شهدت بعض مناطق ولاية قبلي، عشية أمس الثلاثاء، نزول كميات هامة من الامطار كانت محل استبشار عدد من الفلاحين، إلّا أنها أثارت مخاوف عدد آخر نظرا لتزامنها مع مرحلة “التبسير” في دقلة النور (المرحلة الفاصلة بين مرحلة البلح ومرحلة النضج التام).
وعبّر عدد من الفلاحين، في تصريحات متطابقة لوكالة تونس إفريقيا للانباء، عن ابتهاجهم بهذه الامطار التي شملت بعض قرى البحاير من معتمدية قبلي الشمالية، ومنطقة جمنة من معتمدية قبلي الجنوبية، وبعض المناطق من معتمديتي دوز الشمالية والجنوبية، سيما وأن هذه الامطار “البدرية”، على حد تعبيرهم، ستساهم في تلطيف الطقس وما يترتب عن ذلك من زيادة في جودة دقلة النور التي بلغت حاليا مرحلة التبسير، وفي غسل العراجين من الاتربة ومن افة عنكبوتة الغبار، وفق تأكيدهم.
وأشاروا إلى ان نزول الامطار قبيل فصل الخريف يحمل بشائر بأن هذا الفصل سيكون ممطرا خلال هذه السنة، معبرين عن أملهم في تواصل نزول الغيث النافع على هذه الربوع التي عانت لسنوات متتالية من الجفاف الامر الذي تسبّب في تكاثر بعض الافات والامراض بالواحات على غرار افة عنكبوتة الغبار فضلا عن تاثر الغطاء النباتي بالمراعي الصحراوية.
في المقابل، عبر عدد قليل من الفلاحين عن تخوفهم من الامطار التي شهدتها بعض مناطق الولاية عشية الامس والتي رافقتها حبات البرد بكميات محدودة، مشيرين الى امكانية تضرر عراجين التمور من نوع دقلة النور من هذه الامطار التي قد تخلّف نقاطا سوداء على حبات البسر والاضرار بجودة العراجين.
ومن ناحيته، أكد رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ابراهيم الجلولي، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الامطار خلال هذه الفترة الحساسة من صابة التمور قد تكون لها بعض الاضرار الطفيفة بحسب تقدم مرحلة تبسير العراجين، مشيرا الى ان الامطار الاولى في هذه الفترة لا تكون لها تداعيات خطيرة على الصابة بل ان لها تاثيرات ايجابية على العراجين التي لا تزال في مرحلة البلح حيث تساهم في تنظيفها من آفة عنكبوتة الغبار.
ودعا الجلولي الفلاحين الى التعجيل بعملية تغليف العراجين لحمايتها من التقلبات المناخية وخاصة الامطار، فضلا عن حمايتها من دودة التمر وذلك بتغليفها باغشية الناموسية التي تم توفيرها بكميات هامة من قبل المجمع المهني للتمور، وووضعت على ذمة المجامع الفلاحية والفلاحين منذ مطلع الاسبوع الجاري الى جانب البلاستيك للشروع في عملية تغليف الصابة التي انطلقت تدريجيا ببعض الواحات.
حمد