سهرة ساحرة من عبق التراث الصيني وعجائب أساطير هذا البلد الآسيوي، أمنتها مجموعة “نينغشيا” لفنون الأداء الصينية، الليلة الماضية (9 أوت) ضمن الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي وبدعم من سفارة جمهورية الصين الشعبية بتونس.
تضمن العرض 14 مشهدًا راوح بين الباليه والموسيقى والألعاب البهلوانية وفنون السيرك الأخرى، فشكلت هذه الرحلة المبهرة إلى الصين بألوانها وثقافاتها وحضارتها الموغلة في القدم والتي أعاد إنتاجها حوالي ثلاثين عنصرا يرتدون أزياء تقليدية، تابعها الجمهور بانتباه شديد لاكتشاف عديد الجوانب الثقافية التي تزخر بها الصين وتمثل إحدى مظاهر عظمة هذا البلد.
وبعد مرور كل لوحة، كسر الجمهور المبتهج حاجز الصمت للإشادة باللوحات الاستعراضية المقدمة، فصفق بحرارة وهتف تشجيعا لهذه المجموعة الأدائية المتفردة.
وأعادت الفرقة الصينية استحضار الأسطورة الصينية بألوانها وأضوائها وحكاياتها العجيبة، فكان العرض رحلة مبهرة في تقاليد وطقوس هذا البلد مع حضارة عمرها آلاف السنوات. وكانت اللوحات احتفاء بقيمة الحياة البشرية وحبلى بمعاني الحب والجمال.
واستقبل الحضور مجموعة نينغشيا لفنون الأداء بحفاوة بالغة، في سهرة قرطاجنية حضرها ممثلون عن السلك الدبلوماسي لسفارة جمهورية الصين الشعبية الذين التقطوا صورا تذكارية على ركح هذا المسرح العريق لتبقى ذكرى جميلة لزيارتهم في قرطاج.
و”نينغشيا” التي قدمت منها هذه المجموعة الفنية، هي منطقة ذات حكم ذاتي تقع في شمال غرب الصين على هضبة يتدفق عبرها النهر الأصفر، ويمتد على طول حدودها الشمالية الشرقية سور الصين العظيم، وهي موطن لشعب هوى (أقلية مسلمة)، وهي واحدة من القوميات الـ56 المعترف بها رسميا في الصين، وعاصمتها مدينة ينشوان.