تشارك آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السّنّ، في أشغال المؤتمر الدولي “المرأة في الإسلام المكانة والتمكين”، الذي تُنظمه وزارة الخارجيّة بالمملكة العربيّة السعوديّة والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي من 6 إلى 8 نوفمبر 2023، بمدينة جدّة بالمملكة العربيّة السعوديّة.
وأكّدت الوزيرة، لدى إلقائها كلمة تونس، صباح اليوم الثلاثاء 7 نوفمبر 2023، دعم تونس لصمود النساء في فلسطين المحتلّة وثباتهنّ ومقاومتهنّ وإصرارهنّ أمام جرائم سلطة الاحتلال المتواصلة واعتداءاتها السافرة وانتهاكاتها لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني التي تكفلها كلّ الشرائع والمواثيق الدولية في الدفاع عن حقوقه الوطنيّة غير القابلة للتصرّف.
وبيّنت بحضور غازي القريوي، الوزير المفوّض، نائب المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، أنّ تونس تعتزّ بانتمائها العربي والإسلامي ومنخرطة في منظومتي العمل العربي والإسلامي المشترك وتعمل على دعم وتعزيز أواصر الأخوّة والتضامن وعلى المساهمة في نشر قيم الإسلام السمحاء وتعاليمه النبيلة والتعريف بها وإرساء ثقافة التسامح والتصدّي لمظاهر الغلوّ والتطرّف ولكافّة أشكال التشويه التي تطال ديننا الحنيف والمسّ من مقدّساته.
كما أكّدت آمال بلحاج موسى حرص تونس على تحقيق أهداف خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي للنهوض بالمرأة ومختلف الأهداف الكونية كأهداف التنمية المستدامة ومنهاج بيجين+30 ضمانا لحقوق المرأة في الفضاء العربي والإسلامي، داعية إلى عقد مؤتمرات سنوية تعاين المنجز في الهدفين الخامس والعاشر من أهداف التنمية المستدامة، حتى تكون جميع نساء وفتيات الفضاء الإسلامي في الصفّ الأول من الركب وجميعهنّ دون استثناء.
وفي هذا السياق قالت الوزيرة إن اللحظة قد حانت كي تستفيد الدول العربية والإسلامية من قدرات الجنسين وبنفس المقدار من أجل التنمية الشاملة والتعويل على الذات.
وأبرزت الوزيرة حرص تونس على إيلاء عمليّة التمكين المتعددة الأبعاد الأهمية اللازمة عبر وضع استراتيجيات للتمكين الاجتماعي والاقتصادي وخطط اتصالية لمناهضة العنف والتمييز وبرامج تدريبية خصوصية لفائدة الطّفولة والنّساء والأسر، مشيرة إلى أنّها كانت سبّاقة ايضا إلى توقيع اتفاقية منظمة العمل الدوليّة رقم 100 المتعلقة بالمساواة في الأجر.
وأفادت أنّ التمكين الاقتصادي للمرأة يحظى بأهميّة وأولوية من خلال تنفيذ برنامج “رائدات” لريادة الأعمال النّسائية الهادف إلى دعم المشاريع الفلاحية المثمنة لسلسلة القيمة والمشاريع التي تتنزّل في إطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتحفيز على بعث المشاريع في المجال التكنولوجي والرقمي ودعم إحداث مشاريع لفائدة الفئات الهشة، وذلك من منطلق مراهنة الدولة على المشاركة الاقتصاديّة النوعيّة والكميّة للنساء.
كما أشارت في سياق تعداد مجهودات الدولة التونسية في مجال حماية النساء من ظاهرة العنف التي تزايدت على مستوى كافة أنحاء العالم إلى مبادرة تونس إلى إصدار قانون 58 لمناهضة العنف ضد المرأة.
واعتبرت الوزيرة أنّ التّعليم والتّكوين من أهمّ الآليّات التي راهنت عليها تونس منذ استقلالها وهي اليوم تجني ثمارهما، حيث تبلغ نسبة تمدرس الإناث في سنّ السّادسة 99.7 % وتضاهي نسبة الطّالبات المسجّلات في الجامعات العموميّة للسّنة الجامعيّة 2022-2023، 66 % من مجموع الطلبة المسجلين أي أرفع نسبة على المستويين العربي والإفريقي في المجال.
وذكرت آمال بلحاج موسى في هذا المؤتمر الرفيع المستوى أن تونس هي الأولى عربيا وإفريقيا من حيث عدد الباحثات الجامعيات.
ويتضمن هذا المؤتمر الدولي الذي تُنظمه وزارة الخارجيّة بالمملكة العربيّة السعوديّة والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ويستمر المؤتمر 3 أيام 5 جلسات عمل يناقش خلالها وزراء ومسؤولون وعلماء ومفكرون، مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام، وآفاق تمكين المرأة المسلمة في التعليم والعمل، إضافة إلى مختلف القضايا المتعلقة بالمرأة في المجتمعات المعاصرة.