أعدّت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، برنامجا أوليا يحتوي على 71 تدخلا بمختلف ولايات الجمهورية بكلفة جملية تناهز 44 مليون دينار، استعدادا لصائفة 2024.
ويتمثل البرنامج، وفق ما ورد بتقرير حول “مخطط الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه خلال صائفة 2024″، تلقت (وات) نسخة منه، في استغلال المياه الجوفية المتاحة، عبر حفر آبار عميقة خاصة بالمناطق المزودة كليا بمياه جوفية، إذ ينتظر انجاز وكهربة وتجهيز وربط 48 بئرا عميقة بمختلف مناطق الجمهورية.
كما سيشمل البرنامج تجديد وتهذيب بعض شبكات الجلب والتوزيع المشبعة والقيام بعمليات الصيانة اللازمة مع تغيير وتجديد بعض تجهيزات الضخ وإدارة الطلب على المياه عبر ترشيد الاستهلاك والاقتصاد في الماء.
وسيتركز العمل على وضع محطتي تحلية مياه البحر بكل من الزّارات وصفاقس حيّز الاستغلال قبل صائفة 2024، والتنسيق مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز في نطاق اللجنة الفنية المشتركة لتفادي الانقطاعات المفاجئة للتيار الكهربائي.
وأشارت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، في هذا الصدد، الى التوازن الهشّ بين الموارد والحاجيات بكل المنظومات الكبرى (تونس الكبرى والوطن القبلي وصفاقس والجنوب الشرقي) وبعض المنظومات المزودة من الموارد المحلية، الى جانب إمكانية حدوث اضطرابات محدودة في الزمان والمكان خلال ساعات الذروة في أيام الذروة، لتكون اكثر حدّة في حال حدوث اعطاب فجئية بالقنوات الرئيسية والتجهيزات الهامة لبعض المنظومات المائية الكبرى.
ويمكن، وفق المصدر ذاته، تسجيل اضطرابات محدودة في الزمان والمكان خلال ساعات الذروة في ايام الذروة، في حال تواصل موجة حرارة استثنائية لفترة طويلة تتجاوز الأسبوع وتواصل انخفاض منسوب الموائد المائية الجوفية نتيجة للحفر العشوائي للابار وتواصل انحباس الامطار في بعض الجهات وتسجيل ارتفاع استثنائي للاستهلاك بالمناطق السياحية.
واكدت الشركة، انها ستعمل بناء على الحالات المذكورة سالفا، توزيع العجز بصفة متوازنة على المناطق المزودة من نفس المنظومة واللجوء الظرفي الى استغلال كل الموارد المائية المتاحة، بما في ذلك التي تسجل درجة ملوحة مرتفعة مع الالتزام بالشروط الصحية الأساسية.
واعدت الشركة في هذا الشأن، استراتيجية لمجابهة الطلب على المياه على المدى القريب والمتوسط، ترتكز على مواصلة تحويل فائض مياه الشمال الى مدن تونس الكبرى وولايات الوسط والوطن القبلي والساحل وصفاقس وتدعيم الموارد المائية لبعض الجهات التي تفتقر لموارد ذاتية محلية قابلة للاستغلال عبر تحلية المياه الجوفية المحلية المالحة ومياه البحر بولايات الجنوب وصفاقس والساحل.
كما سيتم في اطار الاستراتيجية، مواصلة استغلال الموارد المائية الجوفية المحلية وذات نوعية جيدة، عبر مواصلة انجاز الآبار العميقة ببعض الجهات، علاوة على برمجة سنوية لعدة تدخلات خصوصية بالمناطق التي تسجل إشكاليات في التزويد بالماء الصالح للشرب خلال الذروة، وذلك للحد من الاضطرابات والانقطاعات في انتظار استكمال المشاريع الكبرى والمهيكلة.