تطرقت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الاثنين ، الى الموقف العربي الرسمي المحتشم في القمة العربية والاسلامية المنعقدة بالرياض الى جانب تسليط الضوء على ردود أفعال بعض السياسيين من موقف تونس التي تحفظت على جل قرارات البيان الختامي الصادر عن القمة .
موقف عربي “لا سمح الله “
(جريدة المغرب)
“37 يوما من القتل لكن الموقف العربي الرسمي المشترك الذي عبر عنه في القمة العربية والاسلامية بالرياض التي عقدت بالتزامن مع تهجير أكثر من 200 ألف فلسطيني الى جنوب غزة واستهداف مباشر وصريح للمستشفيات على غرار مستشفى الشفاء والقدس ”
“لم يتجاوز الدعوة الى فرض ادخال المساعدات لغزة ووقف اطلاق النار الفوري دون تحديد آية آليات تحقيق هذين المطلبين أوتحديد أي سقف زمني ،بيان ختامي من عدة نقاط صادقت تونس على اثنتين منها فقط وهي كسر الحصار على غزة ووقف اطلاق النار فيما تحفظت على بقية نقاط البيان الذي لا يستحق أن يكون حدثا سياسيا في المنطقة أوفي العالم خاصة بعد تطور مواقف حكومات دول غربية مما يحدث في غزة جراء ضغط الشارع عليها ”
“صمت مرفوق رفض الاقدام على أية خطورة فعلية كسحب السفراء بالنسبة للدول التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع الاحتلال باستثناء الأردن الذي سحب في الأسبوع الرابع من الحرب سفيره ، في ظل استمرار الحرب والابادة على غزة وتقديم قياديين ووزراء في الاحتلال لتصريحات فاشية تكشف عن العنصرية لم تقدم بقية الدول ال5 على سحب سفرائها ومطالبة سفراء الاحتلال بالمغادرة ، في حين أن بوليفيا وكولومبيا والتشيلي وهي دول من أمريكا الجنوبية سحبت سفراءها منذ الأيام الأولى ”
“رفض لعب ورقة النفط أوالتلويح بها كما غاب التلويح بأية ورقة اقتصادية لدى الدول العربية بشكل جماعي أو فردي لذلك كانت المفارقة مفزعة اذ في ظل دعم غربي عسكري وسياسي واقتصادي للاحتلال لضمان انتصاره ، تلتزم الأنظمة العربية بالوقوف بعيدا عن المقاومة بل وتعتبر أنها لا تمثل الشعب الفلسطيني وذلك لخشيتها من أن يكون لانتصار المقاومة تداعيات سياسية لاحقة على المنطقة ”
قرار تاريخي في دعم الحق الفلسطيني
(جريدة الشروق)
“يتنزل تحفظ تونس للمرة الثانية على التوالي على قرارات عربية بشأت العدوان على الشعب الفلسطيني في صلب موقفها الداعم لخيار المقارومة ولاسترجاع الحق الفلسطيني كاملا وفق العديد من القراءات السياسية ”
“ومن جهته اعتبر الناطق الرسمي لحزب التيار الشعبي محسن النابتي أن الموقف التونسي هو موقف مبدئي وأن بلادنا قد اختارت الموقف الصائب ، لافتا الى أن تونس ليست أحد بلدان الطوق العربي التي تحيط بفلسطين حتى تتمكن من التعامل بشكل مباشر مع الفلسطينيين في مستويات متعددة على مستوى الدعم المادي أوالعسكري وغيره ، ما يعني أن تونس بعيدة عن المواجهة جغرافيا وهذا يجعل من أي دعم يمكن أن تقدمه تونس للقضية الفلسطينية مرهونة بعلاقاته بدول الطوق حسب تعبيره ”
“ويرى النابتي أن تونس اختارات خيارا سليما وهو أولا التمسك بالثوابت المبدئية للموقف التونسي الجديد والمسجد على مستوى السياسة الرسمية والذي يخرجها عمليا بالمعنى السياسي من كل ما حصل للنظام الرسمي العربي وما طرأ على القضية الفلسطينية منذ اتفاقية “كامب ديفيد” الى الآن ”
“كما يرى القيادي في حزب البعث صهيب المزريقي ” أن موقف تونس في القمة العربية الاسلامية من الحق الفلسطيني عموما ومن الهجمة على غزة وتهجير أهلها كان مميزا عن بقية المواقف العربية الاسلامية ومسنود بالدعم الشعبي الذي تم التعبير عنه في المواقف الشعبية في المسيرات والمظاهرات حسب تعبيره ”
“وشدد المزريقي ، على أن تونس لا يمكن أن تصادق على بيان يساوي بين الجلاد والضحية لأن الاستراتيجية الكونية تدفع بالآلة الحربية للامبريالية العالمية لممارسة العربدة وللتوسع والتمدد وتدعمها بكل السبل المادية والعسكرية تجاه شعب مدني أعزل ”
“وتابع المتحدث ، وان كان العالم والشعب الغربي قد علم حجم الكذب والتضليل الممارس من قبل الحقائق فان تونس لن ترضى أن تكون شريكا في تسوية الجلاد بالضحية وهو ما دفع تونس أن تتحفظ على كل المخرجات ما عدا 3 نقاط منها ، وهوموقف يعد فلتة تاريخية خاصة أمام اهتزاز المواقف العربية الرسمية وتطبيع بعض النظم مع العدو حسب تعبيره”