ركزت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الجمعة ، على الاهتمام الدولي بالدعوى القضائية التي تقدمت بها دولة جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي لمقاضاة الكيان المحتل والمغتصب للأراضي الفلسطينية .
جنوب افريقيا تكتب التاريخ
(جريدة الصباح)
” ورغم أن البعض يستخف بخطوة جنوب افريقيا ويعتبر أنه وحتى ان صدر عن محكمة العدل الدولية قرار يدين الكيان المحتل فلن يكون على الأقل في المدى القريب …ولكنه في المقابل سيضاعف الضغط الدولي على الكيان المحتل وسيحرج أكثر في الضمير العالمي وسيدفع بقوة نحو انهاء الحرب على قطاع غزة ”
“كما أن الملف الذي تقدمت به جنوب افريقيا تكمن أهميته في قدرته على توثيق جرائم الكيان الصهيوني والذي ظل لسنوات يتنصل على توثيق جرائم الكيان الصهيوني وينجو من كل ادانة محتملة بشأنها خاصة في ظل التضليل المتزايد اليوم حول الحرب …واذا كانت عدة دول أيدت اليوم وبشكل علني الدعوى القضائية التي تقدمت بها جنوب افريقيا فان أغلب الدول العربية بدا موقفها في قمة الخذلان للقضية الفلسطينية ودون ما يستحقه الفلسطينيون من جهد ومن دعم ومن موقف أخلاقي ينصرهم بعد ظلم وعدوان ”
“ومن بين المواقف الملتبسة غير المفهومة بشكل واضح هو الموقف التونسي الذي عبرت عنه وزارة الخارجية بالتأكيد ” أن تونس لن تنضم لأي دعوى تقدم ضد الكيان المحتل أمام محكمة العدل الدولية لما في ذلك من اعتراف ضمني بهذا الكيان ” خاصة وأن تونس تمسكت بمبدأ عدم مساواة الجلاد بالضحية وعدم ادانة المقاومة ..الا أن ذلك لم ينف أن الرأي العام المحلي وبالنظر الى مواقف رئيس الدولة من القضية ومن التطبيع توقع أن تكون الدولة التونسية من أول المبادرين في كل دعوى قضائية تهدف الى ملاحقة الكيان المحتل ومحاسبته على جرائمه وانتزاع قرار من أهم المحاكم الدولية يدينه ”
رفض الانضمام لأي دعوى ضد الكيان الصهيوني….معقولية ضعيفة وغير مقنعة
(جريدة الصحافة)
“نعود الى تونس والى بيان خارجيتها الأخير وفيه الكثيرمن اللبس والغموض وغرابة في المقاربة في علاقة بمقاضاة الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية وعدم مبادرتها برفع دعوى مماثلة أوكحد أدنى عدم انضمامها للدعوى التي تقدمت بها دولة جنوب افريقيا كما فعلت عدة دول من أمريكا اللاتينية ..ونحن اذ نستغرب عدم مبادرة تونس بذلك باعتبار موقفها القوي والجرىء شعبيا ورسميا من الجريمة الصهيونية في قطاع غزة وادانتها القوية للجيش الصهيوني ولكل القيادات السياسية ولكل دول التطبيع ولكل الداعمين للحرب وعلى ٍرأسهم الادارة الأمريكية وقد جاءت الاجابة عن أسباب هذا الرفض في بيان للخارحية التونسية تبدو فيه المقاربة غير مقنعة ”
“الى هذا الحد يبدو أن الموقف سليما بحيث سيكون الحضور رمزيا ومن خلال مرافعة شفاهية بمثابة الشهادة التاريخية التي تدين المحتل …الا أنه في الجملة الأخيرة من البيان ولتبرير عدم المبادرة بتقديم دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني أوالانتماء لمبادرة جنوب افريقيا ”
“ان المعركة التي تخوضها تونس بصدق وجرأة من أجل استرداد الحق الفلسطيني انها هي معركة باسم القوانين الدولية وباسم الشرعية الدولية وعبر المنتظمات الأممية والهيئات الدولية ومحكمة العدل الدولية وهي واحدة من بين هذه الهيئات المرجعية وهي أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة وبالتالي فان اللجوء اليها وتقديم دعوى قضائية أمام عدالتها انما هو الأكثر جدية والأكثر ازعاجا للكيان الصهيوني ولقياداته العسكرية والسياسية ”
جنوب افريقيا ودرس في ايطيقا المرافعة
(جريدة المغرب)
” وهنا نحن اليوم نتابع بشغف فريق مرافعة الفريق القادم من جنوب افريقيا ، وهو يعرض الحجج والبراهين الدالة على تعمد دولة الاحتلال ابادة الفلسطينيين ومصادرة حقهم في الحياة . فتبين منهج وضع الخطة وبلاغة الدفاع اذ لم ينطلق الفريق كما هو متوقع ، من الاشادة بتاريخ جنوب افريقيا وشرعية نضال شعب واجه الميز العنصري والتطهير العرقي وانما آثر الفريق التركيز على الأحداث وتنشيط ذاكرة المتابعين وذلك بالعودة الى تاريخ الاسعتمار وتاريخ الانتهاكات ومأسسة التمييز العنصري من خلال وضع السياسات وترسيخ الممارسات بالاضافة الى توظيف سياسات الذاكرة توقف الفريق عند ظاهرة الافلات من العقاب وعدم الاكتراث بالتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة والتي حذرت من الابادة الشاملة ”
“كما أن الفريق اختار لفت الانتباه الى تعدد صور الانتهاكات ووصف مظاهر التدمير الشامل موقفا الخطاب بالأرقام والاحصائيات وموضحا القصدية ومشيرا في الآن ذاته الى النتائج المترتبة عن التقليل والتهجير والتجويع والاذلال وغيرها من الأفعال التي استهدفت الجميع حتى الحوامل والرضع ”
“الدرس يأتي من بلد عرف معنى هدر الكرامة والاذلال والاستغلال والقهر والحرمان من الحق في الحياة فصار رائد المبادرة والمسؤول عن اعادة البوصلة الى اتجاهها الصحيح ولذا شكر التونسيون جنوب افريقيا لأنها أعادت لهم الثقة في القانون والعدالة وصحوة الضمائر فأدرك أغلبهم أنه لا حل لنا الا في اكتشاف بلدان الجنوب التي “تشبهنا ” والانطلاق في رحلة التعلم وبناء الذات من موقع مختلف “