تم الاعلان عن انطلاق مشروع “النساء والمدن المستدامة” بمدينة القيروان الممول من قبل وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي بقيمة 700 ألف دولار وتنفذه منظمة “تحالف المدن” على مدى العامين المقبلين بهدف تحسين وصول النساء إلى المياه بالمدينة العتيقة.
وافادت المسؤولة عن مشروع “المرأة والمدن المستدامة بتحالف المدن مهى الجلاصي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء بأن هذا المشروع يندرج في اطار مجابهة تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية بمدينة القيروان التي تعاني بدورها من تقادم شبكة المياه الصالحة للشرب .
مشاركة المرأة في حوكمة المياه :
وبينت الجلاصي ان المشروع يرتكز على عنصرين اولهما يتعلق بضمان وصول المراة الى ادارة مستدامة للمياه وثانيها يتعلق بسد الفوارق بين الجنسين في ادارة المياه.
واكدت ان المشروع يهدف بالاساس الى تدعيم مشاركة المرأة في صنع القرارات المتعلقة بادارة المياه نظرا لان النساء والفتيات من بين الأكثر تضررا من الانقطاعات المتكررة من المياه بسبب أدوارهن ومسؤولياتهن الاجتماعية.
واشارت الى انه على الرغم من الدور الرئيسي الذي تلعبه النساء والفتيات في توفير سبل العيش والأمن الغذائي، إلا أنّ قدرتهن على التصرف في إدارة الموارد المائية تظل محدودة في كثير من الأحيان كما ان التزويد بالمياه وجلبها لا يجب أن يقع على كاهل المرأة فقط.
وافادت المتحدثة بأن هذا المشروع يشمل بلدية القيروان والسلط المحلية ومنظمات المجتمع ومختلف الأطراف المعنية بشأن دور المرأة ومشاركتها في إدارة المياه والمناطق، ويقوم في مرحلة أولى على تنظيم ورشة عمل لتحديد حاجيات المنطقة والاشكاليات التي تحول دون وصول النساء إلى المياه بالمدينة وإيجاد حلول مشتركة لاحداث مشروع حضري يدعم وصول المرأة إلى الماء.
وأوضحت انه سيتم إسناد منحة تقدر ب 150 ألف دولار الى الجمعية من أجل انجاز دراسة للمشروع المتمثل في انشاء “ماجل” كبير لتجميع مياه الأمطار وسط المدينة وإنجاز منطقة خضراء حوله تكون بمثابة الفضاء الترفيهي للعائلات.
ومن جانبه افاد المشرف العلمي بالتفقدية الجهوية للتراث بالقيروان فتحي البحري في تصريح لمكتب “وات” بان المدينة العتيقة بالقيروان تضم 150 منزلا وهي مجهزة بمواجل وابار التي يمكن أن تكون حلا من الحلول لمجابهة التغييرات المناخية وشح المياه.
واكد في هذا الاطار ضرورة إصلاح هذه اامواجل وصيانتها بهدف إعادة الاعتبار للطرق التقليدية في خزن المياه وتعقيمها واستعمالها في إطار ضمان الوصول إلى المياه وحوكمة التصرف فيها وادارتها.
كما تطرق الى المياه الرمادية التي تفرزها عملية الوضوء بالجوامع مشيرا في هذا الاطار الى وجود قرابة 80 جامعا ومسجدا داخل المدينة العتيقة بالقيروان يمكن الاستفادة من مياه الوضوء ومعالجتها واستغلالها في عمليات الري وغيرها.
ويشار الى ان مشروع “المرأة والمدن المستدامة لتحسين الوصول إلى المياه وإدارة الموارد” هو مبادرة إقليمية ينفذها تحالف المدن بالشراكة مع البلديات ومنظمات المجتمع المدني، في 3 دول وتشمل كلا من بلدية القيروان وبلدية السبخة بموريتانيا وبلدية الفجيج بالمغرب.
ويهدف المشروع، الذي سيستمر حتى جوان 2025، إلى تحديد مواطن ضعف وصول المرأة الى المياه في البلديات المذكورة وتعزيز تمكين النساء من الإدارة المستدامة للمياه في المدن وذلك في إطار التكيف مع التغييرات المناخية وتقلص الموارد المائية.