أفادت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت، في تقرير فني اعد بمناسبة اشغال اليوم الجهوي حول “ترشيد إستهلاك المياه في ظل التغيرات المناخية والشح المائي” ضمن الدورة الاستثنائية للمجلس الجهوي للمياه الملتئم اليوم الجمعة بمقر الولاية، ان نسبة التعبئة الاجمالية للسدود الكبرى التسعة المتوفرة بالجهة تعادل 21،55 بالمائة وكميات المياه السطحية المتوفرة حاليا تعادل 101 مليون متر مكعب والمياه الجوفية تعادل 98 مليون متر مكعب، في حين تعادل الحاجيات اليومية من مياه الشرب لكافة معتمديات الولاية 100 الف متر مكعب.
وشدد رئيس المجلس الجهوي للمياه والي بنزرت سمير عبد اللاوي خلال إشرافه على اشغال اليوم الجهوي، على ضرورة التعامل مع موضوع المياه من منظور الندرة في علاقة وثيقة بالامن المائي القومي، بسبب التغيرات المناخية التي تعيشها بلادنا مثل سائر البلدان، والتعويل في ذلك على أهمية البعد التحسيسي والتوعوي للجميع، علاوة على إتخاذ الاجراءات الزجرية اللازمة بشان كل المخالفين للضوابط القانونية ولاسيما منها المخالفات المتعلقة بالاعتداءات على الشبكات والربط العشوائي، مع تفعيل دور اللجان المحلية المكلفة للغرض، وإعادة هيكلة المجامع المائية التي تشهد صعوبات.
واشار في ذات السياق، إلى ان اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة ومجلس المياه ونظرائه على المستوى المحلي، سيبقون في حالة إنعقاد بصفة متواصلة لمواكبة تنفيذ خطة العمل الجهوية والمحلية ولتسريع الإجراءات اللازمة لانجاح تنفيذ الاستراتيجية الجهوية لترشيد استهلاك المياه ، وبين ان هذه الإجراءات منبثقة ومكملة لمجمل التوصيات الوطنية ومنها الاستغلال الرشيد لمياه الشمال وإستغلال المياه المعالجة، وحث على تفعيل الأيام التحسيسية وتكثيف التواصل مع مختلف وسائل الاعلام والنسيج الجمعياتي باعتبارهم شركاء أساسيين .
واقر المجلس، عددا من الإجراءات الخاصة للتحكم الرشيد في إستهلاك المياه وتامين حاجيات الجهة ككل ومنها بالخصوص، إستغلال الآبار العمومية غير المستغلة لتدعيم شبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد) ،والإنطلاق في التثبت من مدى مطابقة نوعية مياه الابار الخاصة المتوفرة ، للمواصفات المعمول بها .
كما تم التاكيد على برمجة حملات تحسيسية بالمدارس والمعاهد والجامعات حول التغيرات المناخية وتأثيراتها على المخزون المائي، ودعوة المجتمع المدني إلى ترشيد استهلاك مياه الشرب والحد من ظاهرة التبذير من خلال ومضات تحسيسية ، ودعوة المؤسسات الحساسة بالولاية لإحداث نقاط مياه خاصة وتركيز خزانات مائية، وبرمجة عمليات تحسيسية حول الاقتصاد في مياه الري ومياه الشرب خاصة بالتصدي لظاهرتي الحفر العشوائي و الضخ العشوائي لمياه الأودية، ولجميع مظاهر التلوث التي من شأنها التأثير سلبا على نوعية مياه السيلان والمياه الجوفية مهما كان مصدرها ،
وتمت ايضا دعوة أصحاب المؤسسات الصناعية والسياحية إلى توفير نقاط مياه خاصة، وتحفيز أصحاب الآبار الخاصة على توفير موارد مائية إضافية لتزويد الأهالي بالماء الصالح للشرب، علاوة على تخصيص الاعتمادات اللازمة لتوفيرالصهاريج ووسائل النقل لتوزيع الماء الصالح للشرب، ودعوة الشركة التونسية للكهرباء و الغاز للتسريع في كهربة الآبار المراد استغلالها في هذا الظرف الاستثنائي.
يذكر ان اشغال الندوة تناولت في ذات السياق مجمل مشاغل المجامع المائية والحلول العاجلة المقترحة لتعزيز وظيفيتها في إطار الخطة الاستراتيجية الجهوية ، وذلك بحضور الكاتبة العامة للولاية لبنى عبيد وكافة المصالح الجهوية والمحلية المعنية .