أفاد المدير العام للديوان الوطني للمناجم محمد بن سالم، أنّ النشاط الزلزالي الحالي للبلاد التونسية يصنف وفق معطيات المعهد الوطني للرصد الجوّي من ضعيف الى متوسط ولا تتجاوز قوّته عموما معدل 4 الى 5 درجات على سلم رشتر.
وذكر بن سالم اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 على هامش إنطلاق أشغال الدورة العشرين للمؤتمر الدولي العلمي حول “المخاطر الزلزالية وسبل التوقي منها” الذي ينظمه الديوان بسوسة من 24 الى 27 أكتوبر 2023، تحت شعار ” مساهمة الجيوديزياء في تقييم وفهم ديناميكية الأرض والمخاطر الزلزالية “، أنّ تونس تتعرّض باستمرار مثل أغلب بلدان العالم إلى حدوث هزات أرضية خفيفة تتسبب أحيانا في بعض التصدعات والأضرار التدريجية التي تتم ملاحظتها على مر الزمن على مستوى المباني والبنى التحتية.
وذكر أنّ الديوان أطلق، في إطار المهام المنوطة بعهدته، سنة 2018 مشروع “دراسة وتحديد التصدعات الحديثة بالقشرة الأرضية للبلاد التونسيّة ” للمساهمة في توجيه أمثلة التهيئة العمرانية والمشاريع الكبرى والمساهمة في التنمية المستديمة.
وأضاف أنّ هذا المشروع الوطني يهدف إلى مزيد فهم وتحديد وتصنيف الصدوع التكتونية النشطة زلزاليا وتنمية المعارف السيسموتكتونية الخاصة بها وفقا للمعايير الدولية المتبعة في المجال.
وأكّد أن المشروع مكّن من الحصول على نتائج إيجابية أبرزها تمثل في إنجاز أوّل خارطة للبلاد التونسيّة تبيّن المعدل السنوي لسرعة تحرّك القشرة الأرضية عبر الفوالق والصدوع التكتونية لأغلب جهات البلاد التونسيّة وذلك بواسطة تحليل المعطيات الجيوديزية.
كما أكّد أنّ المشروع أتاح للكفاءات التونسيّة إمكانية الانفتاح على أطراف خارجية وإبرام إتفاقيات تعاون فني مع كل من مرصد علوم الأرض بستراسبورغ بفرنسا ومع المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.
ومن جهته أفاد رئيس مشروع “دراسة وتحديد التصدعات الحديثة بالقشرة الأرضية للبلاد التونسية”، نجيب بحروني، أن الأنشطة الفنية لهذا المشروع ارتكزت على أسس وأبحاث علمية دقيقة شملت عدّة اختصاصات كعلم الزلازل التاريخية وعلم البليوسيسمولوجية بواسطة حفر الخنادق وعلم قيس تحرك الصدوع التكتونية النشطة زلزاليا بواسطة الجيوديزيا.
يُذكر أن الدورة العشرين للمؤتمر الدولي العلمي حول “المخاطر الزلزالية وسبل التوقّي منها”، الذي تتواصل فعالياته بسوسة إلى غاية 27 أكتوبر 2023 بمشاركة حوالي 70 خبيرا في مجال علوم الزلازل والجيولوجيا من 17 دولة.
وينتظم هذا المؤتمر، الذّي يعقد للمرّة الثانية في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط بالتنسيق مع المعهد الوطني للرصد الجوي وديوان قيس الأراضي والمسح العقاري وبدعم من الجامعة الدولية للجيوديزياء والجمعية الدولية لعلوم الزلازل والمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.