عمد مئات من الفلاحين الصغار، اليوم الخميس، غلق شارع الحبيب بورقيبة بمدينة جندوبة، لمدة ساعات، وذلك للاحتجاج على قرار السلطة الجهوية قطع مياه الري على جميع الفلاحين الى حين استخلاص ما تخلد بذمة عدد منهم من ديون، وخلاص تسبقة بقيمة 50 بالمائة من كلفة الاستهلاك بالنسبة لزراعات الموسم القادم الذي شرع الفلاحون في الاستعداد له.
وقال احد المحتجيين، عز الدين الريابي (فلاح بمعتمدية جندوبة)، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، انه يرفض قطع مياه الري، على ما زرعه من خضر واكد حاجة الابقار الحلوب للماء، مشيرا الى ان العداد الذي يستغله “خال من الديون”، وانه “يعاقب بسبب عدم خلاص البعض”، مؤكدا ان هذه الوضعية “باتت مصدر خوف”، من عدم وفائه بالتزاماته تجاه المزودين وتجاه التزاماته العائلية.
واعتبر منذر الجوّادي (فلاح بمعتمدية فرنانة) ان مصالح المجمع الفلاحي، قطعت عنه مياه الري، التي يستغلها لإنتاج مساحات صغيرة من الخضر، والتي تعتبر مصدر عيشه الوحيد، مؤكدا بدوره انه غير مديون.
واستنكر رئيس جمعية التنمية والإصلاح وعضو باتحاد الفلاحين شاكر العبيدي، عملية قطع الماء للري خاصة على من لا تتخلد بذمتهم ديون، داعيا السلطة الجهوية الى ضرورة إعادة فتح مياه الري المقطوعة منذ أيام، والتعهد بضخ كميات كافية منها لإنجاح الموسم الفلاحي، والقطع مع الدورة المائية التي لا تتعدى فيها ساعات الضخ 8 ساعات شهريا، واكد ان الفلاحين الصغار يمثلون الحلقة الاساسية في الانتاج الغذائي ويجب تعويضهم على ما لحقهم من اضرار وجبرها، لا ان تقطع عنهم المياه، وفق تعبيره.
وقال المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة عادل الصكّوحي، ان المندوبية بصدد التنسيق ما والي الجهة، لعقد جلسة استماع للفلاحين واتخاذ القرار المناسب، واوضح المعتمد الأول الطيب الدريدي الذي استقبل مجموعة من ممثلي الفلاحين، انه من المنتظر ان يعقد والي الجهة مساء اليوم جلسة عمل للنظر في مطالب الفلاحين والنظر في القرار المتعلق بغلق مياه الري على من تخلد بذمته دين، وايضا بخصوص مطالبة الفلاحين الراغبين في زراعة أراضيهم بدفع تسبقة استهلاك قيمتها 50 بالمائة