنظومة التربوية
(جريدة الصباح)
“دعا الكثير من المتابعين للشأن التربوي كل الفاعلين في المنظومة التربوية من سلطىة الاشراف ونقابات ومنظمات فاعلة أن يتم الانكباب جيدا قبيل العودة المدرسية على معالجة معضلة الاكتظاظ المدرسي داخل الأقسام على اعتبار أن هذا الأخير يعتبر عاملا من العوامل الرئيسية المساهمة في انهيار وتراجع المنظومة التربوية العمومية “.
“ومن هذا المنطلق تساءل كثيرون كيف ستعم الفائدة وكيف سيكون التحصيل العلمي قائما والحال أننا نشهد أقساما ب15 و42 و43 تلميذا وضعية لها تداعياتها السلبية على التحصيل العلمي للتلميذ من ذلك مدى تمكنه من مختلف المهارات والمعارف الملقنة داخل القسم ”
“في هذا الخصوص ندد الكثيرون بمعضلة الاكتظاظ المدرسي على غرار البيداغوجي فريد السديري الذي أورد في تصريح للصحيفة ، أن العالم يتغير عدا آليات التدريس ومناهجه التي بقيت منذ عقود من الزمن على حالها دون أن تهب عليها رياح التغيير، موضحا في السياق ذاته أنه لا يمكن الحديث مطلقا على عملية تربوية بأقسام تتجاوز الأربعين تلميذا ، متسائلا كيف سيتحقق عنصر الاستفادة ؟ كيف سيتسنى للمعلم السيطرة على القسم وايصال المعلومة للتلميذ ؟ .
“في هذا الخصوص وفي محاولة لمعرفة المستجدات خلال العودة المدرسية المرتقبة لا سيما على مستوى الاكتظاظ الحاصل على الأقسام ، أوردت مصادر مطلعة من وزارة التربية أن الوزارة تعمل حاليا على الاستعداد جيدا للعودة المدرسية القادمة من خلال تأمين كل الظروف الجيدة لها نافيا في الاطار نفسه أن تكون هناك تغييرات جوهرية خلال العودة المدرسية على اعتبار أن الأمر رهين مسار اصلاحي تشاركي “.