مهرجان قرطاج الدولي 2023: تزاوج موسيقي بارع بين الأصالة والمعاصرة في عرضيْ “ربوخ” و”اركز هيب هوب”

سهرة موسيقية أخرى لفنانين تونسيين أقيمت أمام جمهور غفير في المسرح الروماني بقرطاج، الليلة الماضية (12 أوت) ضمن برمجة الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي (14 جويلية – 19 أوت 2023).

وتضمنت هذه السهرة عرضيْن هما “ربوخ” لحاتم اللجمي ” وهو عرض موسيقي ينهل من الموروث الغنائي الوطني و”اركز هيب هوب” الذي قدّم أغانٍ باللهجة التونسية على إيقاعات غربية معاصرة.

وأمّن حاتم اللجمي ومجموعته الجزء الأول من السهرة بعرض “ربوخ” الذي شارك فيه ما يناهز 30 عنصرا على الركح بين عازفين ومغنين وممثلين، وجميعهم يرتدون زي “الدنغري” فأثثوا فضاء المسرح احتفالا ورقصا بموسيقاهم التراثية التي كانت إحدى آلاتها الرئيسية “المزود”. وقد كان العرض جزءًا من عالم الموسيقى الصوفية على غرار “الحضرة” و”النوبة” وكذلك “السطمبالي”، حيث تمّ مدح الرسول محمد (ص) والتغني بكرامات الأولياء الصالحين.

وجاء عرض “ربوخ، محمّلا بالأغاني التي تكاملت فيها مختلف عناصر الفرجة والاحتفالية. وأدّى فريق العرض وسط عبق البخور التونسي “انزاد النبي” في مستهل الحفل، ثم أتبعها بأغاني “سيدي علي عزوز” و”سيدي عبد القادر” و”المنوبية”، وغيرها من الأغاني الضاربة في جذور التاريخ الصوفي التونسي.

وقام الممثل جمال المداني بتنشيط فقرات العرض عبر مداخلات ركحية خاطبت حماسة الجمهور ودعتهم للرقص والاحتفال. وكان العرض وفيا لمعنى “الربوخ” بما هو مصطلح يعني في اللهجة التونسية العامية الاحتفال والرقص دون توقّف إلى حدّ التخميرة.

وفي الجزء الثاني من السهرة، صافح الجمهور الفنانين قيس كيكلي “فايبا” ومهدي شمام “ماسي” وأنيس محواشي “تيقا” ومحمد علي شبيل في عرض “إركز هيب هوب” الذي جمع بين فنّاني هيب هوب يتمتع كل منهم بأسلوبه الخاص في الغناء. وتألفت المجموعة الموسيقية المرافقة لهم من عازفين على آلات موسيقية تقليدية كالمزود والبندير وآلات غربية.

وتمتزج في هذا العرض “اركز هيب هوب” العديد من الأنماط الموسيقية، من المزود إلى الراب مع إيقاعات البندير والدربوكة، الذي انطلق بمبادرة من مجموعة “الدّبو” المتألفة من فناني راب ومهندسي صوت ومصورين ورسامي غرافيتي يحملون مشاريع ذات طابع ثقافي اجتماعي وتعليمي في تونس باعتماد الموسيقى.

ويسعى أفرادها من خلال هذا الدمج الموسيقي إلى اختبار التقاطع بين الأنماط والتخصصات الموسيقية وإبراز واجهة جديدة للساحة الموسيقية التونسية غير معروفة لدى الجميع. وترنو هذه المجموعة إلى التخصص في ممارسة موسيقية ومسرحية تلعب فيها الآلات الموسيقية التقليدية دورا كبيرا بهدف الوصول إلى ابتكار موسيقى عصرية متفردة وذات خصوصية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.