“آراء في تطوير التربية والتعليم في بلادنا” و”الكرامة قبل الخبز … دائما” و”نحو تغيير الاستراتيجات الكبرى في القطاع السياحي …” و”تعد أداة تحوط ضد أزمات الغذاء … بسبب ارتفاع الاسعار وشح السلع عائلات تتخلى قسريا عن العولة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة، اليوم الاربعاء.
“آراء في تطوير التربية والتعليم في بلادنا”
جريدة (الصباح)
“ان اصلاح منظومة التربية والتعليم ببلادنا هو في الحقيقة والواقع أكثر من اصلاح وهذا ما وقف عليه أكثر من مسؤول في أعلى مستوى وأكثر من خبير وباحث مختص. فهناك، من جهة، اصلاح اداري تربوي واصلاح ذو مضمون علمي وبيداغوجي وهذا كله ينبغي أن ينصهر في مقاربة اصلاحية تشمل كل القطاعات في تونس. ومن شروط هذا الاصلاح الشامل توفر سلطة قوية لها حسب عبارة الدكتور، سالم لبيض، وزير التربية التربية الاسبق، تأشيرة سياسية تمكن الجهات التربوية من الدخول في عملية الاصلاح. وبخصوص أفضل المداخل للاصلاح التربوي بين أن الاصلاح يتعلق بالبرامج والمناهج لكن عملية أساسية يجب القيام بها وهي حوكمة وزارة التربية وهو يعني الاصلاح في وجهه الثاني أي المتعلق بالادارة واحكام تصرفها ولا بد حسب رأيه من تمكين الوزارة من اطار يستبطن الحوكمة ويمارسها ويحد أكثر ما يمكن من التجاوزات والاخطاء وهو رأي وجيه وليد تجربة في الميدان وغيرة على الاداء الجيد المثمر الذي يعضد الاصلاح في بعده العلمي والبيداغوجي”.
“الكرامة قبل الخبز … دائما”
صحيفة (الشروق)
“الان، انتهى ذلك الزمان وولى … وتونس ما فتئت تعلنها على الملأ، لا تفريط في ذرة من سيادتنا الوطنية ولا تنازل عن ذرة من استقلالية قرارنا الوطني. صرخة يتردد صداها في القارة الافريقية التي ينشط فيها جيل من القادة المشبعين بالقيم الوطنية والمنتصرين لكرامة شعوبهم. وهذا تحديدا محتوى الرسالة الاخيرة التي وجهها أول أمس رئيس الدولة في اتجاه الاتحاد الاوروبي. رسالة مفادها أن الربط بين مساهمة الاتحاد في تمويل ميزانيتنا وبين مقاومة الهجرة غير الشرعية مرفوض جملة وتفصيلا … وبالتالي فان كل أنواع وطرق الاملاءات مهما كانت ملتوية ومهما حاول الطرف الاخر تغليفها تبقى مرفوضة …شأنها شأن كل المنن التي تحاول بعض الدوائر الاغداق علينا بغية استدراج بلادنا الى مربع الخضوع للاملاءات والتنازل عن السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني”.
“ذلك أن تونس التي تعرف كيف تنهض بواجباتها وتعرف كيف تحترم التزاماتها ومسؤولياتها، تعرف أيضا أنها لا تتلقى دروسا من أحد تماما كما تعرف كيف ترد على كل نزعات الهيمنة والتوسع التي تلجأ اليها بعض الدول والدوائر … وهي تبقى منفتحة على كل علاقات التعاون المتوازن والمتكافئ والذي يستند الى قواعد ومبادئ احترام سيادة الدول واحترام خصوصيات قرارها الوطني”.
“نحو تغيير الاستراتيجات الكبرى في القطاع السياحي …”
جريدة (الصحافة)
“لا بد من تطوير مفهوم السياحة نحو رؤية أشمل وأعمق بالاعتماد على معالمنا الحضارية وارثنا التاريخي وتوظيف ذلك لخدمة السياحة الثقافية ثم الرهان على السياحة الاستشفائية خاصة وأن بلادنا تضم كفاءات طبية نوعية وما فتئت تحقق منجزات مرجعية في المجال الطبي ويمكن استثمار هذا في المجال السياحي أيضا بالاضافة الى سياحة المؤتمرات وكلها أنماط يمكن أن تسفيد منها بلادنا”.
“ويمكن في هذا الصدد الاستفادة من التجارب المقارنة خاصة بالنسبة الى البلدان الشبيهة بنا والتي طورت تجربتها في المجال السياحي وأصبحت وجهات مفضلة لدى الكثيرين، ولنا في النموذج التركي خير مثال فقد تم توظيف القوة الناعمة وتحديدا الدراما التلفزية للتعريف بمعالم البلد وتاريخها وحضارتها وحققت هذه الاستراتيجية نتائج باهرة من حيث عددالزوار الوافدين كما ونوعا”.
“وعلى هذا الاساس فان تطوير السياحة اليوم أصبح أمرا حتميا مع العمل على اعتبارها عمادا من أعمدة الاقتصاد الوطني الى جانب الفلاحة والصناعة ولا يجب التضحية بأي منهما لحساب الاخر كما حدث سابقا”.
“تعد أداة تحوط ضد أزمات الغذاء … بسبب ارتفاع الاسعار وشح السلع عائلات تتخلى قسريا عن العولة”
جريدة (الصحافة)
“انتهى صيف هذا العام دون أن تضج جل منازل العائلات التي تعودت تجهيز مؤونتها للعام القادم بحركية اعداد الكسكسي والبهارات فقد تأثرت قدرة العائلات التونسية نظرا لارتفاع الاسعار من جهة وبفقدان المواد الاساسية خاصة منها الدقيق خاصة، فما تبقى من العائلات التي تعتمد على ‘العولة’ استعدادا لسنة أخرى وتحوطا من مخاطرها اضمحل تقريبا في ظل الظرف الاقتصادي والمناخي الذي تميز به الموسم الفارط”.
“وقد أثبتت ‘العولة’ أهميتها خلال جائحة كورونا حين تم اعتماد الاغلاق الشامل الا أن ما تلاها من أزمات اقتصادية أثر في المقدرة الشرائية تضاف اليها الحرب الروسية الاوكرانية التي أدخلت الاضطراب على سلاسل الامدادات وارتفعت الاسعار فتأثرت السوق التونسية وفقدت عديد المنتوجات لعل أبرزها مشتقات الحبوب والحبوب. والعولة ليست فقط عادة وتقليدا تونسيا بل هي أيضا تحوط ضد الازمات والسنوات العجاف، فللاسرة غذاؤها اذا ما حل طارئ يهدد بالجوع. وقد تخلت الاسر عن هذا التقليد مهما لاستراريتها وليس مجرد حفاظ على تراث ما وأزمات الغذاء التي طرأت في السنوات الاخيرة تدفع نحو سلوك غذائي جديد للاسير معرض للخطر الظرفي والاتي”.