قال وزير التربية محمد علي البوغديري، اليوم الثلاثاء، إنه تم تشكيل لجان لتشخيص مخرجات الاستشارة الوطنية لإصلاح نظام التربية والتعليم التي سجلت مشاركة 580 ألف شخص من جميع شرائح المجتمع، معلنا انه سيقع الاستئناس بنتائج هذه الاستشارة في عمل المجلس الأعلى للتربية والتعليم الذي سيتم تركيزه في أقرب الآجال.
وأشار البوغديري خلال إشرافه، على افتتاح المنتدى التربوي التونسي الثاني الذي ينظمه المنتدى التربوي التونسي على امتداد ثلاثة أيام بمدينة الحمامات، الى أن إصلاح النظام التربوي سيكون شاملا وعاما باعتبار أنه لا يقتصر على مستوى دراسي معين بل يشمل ولأول مرة كافة مراحل التعليم، مؤكدا الحرص على أن تنطلق عملية الإصلاح في أقرب الآجال خاصة وانها تستوجب بعض الوقت.
وبخصوص منصة تونس المستقبل، أوضح البوغديري أن هذا المشروع يتمثل في إعادة تفعيل عديد التطبيقات التي وضعتها وزارة التربية لضمان جودة العملية التربوية وتطوير البرمجيات من خلال هذا المشروع الرقمي الجديد الذي سيمس كل المؤسسات التربوية والاولياء، حيث سيتم تمكين كافة التلاميذ والمربين والأولياء من معرّف وحيد للنفاذ الى جملة من الخدمات الرقمية بصفة مباشرة.
وفي سياق آخر، أكد وزير التربية تمسك الوزارة بالحوار الاجتماعي مع كافة النقابات والتزامها بتفعيل اتفاق 23 ماي الفارط الممضى مع الجامعة العامة للتعليم الثانوي ومنها تحيين المنحة المدرسية والترقيات، مؤكدا المضي قدما في تحقيق مطالب الأساتذة “إذا كانت قابلة للتحقيق لاسيما وان هناك بعض المطالب المادية التي لا يمكن الاستجابة لها نظرا للصعوبات التي تمر بها المالية العمومية”.
ومن جهته، بين رئيس الائتلاف التربوي التونسي كمال الميساوي، ان المنتدى ينعقد في نسخته الثانية تحت شعار “إصلاح التعليم في تونس مشروع مجتمعي ورؤية استشرافية” بعد نجاح الدورة الأولى التي التأمت في السنة الفارطة، مضيفا ان هذه التظاهرة ستتناول أهم المسائل في علاقة بالمنظومة التربوية باعتبار ان قطاع التربية مسألة مجتمعية وتشاركية تتدخل فيها جميع الأطراف.
وقال إنه تمت دعوة ممثلين عن عديد الوزارات ومكونات المجتمع المدني للمشاركة في المنتدى التربوي التونسي الثاني حتى تكون المخرجات قابلة للتفعيل على أرض الواقع وتحقيق تطوير المنظومة التربوية، معتبرا ان الإصلاح التربوي يهم كافة شرائح المجتمع وهو ما يتطلب استعدادات على مستويات مختلفة.
وتضمن برنامج اليوم الأول من هذه التظاهرة مجموعة من المداخلات ولقاء حواريا جمع وزير التربية مع شباب ونساء من ذوي الاحتياجات الخصوصية لممارسة حقهم في المساءلة المجتمعية حول جملة من القضايا التربوية، بالإضافة الى تنظيم ورشات حول “التعليم التقني مدخل لإنقاذ التعليم العمومي” و”الانقطاع المدرسي الحلول العاجلة والبدائل الاستراتيجية” و”الانقطاع المدرسي الظواهر المرئية وتداعيات اللامرئية”.
كما يتضمن برنامج المنتدى الذي يتواصل على امتداد ثلاثة أيام مجموعة من الورشات والمدخلات التي تتمحور بالخصوص حول “التعليم الدامج المقاربات وأدوات التحقيق” و”المجلس الأعلى للتربية: المنطلقات والغايات” و”التجارب التربوية: كيفية الاستثمار والتطوير”.