قال رئيس الجمهورية قيس سعيّد، “أن الحركة النقابية التونسية الأكثر تجذّرا في العالم وهي جزء لا يتجزّأ من الحركة الوطنية”، وذلك خلال إشرافه على موكب إحياء الذكرى 71 لإغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد، بضريح الشهيد بالقصبة بالعاصمة تونس أمس الثلاثاء.
وأفاد رئيس الدولة، خلال حديث جمعه بعدد من أفراد عائلة الشهيد يتقدمهم نجله نورالدين حشاد و الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي وأعضاء من المكتب التنفيذي للإتحاد، أن المواقف الصادرة عن الحركة العمالية والنقابية التونسية منذ عشرينات القرن الماضي مثّلت أكثر المواقف تجذّرا في العالم مضيفا أن هذه الحركة قدّمت الحلول البناءة والجديدة.
وبيّن، أن الاطّلاع على المحطات الناصعة للحركة النقابية يكون بوجه خاص بإعادة قراءة الدوريات الصادرة بالصحف وخصوصا جريدة الشعب والوثائق الخاصة والمخطوطات الموجودة في المكتبة الوطنية
وتلا الرئيس سعيّد، الفاتحة على روح الشهيد فرحات حشّاد، وعبّر عن الأمل في إحداث متحف لتاريخ الحركة الوطنية في تونس يكون فضاء للكتابات والدراسات والمحاضرات والخطب التي تستعرض سيرة زعماء الحركة العمالية والوطنية بشكل عام، ومن بينهم كل من محمد علي الحامي وفرحات حشّاد.
واستعرض بالمناسبة، مسيرة الزعيم الراحل محمد علي الحامي الذي كان يخطب في اجتماعات عمالية وشعبية بنهج الجزيرة بالعاصمة مشيرا الى أن هذا المفكّر كان قد أسّس جامعة عموم العملة التونسين.
وتصفّح رئيس الدولة بالمناسبة صفحات مضيئة لمقولات هزّت أركان التاريخ العمّالي أطلقها الراحل فرحات حشّاد، على غرار “سأكافح حتى آخر قطرة من دمائي الثائرة وخير لي أن أموت ودمي يروي تراب الوطن من أن أموت ودمي متجمد في جسدي البالي”.
وعلّق الرئيس سعيّد بالقول ” أتمنى أن يقع نقش مقولات الشهيد بعد أن نُقشت في التاريخ”، وذكر أن الأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للشغل الحبيب عاشور الذي كان صديق مقاعد الدراسة لفرحات حشاد، قد أثنى بدوره على شجاعة الشهيد في مقال أصدره يوم 5 ديسمبر 1963 بجريدة الشعب وتحدّث فيه عن خصال الشجاعة التي تحلّى بها حشاد أيام طفولته بالمدرسة.
شهادات أخرى، قدّمها رئيس الجمهورية، لمقال آخر بعنوان “فرحات في نفوسنا دائما” نشره الكاتب الشاذلي القليبي، واعتبر سعيّد، أن الأفكار والمبادئ الخالدة لفرحات حشاد تتجاوز التكوين بأعرق الكليات ذلك انه استشرف قيم التقدّم الاجتماعي.
وذكر، جزءا من كتابات الزعيم الفذّ عن التجهيز الصناعي الذي اعتبره باب من أبواب الازدهار في كل بلد من بلدان العالم و وسيلة من الوسائل الرئيسية للتقدم الاجتماعي، مضيفا، “أن التجهيز الصناعي هو الذي يمكن الأقطار التي لها مواردها الأولية من الإستغناء عن الإلتجاء الى الأقطار الأخرى لتوريد البضائع والأدوات اللازمة لحياتها.
ولفت قيس سعيد، الى أنه تم استرجاع بعض الوثائق الخاصة بأرشيف الحركة الوطنية من المطبعة الفرنسية الرسمية وذلك في إطار التعاون الثنائي
من جهته دعا الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، الى استرجاع أرشيف الحركة العمالية في تونس الذي تم الاستحواذ عليه، خلال الخميس الأسود لسنة 1978 وكذلك لسنة 1985