شدّد عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب خلال جلسة عامّة استثنائية منعقدة صباح اليوم الثلاثاء حول تطورات الاوضاع بالاراضي الفلسطينية على ضرورة سنّ قانون يجرّم التطبيع مع “الكيان الصهيوني”
واعتبر النواب في تدخلاتهم أنّ “الكيان الصهيوني” يرتكب جرائم بشعة ضدّ الفلسطينيين وسكّان قطاع غزّة بالخصوص على مرأى ومسمع من العالم، مطالبين بالتوجه الى كل برلمانات العالم من أجل الضغط لوقف “الجرائم الصهيونية” ورفع الحصار على غزة .
وأكّد النواب المتدخّلون أنّ موقف تونس كان مشرّفا منذ اللّحظة الأولى وضرب عرض الحائط بكل المواقف المخزية والمطبّعة العربية منها أو الدولية واعتبروا أنه لابدّ من الضغط على الحكومات والسّاسة لتغيير مواقفهم تجاه الحق الفلسطيني الى جانب الإسراع في النظر في مشروع قانون تجريم التطبيع حتى يكون تجريما سياسيا وشعبيا وقانونيا، حسب قولهم
يشار في هذا الصدد إلى أنّ كتلة الخطّ الوطني السيادي بالبرلمان كانت تقدمت بمشروع قانون لتجريم التطبيع منذ شهر جوان 2023 كما انطلقت مؤخرا لجنة الحقوق والحريات في النظر في هذه المبادرة التشريعية
ولاحظ عدد من النواب ان القضيّة الفلسطينية تحتاج إلى دعم مادّي بالاضافة الى الدعم المعنوي والسياسي حيث اقترحوا النّظر في صيغة لتقديم النواب دعما ماليا للقضية الفلسطينية مثل التبرع بيوم عمل لفائدة الضحايا وتوفير مستشفى متنقل
كما تم اقتراح تشكيل لجنة برلمانية تتابع قرارات رئيس الجمهورية في علاقة بدعم القضية الفلسطينية ووضع برنامج لوسائل الاعلام التونسية يعمل على نشر الحقيقة الفلسطينية ونقل ما يحدث على أرض الواقع لمواجهة آلة الأكاذيب وتزييف الوقائع الصهيونية، الى جانب تخصيص حصة تعليمية للأطفال للتعريف بالقضية الفلسطينية بهدف توضيح الاطوار التاريخية للقضية
كما دعا النواب الى فضح وتعرية الممارسات الصهيونية في الهيئات الدولية ومطالبة كل النقابات المهنية والمنظمات الوطنية للضغط على منظوريها في كل دول العالم من أجل فضح أكذوبة السلام وفضح حقيقة التوسع الاستيطاني.
من جهته دعا رئيس البرلمان إبراهيم بودربالة في هذا السّياق الى تحيّة كلّ الشخصيات العالمية التي ندّدت بالجرائم الصهيونية وطالبت بوقف العدوان على أهل غزّة، قائلا “نحيّي مظاهرات اليهود في نيويورك ضدّ العدوان على غزّة ونحييّ شخصيات يهودية تتكلم وتعبّر عن رأيها ولها مواقف مشرفة لأحرار في العالم ينددون بالصهيونية والاعتدءات الصّارخة على الشعب الفلسطيني وحقوقه مؤكدا ” نحن نميّز بين الصهيوية واليهودية .. اليهود الذين نددوا يجب أن نحترم إنسانيتهم وتقديرهم للقيم الكونية التي ينادي بها كل شعوب العالم “.
وتابع بودربالة قائلا في السياق ذاته “يجب أن ندّد بالموقف الفرنسي الذي منع المظاهرات ضدّ العدوان على فلسطين ونندّد بكل مواقف الدول التي منعت التظاهر ضد العدوان على الفلسطينيين .. ونتمنى من كل الدول المحبة للعدالة والانسانية أن تكون لها مواقف مشرفة تجاه القضية الفلسطينية”.
وطالب جزء آخر من النواب باستعمال سلاح المقاطعة وخاصّة منه مقاطعة البضائع الصهيونية في الدول العربية و”بضائع الدّول الإمبريالية” كخطوة أولى للمقاومة.
يذكر أنّ السلطات الفلسطينية كانت قد حذرت يوم أمس الاثنين من كارثة إنسانية وبيئية في قطاع غزة، الذي يتعرض للعدوان الصهيوني منذ 11 يوما، بسبب وجود جثامين لأكثر من 1000 شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة ينذر بكارثة بيئية وانتشار للأوبئة بسبب تحلّل الجثث.
من جهتها أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالحق في الصحة، تلالينج موفوكينج، في بيان اليوم الثلاثاء، أن استمرار التهجير والتهديدات بشن المزيد من الهجمات من قبل الكيان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، “يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة، وحالة طوارئ”، مضيفة أن البنية التحتية الطبية في القطاع تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها.