استنكر رئيس منظمة إرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، قائلا “إلى متى الانفلات، الذّي نعيشه في قطاع الخبز؟”.
وأفاد الرياحي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأنّ ما بين 30 و40 شكوى ترد على منظمة إرشاد المستهلك تتعلّق بالخبز، تتمحور حول فقدانه وإجبار المستهلك على شراء خبز رفيع، إلى جانب التلاعب بالوزن المحدد للقطعة الواحدةمنه”.
وتابع “إن الصناعي يتحصل على الفارينة المدعمة، تقريبا، بالكامل، ويبيعها “كمادة رفيعة” بأسعار حرة ويشتري التونسي منتوجا مدعما بأسعار حرّة مضاعفة”.
وقال، في السياق ذاته، “إن أي منتوج مصنّع (بسكويت و”كرواسون” ومرطبات وبيتزا…) مكوّن في أغلبه من موّاد مدعمة ويباع الكلغ الواحد بـ10 دنانير في حين يصنع بتكلفة لا تتجاوز 1200 مليم”
وتابع “من غير المعقول تواصل هذا الوضع وينبغي فصل بيع المرطبات والبيتزا وغيرها عن بيع الخبز، زيادة عن ذلك، فإن 5 بالمائة من المواد المستعملة في صناعة هذا المنتوج يمنح فيها امتياز جبائي علاوة على الماء والكهرباء المدعمين”.
يذكر أنه ، منذ أشهر، بات التزوّد بالخبز مشقّة يومية يعاني منها التونسي إذ يضطر إلى الوقوف في صفوف طويلة حتى يظفر بحاجته من هذه المادة الأساسية، إن توفرت.
وتعمد بعض المخابز، صباحا، إلى إجبار المستهلك على اقتناء “الكرواسون” (أهلّة الشوكولا وغيرها) وتعويض الخبز المفقود، بهذه المادّة، التّي يتضاعف سعرها تقريبا ما بين 7 و9 مرّات مقارنة بسعر الخبز، ذلك ما تقوم به إحدى المخابز المصنفة بمنطقة النخيلات بأريانة حيث ضاق مواطنو هذه المنطقة، الشعبية، ذرعا بهذا الوضع.
وتقول إحدى حريفات المخبزة، “إن هذه المخبزة تدعي توفيرها الخبز منذ الساعة السادسة صباحا، وفق ما تشير إليه في ورقة معلقة على أحد جدرانها، لكن في حقيقة الأمر لا توفره إلا بعد الانتهاء من بيع منتوجها من “الكرواسون” (الأهلّة بالشوكولا وغيرها) ويضطر المواطن، في غياب الخبز، إلى إقتناء “الكرواسون”، الذي يتراوح سعر القطعة الواحدة منه ما بين 1500 و1700 مليم”.
ويقول، أحمد، هو أيضا، أحد حرفاء المخبزة المصنّفة، التّي تبيع المرطبات والبيتزا وغيرها إلى جانب الخبز، “تعمد المخبزة إلى التوقف من وقت لآخر خلال اليوم، عن بيع الخبز العادي ليجد المواطن نفسه مضطرا إلى شراء الخبز الرفيع، الذّي يقدر سعر القطعة الواحدة منه ب0001 مليم”.
من جانبه أوضح صاحب المخبزة ذاتها، أنّه “منذ غلق المخابز العشوائية زاد الطلب علينا ممّا جعلنا غير قادرين على توفير الخبز بالكميّات اللازمة، التّي تغطي كل الطلبات”
وأضاف، “لقد زاد الضغط في حين أن حصّتنا من الفارنية المدعمة لا تتجاوز 8 أكياس، وزن 100 كلغ للكيس الواحد، في اليوم. وتمكن هذه الكميّة من الفارينة من صنع حوالي “540 باقات” مقابل تضاعف الطلب، خلال المدّة الأخيرة، مرتين إلى ثلاث مرّات”.
وأكد أنه يستعمل الفارينة الرفيعة في صناعة “أهلّة الشوكولا” وغيرها من الموّاد كما يضطر أحيانا لاستعمالها في صناعة الخبز العادي.
يذكر أن رئيس الجمهورية، قيس سعيد،دعا، خلال إشرافه، يوم الخميس 27 جويلية 2023 بقصر الحكومة بالقصبة، على جلسة عمل مع كل من رئيسة الحكومة السابقة، نجلاء بودن، ووزيرة المالية، سهام البوغديري نمصية ، إلى وضع حد لهذه الطرق الملتوية، التي يعمد إليها هؤلاء المصنعين. وقال سعيد، في هذا الصدد ” هناك خبز واحد لكل التونسيين”، انتهى بيع “الخبز غير المصنف”..تجدر الإشارة إلى أن تونس تستورد 60 بالمائة من القمح من أوكرانيا وروسيا حيث تتواصل الحرب، التّي اندلعت منذ فيفري 2022 بين البلدين، والتي انعكست سلبا على أسعار هذه المادّة على المستوى الدولي وعلى عملية التزوّد بها.