قال وزير الدّفاع الوطني عماد مميش إنّ تونس، بحكم انتمائها إلى القارّة الإفريقية، تولي التعاون العسكري جنوب/جنوب الأهمية التي يستحقّها، خاصة في مجال التعليم العسكري، بحكم أن لديها كفاءات وخبرات عسكرية في الكثير من الاختصاصات.
وأضاف الوزير، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة بمناسبة اختتام “ندوة رؤساء أركان جيوش الطيران الإفريقية حول التدريب والتكوين” التي احتضنتها تونس من 2 إلى 6 أكتوبر الحالي، أنها عوامل من شأنها أن تجعل البلاد قبلة للضباط الأفارقة بالمدارس العسكريّة العليا بما يجسّم روح التعاون وبناء الثقة المتبادلة بين تونس والبلدان الإفريقية الصديقة حاضرا ومستقبلا.
ولاحظ أنّ البلدان الإفريقية تواجه اليوم التهديدات والتحديات ذاتها، وهو ما “يحمّلنا مسؤوليّة الحفاظ على أمنها واستقرارها من خلال تدعيم القدرات الذّاتية للجيوش والقوات الجوّية وبنائها لمجابهة التحديات المشتركة باعتماد تدريب موحّد وتكوين منهجي مدروس يستجيب للمعايير الدّولية ولمقاييس الجودة”. وأشار إلى أنّ حضور الأشقاء من إفريقيا في كل المدارس العسكرية سواء مدرسة الأركان أو المدرسة الحربية ليس بالأمر الحديث.
وأشار مميش إلى ارتفاع تكلفة التكوين والتدريب على المستوى العالمي واتجاه عدد من الجيوش للتعويل على خدمات المؤسسات المدنيّة الخاصّة، مبرزا في هذا السياق أن وزارة الدّفاع الوطني تقدّم حلولا مستجدّة تهدف إلى بناء مقاربة تشاركيّة بين المؤسسات العسكريّة الإفريقية مع ضمان توفير التكوين والتدريب طبقا لمعايير مرجعيّة متفق عليها من قبل جميع الشركاء.
وأكّد أنّ التفاعل مع هذه المبارة كان إيجابيا، مبرزا أنّ المؤسسة العسكرية، ممثّلة في جيش الطيران، ستأخذ بعين الاعتبار جملة من المسائل، من بينها المتعلقة بالتكلفة وآجال تقديم الحاجيات والطلبات وتنفيذ مشاريع مماثلة من قبل الكفاءات التونسية ببعض البلدان الإفريقية.
وقال إنّ مشروع اقتناء طائرات التدريب “تي 6 س تيكسان” في الآونة الأخيرة يهدف إلى دعم قدرات جيش الطيران التونسي في مجال تكوين طيّاري القتال وتدريبهم من جهة، وكذلك لمواصلة دعم القدرات الجويّة العسكرية للدّول الإفريقية، وذلك من خلال المساهمة في عمليات التكوين والتدريب لفائدة الطّيارين تجسيدا للتعاون الثنائي المبني على الثقة المتبادلة.
من جهته، أوضح رئيس أركان جيش الطيران بجمهورية الكونغو، جون باتيست فيليب تشيكايا، في تصريح إعلامي، أنّ الوفد الكونغولي يشارك في هذا المنتدى بتونس بدعوة من وزير الدفاع التونسي للتعرف على مختلف إمكانيات التكوين الذي يعتبر من أبرز ركائز تطوّر القوى العسكرية، مبيّنا أنّ هذا المنتدى مكّن من تبادل الخبرات في مجال الطيران العسكري.
ولاحظ فيليب تشيكايا أن المنتدى كان مثمرا نظرا إلى أنه تناول التكوين والتدريب، ملاحظا أن تونس متقدّمة جدا في هذا المجال ومتطوّرة في ما يهم استغلال الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران العسكري، وقال “ما رأيناه في تونس لا يقارن حتى بما هو موجود في الغرب”.
وبيّن أنّ أغلب الطيارين الأفارقة يقومون بتربصاتهم في دول أوروبية لكن “رأينا خلال هذا المنتدى الإمكانيات الموجودة في تونس ممّا يمكن البلدان الإفريقية من القيام بتربصاتها هنا في تونس”.
وأشاد في هذا السياق بمركز الخبرات الطبي الخاص بجيش الطيران.
يشار إلى أنّ جيش الطيران نظّم خلال الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر، منتدى رؤساء أركان جيوش الطيران الإفريقية حول “التكوين والتدريب بجيش الطيران”، وذلك بمشاركة 13 دولة إفريقية إضافة إلى عدد من الشركاء الأجانب في المجال على غرار الولايات المتحدة الأمريكية.
وأفاد بلاغ لوزارة الدّفاع الوطني أنّ برنامج المنتدى، المنعقد للمرّة الأولى في تونس تحت شعار “معا إلى العلا”، تضمّن زيارات ميدانية لفائدة الوفود المشاركة إلى بعض المؤسسات التكوينية ومراكز التدريب التابعة لجيش الطيران على غرار مدرسة الطيران ببرج العامري ومدرسة الاختصاصات الجوية.
كما شمل تنظيم جلسات عمل ونقاش حول بعض الإمكانيات المتاحة على مستوى التكوين والتدريب في الاختصاصات الفنية والقيادية، وذلك من أجل الاطّلاع على المستوى الذي بلغه جيش الطيران التونسي في مجالي التكوين والتدريب والوقوف على أحدث الوسائل المستخدمة للتعليم عن بعد وتكنولوجيات الإعلامية المنظّمة لهذا القطاع، تماشيا مع رؤية الوزارة لجعل تونس وخاصة قوّاتها المسلّحة قطبا للتكوين والتدريب على المستوى الإقليمي والقارّي في العديد من المجالات.