مغمورة بفرحة النجاح الجماهيري الكبير لحفلها الليلة الماضية (13 أوت) على ركح المسرح الروماني بقرطاج، وهو موعد تزامن مع الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية، عبّرت الفنانة لطيفة العرفاوي عن سعادتها لاعتلاء ركح قرطاج للمرة الثانية منذ سنة 2011، حيث كانت إطلالتها الأولى بعد الثورة سنة 2019 في الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي.
واعتبرت لطيفة في الندوة الصحفية التي انتظمت الليلة الماضية مباشرة بعد الحفل، أن الفرق كبير جدا بين حفلي مهرجان قرطاج الدولي 2019 و2023، قائلة (بابتسامة ساخرة): “لم تتمّ الدعاية للحفل سنة 2019 وبرمجتي تزامنت مع نهائي كأس افريقيا بين الجزائر والسينغال”. كما اتهمت جهات (لم تسمّها) بالعمل على عرقلتها لإفشال الحفل آنذاك.
وعن حفل 2023 ضمن الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي، أفادت أن البرمجة كانت بدعوة من وزيرة الشؤون الثقافية ووزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، مؤكدة أنها وافقت بدون تردّد لمصافحة جمهورها ومعجبيها في تونس بشوق وحب كبيريْن.
وعن معيار اختيار الأغاني التي أدتها خلال هذا الحفل، بيّنت لطيفة أنها تمرّنت مع الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بالهاني على العديد من الأغاني، مضيفة أن عامل الوقت المخصّص للعرض (ساعتان) لم يسمح بأداء جميع الأغاني. ووعدت جمهورها بأداء مجموعة جديدة من الأغاني يوم 18 أوت الحالي على ركح قرطاج خلال الحفل التضامني مع أهالي طبرقة المتضررين من الحرائق التي اندلعت في المنطقة موفى جويلية الماضي.
سهرة احتفالية في عيد المرأة
وتعد لطيفة العرفاوي من أنجح الفنانات التونسيات اللاتي حققن نجاخا كبيرا على المستوى العربي، حيث ظل إنتاجها الفني الغزير على مدى عقود شاهدا على عذوبة صوتها. وتعتبر عودة هذه الفنانة المتألقة التي سطع نجمها في سماء الموسيقى التونسية والعربية خلال الثمانينيات والتسعينيات، لاعتلاء ركح المسرح الروماني بقرطاج في حد ذاته حدثا لافتا، وقد استعدت جيدا له فأبهرت الجمهور المتلهّف لسماع أغانيها، وهو الذي اكتظت به مدرّجات المسرح.
وحرصا منها على إرضاء جمهورها وإسعاده، أدّت لطيفة باقة من أغانيها الخالدة والجديدة التي أبدع في تأليف كلماتها أمهر الشعراء والملحنين من تونس ومصر، فأدت “يا سيدي مسي علينا” و”غرامك مزيف” ، “حبيبي ما تروحش بعيد” و”إن شاء الله” و”حبك هادي” و”يا غدار” و”الحومة العربي” “روح” وغيرها من الأغاني، لتختتم سهرتها بالأغنية الوطنية “أهيم بتونس الخضراء” ثم تُكرّم على الركح من قبل وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن آمال بالحاج موسى.
واستقبلت لطيفة على المسرح كورال “سيدي سامي” حيث اعتلى الركح قرابة 30 طفلا وطفلة رافقوها في أداء أغنية “للشمس” وهي من كلمات الشاعر ياسين الحمزاوي وألحان أمين قلصي. كما سجّل الحفل حضور عروسين أبَيَا أن يفوّتا حضور هذا الحفل الذي تزامن مع موعد زفافهما.
وكانت هذه السهرة مناسبة للجمهور للاطلاع على المعرض الوطني الثاني للطوابع البريديّة “تونسيّات”، وهو معرض يكرّم 23 شخصيّة نسائيّة تونسيّة من بين الرائدات في شتّى مجالات الإبداع والنضال والتميّز.
وتجدر الإشارة إلى أن لطيفة العرفاوي تطوّعت لإحياء هذا الحفل الفنّي وتبرّعت بمائة ألف دينار لفائدة برنامج “صامدة” للتمكين الاقتصادي للنساء ضحايا العنف والمهدّدات به ولبرنامج التمكين الاقتصادي لأمهات التلاميذ المهدّدين بالانقطاع المدرسي.