محنة جديدة تضاف إلى المأساة التي ضربت أهالي مدينة درنة في الشرق الليبي، جراء الفيضانات والسيول التي غمرتها وجرفت ثلثها إلى البحر في العاشر من الشهر الجاري.
فقد أدت الجثث المتحللة إلى تلوث مياه الشرب، التي اختلطت أيضا بمياه الصرف الصحي.
وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس أنها رصدت “تلوّثاً جرثومياً” في جميع مصادر المياه الجوفية ومياه البحر في درنة، نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلّل الجثث، وذلك عقب السيول المدمرة التي ضربت المدينة وأودت بحياة الآلاف.
وقالت في بيان مساء أمس الأربعاء إن فرق الإصحاح البيئي التابعة للإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي تواصل أعمالها في إجراء تحاليل شاملة لمصادر المياه بالمدن المنكوبة، بما في ذلك إجراء تحاليل للمياه بالأنبوب الخاص بسحب مياه البحر لمحطة تحلية مياه البحر والشواطئ المحيطة بها إلى منطقة حوض ميناء درنة البحري.
وسيزيد تلوّث مياه الشرب من محنة درنة المنكوبة، كما سيشكلّ خطراً إضافياً على سكانها، الذين وجدوا أنفسهم أمام احتمال إصابتهم بالأوبئة والأمراض، بسبب تحلّل الجثث بالقرب من مصادر الماء واختلاط مياه الصرف الصحي والنفايات بمياه الشرب.
وسابقاً، أعلنت السلطات الليبية تسجيل 150 حالة تسمم جرّاء تلوّث المياه، وطلبت من سكان درنة عدم استخدام المياه من شبكة التوزيع المحلية باعتبار أنها ملوثة، واستهلاك المياه المعلبّة.
يشار إلى أن السيول القويّة التي ضربت المدينة قبل أكثرمن أسبوعين، تسببت في تدمير البنية التحتية وتهالك المرافق المخصصة لنقل المياه وتنقيتها، خاصة شبكات الصرف الصحي ومحطات التحلية.
فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين، بينما تواجه السلطات المحليّة صعوبات في التعامل مع الجثث بعد تحلّلها وتعفنّها وتزايد الروائح المنبعثة منها.
العربية نت