ينطلق، الجمعة، بالعاصمة المؤتمر الوطني الثالث لكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسيّة (كوناكت) لانتخاب مكتب تنفيذي جديد يتكون لمدة نيابية بثلاث سنوات.
ويتمثل الحدث الفارق في مؤتمر كوناكت (منظمة اعراف مستقلة) في مغادرة الرئيس المؤسس، طارق الشريف، إثر نهاية عهدته المتمثلة في دورتين وتسليم المشعل لرئيس جديد سينتخبه المكتب التنفيذي المنتخب.
وستجرى انتخابات “كونانت” بعد ظهر، الجمعة، إثر تقديم الترشحات والمترشحين لعضوية المكتب التنفيذي بعد استكمال مسار استغرق عدة أشهر لتجديد المكاتب الجهوية للمنظمة وتجديد، أيضا، المجمعات المهنية التابعة لها.
كما سيتم تكوين مكتب المؤتمر ولجانه ثم تقديم التقريرين الادبي والمالي للمصادقة عليهما مع عرض لوائح المؤتمر والمصادقة عليها وسيكون المرور الى انتخاب المكتب التنفيذي الجديد متبوعا، مباشرة، عقد أوّل إجتماع للمكتب في اليوم ذاته لانتخاب رئيس جديد لكوناكت ونائبيه وأمين المال وأمين المال مساعد.
وأفاد الرئيس المتخلي لكوناكت، طارق الشريف، في تصريح إعلامي قبل انطلاق المؤتمر أنّه أوفى بوعوده بتسليم المشعل إثر مدتين نيابيتين وتسليم المشعل إلى رئيس جديد سيفرزه المؤتمر الانتخابي الثالث للمنظمة.
وقال إنّه راض تماما عن ادائه لهذه المنظمة الفتية (تأسست في 2011)، التّي قال إنّها تمكّنت في ظرف وجيز من فرض وجودها ضمن المشهد الاقتصادي التونسي بفضل مبادراتها المتعددة ودورها في خدمة المؤسسة الاقتصادية التونسية واشعاعها الخارجي.
وعن مستقبله إثر انتهاء مدته النيابية على راس كوناكت، قال الشريف أنّه سيركز على تسيير أعماله مشيرا الى انه على استعداد للعمل داخل المنظمة في اي موقع وانه متيقن من ان المكتب التنفيذي الجديد وحتى الرئيس الجديد سيكون في مستوى التطلعات وامال منخرطي كوناكت وعالم الاعمال في تونس.
ولفت إلى أنّ المهم بالنسبة إليه هو مواصلة العمل من أجل النهوض بالاقتصاد التونسي وخدمته معبرا عن قناعته بأن تونس تزخر بالعديد من الامكانيات الاقتصادية الواعدة وأنها قادرة على تجاوز الصعوباتن الحالية.
وردا على سؤال بشأن تقييم عمل المنظمة في السنوات الاخيرة ابرز الرئيس المتخلي بأنّ كوناكت حققت في ظرف وجيز العديد من المكاسب والإنجازات لآلاف الشباب التونسي والمؤسسات الاقتصادية التونسية. ولاحظ ان دور المنظمة ما انفك يكبر من سنة الى اخرى على المستوى الداخلي والخارجي.
وعلى هامش انعقاد مؤتمر “كوناكت” تم تنظيم ندوة اقتصادية تحت عنوان “المنظومات الاقتصادية بين التهديدات والتطلعات والتمويل والنفاذ الى السوق والتعقيد الاقتصادي”.
في هذا الاطار يقول الشريف عن أسباب اختيار هذا الموضوع انه “من المهم التطرق اليوم الى المنظومات الاقتصادية، التّي صارت تشكو عدة صعوبات وإيجاد الحلول الملائمة مبرزا أهمية الدور، الذي يضطلع به القطاع الخاص اليوم في تحقيق الصمود النسبي للاقتصاد التونسي في ظل الازمات المتتالية، التي يعرفها في السنوات الأخيرة.
وعبر عن اقتناعه الشديد بان تونس لها من الإمكانيات ما يساعدها على لخروج من أزمتها الاقتصادية شريطة توفر العزيمة وخاصة التقليص من الاجراءات الإدارية المعقدة والمكبلة الى جانب توفير التمويل الضروري للمؤسسات الاقتصادية.
وخلص بالتأكيد على ان تونس بإمكانها ان تحقق في قادم السنوات نسب نمو في حدود 5 بالمائة شريطة النهوض بمناخ الاعمال والارتقاء بالإنتاج والإنتاجية.
وتضم كوناكت 3 آلاف مؤسسة اقتصادية منخرطة وأكثر من 30 مجمع مهني وأكثر من 70 مكتب قطاعي وطني وجهوي بالإضافة الى كوناكت الدولية.
كما توفقت في تكوين 100 هيكل مهني وجهوي الى جانب هيكل دولي وهيكل يعنى بالمسؤولية المجتمعية للمؤسسات وهيكل اخر مختص في التدريب والتشغيل.
وعقدت المنظمة خلال الفترة من 2019 الى 2023 أكثر من 40 لقاء رسمي و200 نشاط وطني قطاعي و30 نشاطا دوليا الى جانب إمضاء 50 اتفاقية شراكة وتنظيم أكثر من 20 بعثة اقتصادية إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأمريكا وساهمت في تظاهرات بأكثر من 15 دولة في الفترة نفسها.