اعتبر الخبير والمدرب اللبناني في مجال الذكاء الاصطناعي، عبد الله ابودياك أنّ توظيف الذكاء الاصطناعي بات حاجة ملحة للنهوض بواقع الإعلام عبر مساهمته في التسريع في إنتاج المواد الإعلامية السمعية والبصرية والمكتوبة واحداث نقلة نوعية في صناعة المحتوى.
وأكّد أبو دياك، خلال ورشة تدريب حول أهمية الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي، انتظمت أمس، الإربعاء، على هامش انعقاد النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للاعلام، بمركز ابو ظبي للمعارض “أدنيك”، بالشراكة مع وكالة الانباء الامارتية وام، من 14 الى 16 نوفمبر 2023، ان التمكن من الذكاء الاصطناعي وحسن استغلاله سيسهل مهام الصحافيين ومنتجي البرامج و التسريع في وتيرة انتاج وسائل الاعلام مع ضمان الجودة العالية جدا، وخاصة التحقق من مدى صحة الاخبار.
ونبّه الخبير، من ان الذكاء الاصطناعي، يمكن ان ينجر عنه التخلي عن بعض الصحافيين، لاسيما، وأنّه يخول إمكانية الإنتاج باقل عدد منهم مع المحافظة على المحتوى ذاته.
لافتا إلى وجود مخاوف من هذه المقاربة، التي تحتم على القائمين على وسائل الاعلام حسن توظيف الذكاء الاصطناعي وتحقيق المعادلة الصعبة في ظل تزايد إمكانيات نشر المحتوى الاخباري المزيف.
وأوضح أنّه بإمكان الجميع، اليوم، وليس النخب، فقط، النفاذ إلى عالم الذكاء الاصطناعي واختراقه دون أيّة حواجز، وتعلم ابجديات التعامل معه، خاصّة، وأنّ المصادر مفتوحة والانترنات متاحة للجميع وبتدفق مناسب جدا للتعلم حتى على برمجيات ثلاثية الابعاد وبرمجيات معقدة.
وأشار المدرب، الى انه “يتعين على كل شخص التثبت من المصادر والاطلاع على أكثر من مصدر والإبحار في عالم الذكاء الاصطناعي وتجنب الخوف”.
واكد في هذا الصدد، على ان العالم منكب على إشكالية الملكية الفكرية وكيفية تنظيم عمل الذكاء الاصطناعي ووضع حدود الأخلاقيات، لافتا الى انه تم اطلاق العديد من البرمجيات والتراجع عنها نظرا لمخالفتها للقواعد الأساسية لانتاج المحتوى بشكل عام.
وأقرّ الخبير، بان الذكاء الاصطناعي يحتل في الوقت الراهن مكانة جيّدة جدا، رغم طول المسار، الذي يتعيّن عليه خوضه وحسن استعماله، قائلا انه يمكن التعامل مع البرمجيات بسهولة بما يتيح للصحافيين إنتاج مواد صحفية تتضمن أكثر لموّاد بصرية وصوتية وذات جودة عالية جدا.
ودعا أبو دياك في هذا الشأن، الصحافيين إلى أقلمة المواد المذكورة والبرمجيات بنظام عمل يخول لهم استخدامها بكل بمرونة، فضلا عن المشاركة في دورات تدريبية، كي يتسنى لهم التعامل مع البرمجيات بالشكل المناسب بغاية تقديم الإضافة الى المؤسسات الإعلامية، التّي ينتمون إليها وذلك من خلال الرفع في إنتاج المواد الصحفية.
وأكّد أنّ إعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل وكالات الأنباء، يمكن الوكالة من ربح الوقت في انتاج المواد الصحفية، فعوض ان تتطلب عملية البحث ساعة من الزمن يمكن القيام بها في ظرف خمس دقائق فقط، وهو ما يمكن من نشر مواد إعلامية أخرى وضمان حضور أفضل للوكالة ممّا كانت عليه، وفق تقديره.
واعتبر أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح حاضرا في حياة الانسان بشكل لا يمكن تخيله، لامتلاكه تطبيقات في كل مكان من العالم سواء تعلّق الأمر بالمصانع المنتجة للأغذية أو الأدوية أو المواد الأساسية، علاوة على إيجاد الحلول للازمات الحقيقية من بينها التخطيط الحربي.
واكد المشاركون في فعاليات الكونغرس العالمي للاعلام، خلال جل الورشات، التي بحثت في المسألة ذاتها، أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح واقعا مؤسّسا لمسارات المستقبل الإعلامي لقدرته على توفير مواد إعلامية بلغات مختلفة وذات جودة وسرعة عالية جدا الى جانب تقديم محتوى ابداعي، داعيا المؤسسات الإعلامية الى الاستفادة قدر الإمكان من الفرص التي يتيحها.