“نهاية زمن التعاطف الاعمى”! و”في القيمة الرمزية لغزة” و”شعار تطهير الادارة ومراجعة الانتدابات وحده لا يكفي … مؤسسات الدولة تحتاج الى تثوير من الداخل وتطبيق صارم للقانون” و”تطهير الادارة واصلاحها”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة.
“نهاية زمن التعاطف الاعمى”!
“امام حجم المغالطة واحكام السيطرة على المواقف الدولية بدأ حزام التعاطف يرتخي حول الكيان الصهيوني وبدأت دول متحررة من عقدة الذنب منحازة للحق الفلسطيني التاريخي تعبر عن صدمتها من جرائم الحرب المرتكبة في غزة بل سارعت بعض دول أمريكا اللاتينية بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع الكيان المحتل مثلما أعلنت عن ذلك بوليفيا. كما قامت الشيلي وكولومبيا باستدعاء سفيريهما للتشاور بسبب العدوان على غزة. وقامت الاردن، وهي الدولة العربية التي تقيم علاقات مع الكيان المحتل في اطار اتفاقيات التطبيع، باستدعاء سفيرها ومن المتوقع أن تتوسع قائمة الدول المحتجة ديبلوماسيا عن ممارسات الكيان المارق”.
“وذلك كله لن يزيد الكيان الصهيوني الا نبذا وعزلة ديبلوماسية ولن تصمد هذه المرة سردية عقدة الذنب وافتعال دور الضحية طوال الوقت أمام دم أطفال غزة والمجازر المرتكبة، فما قبل العدوان لن يكون أبدا كما بعده”.
“في القيمة الرمزية لغزة”
صحيفة (المغرب)
“كان للصور القادمة من غزة، وبالرغم من الرقابة التي فرضتها القنوات التلفزية الكبرى وكل وسائل الاعلام، تأثير صادم على الضمير العالمي. اثر الايام الاولى بدأت صور العدوان الجنوني تعرف طريقها الى الفضاء العام مخلفة الكثير من الغضب والمرارة والضغينة على هذه الجرائم وقد ازداد هذا الغضب والمرارة حدة أمام غياب تدخل جدي لايقاف الحرب ومد القطاع بأبسط الضروريات لحماية السكان العزل. وقد طرحت هذه الحرب والدمار الذي تعرضت اليه غزة مسألة فلسفية وأخلاقية كبرى على الضمير الانساني”.
“كيف يمكن للانسانية أن تتعايش وتقبل بهذا الجنون الذي يمس بالسلامة الجسدية للانسان؟ كيف يمكن للضمير الانساني أن يصمت أمام هذه الاعتداءات التي تنفي الذات وتخلع عنها كل شروط البقاء والاستمرار في الحياة؟ كيف يمكن للعالم غض النظر عن هذا الضيم والعدوان؟”.
“كانت هذه المشاهد والصور القادمة من غزة وراء هذه التساؤلات التي أقضت مضاجع الضمير العالمي كما كانت وراء خوف وغضب أكبر من أن تكون صورة العالم الاتي ونهاية الاخلاق والتعامل والعلاقات التي تحترم العلاقات البشرية”.
“وقد حملت حركة التضامن الواسع التي عرفها العالم مع غزة بعدا انسانيا يتجاوز المسائل السياسية وقضايا التحرر ليرفض هزيمة الاخلاق ويجعل من حماية الذات البشرية مبدا أساسيا في العلاقات الدولية”.
“تطهير الادارة واصلاحها”
صحيفة (الشروق)
“بعد أن حسم رئيس الدولة الشكوك حول حادثة سجن المرناقية بتأكيده على أن الامر يتعلق بعملية ‘تهريب’ وليس بحادثة ‘فرار’ أصبح من الثابت القول ان كل أجهزة الدولة ومؤسساتها، بما فيها السيادية والحساسة، يمكن أن تكون عرضة في كل وقت لخطر ‘الاختراق’ و’التواطؤ’ والتجاوزات التي تمس من السيادة العليا للدولة … واذا كان الاختراق والتواطؤ قد حصل في مؤسسات وادارات سيادية من المفروض أن تكون درجة اليقظة فيها أعلى وأشد فانه من باب أولى وأحرى القول ان بقية الادارات والمؤسسات الاخرى التي تكون فيها المراقبة أقل قد شهدت في الماضي خروقات وتجاوزات مماثلة أو اخطر وقد نشهد ذلك مستقبلا ما لم يقع وضع حد للخطر في أسرع وقت”.
“ويتطلب الامر ليس فقط مراجعة التعيينات بل التعجيل أيضا باصلاح اداري جذري وشامل طال انتظاره. فمنذ سنوات وأغلب الخبراء والمختصين ينادون بالاصلاح الاداري لتخليص ادارتنا من شوائب ‘تاريخية’ ظلت عالقة بها على امتداد سنوات وأصبحت تمنعها من المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
“شعار تطهير الادارة ومراجعة الانتدابات وحده لا يكفي … مؤسسات الدولة تحتاج الى تثوير من الداخل وتطبيق صارم للقانون”
جريدة (الصحافة)
“الادارة تحتاج الى تثوير من الداخل والى ضرب لمراكز النفوذ التي أصبحت تعطل سير دواليب الدولة والى تغيير كثير من الوجوه والعقليات التي تكلست ولم تعد قادرة على اعطاء الاضافة. بل لم تعد تقوم باي شئ سوى التواجد في الادارة وبث البلبلة ونقل الحكاوي وخلق الفتن ونشر الاشاعات ولا بد للدولة بجهازها التنفيذي أن تتحلى بشجاعة الاقالة والاحالة على المعاش والرفت والعزل وكل الاجراءات التي لا يمكن أن يلومها فيها أحد طالما انها في اطار القانون وطبقا لمبدا العقوبة من جنس الخطأ”.
“كما تحتاج الادارة الى شجاعة الاعتراف بالفشل لانها وحدها يمكن أن تصلح الاخطاء، أما المرور الى تحميل المسؤوليات والقائها جزافا على الاخرين فذلك لا يمكن أن يكون الا ‘غرورا’ اداريا لن يوصل الا لمزيد تعفين الاجواء واستفحال الفساد والى مزيد استقواء الفاسدين خاصة”.