تتواصل معاناة مستعملي الطريق الجهوية رقم 27 الرابطة بين نابل ومنزل تميم التي تشهد تعطيلا ونسقا بطيئا في الإنجاز، وخاصة في قسطها الأول الرابط بين مدينتي نابل وقربة الذي انطلق منذ شهر جويلية 2018 ولم تُحترم فيه المواعيد المحددة بـ36 شهرا.
وعبّر عدد من مستعملي هذه الطريق وخاصة منهم مهنيو النقل البري، في تصريحات متطابقة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، عن معاناتهم اليومية والمتواصلة منذ سنوات بسبب بطء الاشغال، وما انجر عن ذلك من تعطّل لمصالحهم وتكبدهم خسائر مالية كبيرة بسبب الاعطاب المتكررة التي تطال سياراتهم ، مطالبين سلطة الاشراف بالتدخل العاجل للتسريع في إنجاز ما تبقى من هذا المشروع.
ودعوا، في السياق ذاته، إلى مزيد إرشاد مستعملي الطريق من أصحاب السيارات الخاصة وسيارات الأجرة والحافلات، من خلال تركيز علامات المرور والمنبهات الضوئية بالنقاط التي تمثل خطرا لضمان سلامتهم والتقليص من حوادث الطرقات، مؤكدين على أهمية مضاعفة هذه الطريق التي تمتد على 46 كم في ربط مركز الولاية بشمالها وتسهيل التنقل من مدينة نابل مركز الولاية إلى شمالها.
وأوضحت مديرة وحدة إنجاز المشروع بالإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان بنابل، منية الضيفي، أن تعطل أشغال القسط الأول من هذا المشروع الذي يربط بين مدينتي نابل وقربة شهد تعطيلات تعود أساسا للمشاكل العقارية، وعدم صدور أوامر الانتزاع، وكذلك تحويل شبكات المستلزمين العمومين الموجودين في حوزة الاشغال من الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، والشركة التونسية للكهرباء والغاز، والديوان الوطني للتطهير وشبكة الاتصالات.
وأضافت أن المقاولة المتعهدة بإنجاز هذا المشروع تشهد بعض الإشكاليات المالية ليبقى تقدّم أشغال الطريق رهين حل هذه الأزمة التي تعيشها الشركة، مشيرة إلى أنه تم اصدار أذون إدارية للمقاولة وقرارات تنبيه لحثها على التسريع في نسق الاشغال لكن دون جدوى، كما سيتم عقد جلسات في اقرب الآجال للنظر في هذه الإشكالية.
ولاحظت أنه تمت إضافة 12 شهرا للآجال المحددة للقسط الأول من المشروع الذي انطلق في اوت 2018 لتتواصل على امتداد 36 شهرا، مع إضافة ملحق بقيمة 3 ملايين دينار لتبلغ التكلفة الجملية للمشروع 43 مليون دينار، ومع ذلك لم تتجاوز نسبة تقدم الاشغال الى حد الان 65 بالمائة.
أما بالنسبة للقسط الثاني من هذا المشروع، والمتعلّق بمضاعفة الطريق الرابطة بين قربة ومنزل تميم، أبرزت الضيفي أن نسبة تقدّم أشغاله التي انطلقت منذ شهر جويلية 2019، بلغت 75 بالمائة، رغم أنّها كانت مبرمجة بآجال تعاقدية حدّدت بـ36 شهرا، مع إضافة 12 شهرا لاستكمال المشروع الذي شهد تعطيلات بسبب المشاكل العقارية.
وبيّنت أن هذا القسط الذي تفوق كلفته 68 مليون دينار موكل لمجمع مقاولات خاص، وقد شهدت الاشغال تعطلا في بعض المراحل بسبب مشاكل عقارية يجري العمل على حلها ومواصلة الاشغال بنسق أسرع، معلنة أنّه من المؤمل الانتهاء من الأشغال في أكتوبر 2024.
وأوضحت، بخصوص القسط الثالث من المشروع الذي يربط بين منزل تميم وقليبية على طول 9 كم، ان الأشغال انطلقت بتاريخ 25 سبتمبر 2023 وستتواصل لمدة 18 شهرا باعتمادات جملية قدرت بـ30 مليون دينار، ملاحظة أن المقاولة حاليا بصدد تركيز التجهيزات واستكمال الاشغال الطوبوغرافية.
هذا وسيساهم مشروع مضاعفة الطريق الجهوية رقم 27 بأقساطه الثلاثة في تسهيل حركة المرور بهذه الطريق التي تشهد حركيّة كبيرة للسيارات والعربات التي تقدر بحوالي 30 ألف عربة يوميا وتتجاوز 50 ألف عربة في فصل الصيف باعتبار أن المنطقة تشهد توافد عدد كبير من المصطافين والزوار.