تعكف إدارة بلدية صفاقس على استكمال إجراءات تنظيم السوق الجديدة لفائدة التجّار المنتصبين بعد إزالة مظاهر الانتصاب الفوضوي من طرف قوات الأمن في 5 مواقع حساسة من المدينة هي ساحة باب الديوان، وساحة باب القصبة، ومدخل باب الجبلي، وساحة المدينة، وسوق السمك، وسوق الحصر.
ويقع هذا الفضاء الجديد المخصّص لاستيعاب كل المنتصبين وعددهم 132 منتصبا في منطقة الناصرية بجوار مصحة الضمان الاجتماعي، وهو فضاء قريب من المواقع القديمة أو الأقرب بالنسبة للفضاءات المتوفرة، بالنسبة للبلدية.
وفي حين لا يزال عدد كبير من المنتصبين محترزا على المكان الجديد لعدم استكمال تهيئته أو متمسكا بالمواقع القديمة أو في حالة تردّد، التحق أكثر من 30 منتصبا بالفضاء الجديد، علما أن البلدية قامت الأسبوع المنقضي بعملية تقسيم للفضاء وعملية قرعة لتوزيع الأماكن المخصّصة للمنتصبين بحضور عدل منفذ وممثلين عن المنتصبين من المواقع الرئيسية الخمسة التي أزيل فيها الانتصاب الفوضوي، وقد وقع إعداد نموذج فضاء وفق تصميم موحد بين جميع المنتصبين تقدر مساحته بستة أمتار مربعة (3 أمتار على مترين).
وقال مدير عام الشؤون المالية والاقتصادية بإدارة بلدية صفاقس، أحمد قيدارة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الاثنين، إن إحداث فضاء تجاري منظّم يتيح للمنتصبين بديلا لمواقعهم القديمة يعكس حرص البلدية والسلط الجهوية والأمنية على الحفاظ على مواطن رزق المنتصبين وعائلاتهم رغم أن العديد منهم كان يمارس نشاطا تجاريا بصفة غير قانونية بما في ذلك من بحوزتهم رخص قديمة للإشغال الوقتي للطريق العام بمقابل مالي.
وتصنّف هذه الرخص كرخص وقتية تسندها البلدية ويحق لها سحبها والرجوع فيها متى شاءت وهو أمر مضمّن في الرخصة المسلمة للمعني بالأمر.
وفي ذات السياق، دعا قيدارة التجار المنتصبين إلى الالتحاق وتسلم محلاتهم الجديدة قبل الالتجاء الى تسليمها لمن هم موجودون في لائحة التجار المتقدمين بمطالب للبلدية للحصول على رخص إشغال الطريق في أنشطة مختلفة.
وحول الاحترازات التي أبداها المنتصبون بشأن التهيئة، أفاد أحمد قيدارة أنه بعد عملية التهيئة الأولية للفضاء التي تمت بتغليف أرضيته بخليط الحصى، تتكثف مساعي البلدية للقيام بعملية تبليط السوق، وستقوم البلدية كذلك بتركيز وحدتين صحيتين عموميتين وربطهما بقنوات التطهير فضلا عن توفير الإنارة العمومية.
وأشار إلى أنه إحكاما لتنظيم الفضاء، تم اعتماد توزيع أجنحة السوق ضمن أروقة تضمن الأنشطة المتشابهة، علما وأن أنشطة المنتصبين تتعلق ببيع الملابس الجاهزة، وبيع الخضر والغلال، وبيع الفواكه الجافة وغيرها.
من جهة أخرى، أفادالمصدر ذاته، بأنّه سيتم الشروع، خلال شهري نوفمبر وديسمبر القادمين، في عملية تدقيق في الرخص المسندة للمنتصبين وذلك بإجراء بحوث بالتعاون مع مصالح الأمن والشؤون الاجتماعية من أجل أن تذهب الرخصة المسلمة لمستحقيها دون سواهم.
جدير بالذكر أن حملة إزالة الانتصاب الفوضوي في الأسابيع الماضية خاصة في ساحة القصبة وباب الديوان وباب الجبلي بمدينة صفاقس قد لقيت استحسان المواطنين بالنظر إلى استفحالها وطمسها للمعالم الثقافية والحضارية والسياحية للمدينة العتيقة، فضلا عما رافقها من إخلالات إجتماعية وأخلاقية في بعض الأوقات، وفق وصفهم.