يفتتح المنتخب التونسي لكرة القدم يوم غد رحلة مشاركته السادسة عشرة تواليا في كأس أمم إفريقيا، وال21 في تاريخه في نهائيات كاس امم افريقيا باحثا عن الفوز بثاني لقب قاري في رصيده عندما يتبارى في اولى محطات التصفيات النهائية مع نظيره الناميبي ( الساعة السادسة مساء) في اطار الجولة الاولى من منافسات المجموعة الخامسة لنهائيات كاس امم افريقيا 2024
وسيكون المنتخب الوطني مدعوا في مرحلة اولى الى احكام التصرف في مجريات الدور الاول بهدف ضمان احدى البطاقتين المخصصتين لمجموعته في الدور الثاني . وسيكون امام تحد هام من اجل العبور الى الدور الثاني ومجادلة منتخبات عريقة على غرار منتخبي مالي وجنوب افريقيا بالخصوص الى جانب ناميبيا في المجموعة .
وحيث ان التصفيات في الدور الاول تعتمد نظام البطولة فان المنتخب الوطني في حاجة لجمع اكثر ما يمكن من النقاط من اجل ان ينهي مجموعته متصدرا قبل خوض ادوار التصفيات المباشرة وبالتالي فان تحقيق الفوز غدا سيكون اول شروط العبور .
ويبدا المنتخب التونسي الباحث عن التتويج بلقبه القاري الثاني، مشواره بالمراهنة على كسب مباراته امام منتخب نامبيبا وهو يعرف اهمية هذه المباراة سواء من الناحية المعنوية بالنسبة للاعبين او كذلك في سياق حسابات جمع النقاط خاصة وان المباراة مع ناميبيا تبدو الاختبارالاسهل امام نسور القرطاج في الدور الاول قبل ان تزداد المهمة صعوبة اكثر امام منتخبي مالي وجنوب افريقيا في الجولتين الثانية و الثالثة من الدور الاول.
وسيكون الاختبار الاول غدا ضمن سلسلة من المقابلات قد تصل الى سبع اذا توفق المنتخب الوطني في بلوع الدور النهائي للبطولة وسيكون زملاء العميد يوسف المساكني في حاجة لتجاوزالعقبة الاولى تمهيدا لمسيرة يريدها احباء المنتخب مظفرة في “كان” كوتديفوار بعد 20 سنة من تتويج بكاس امم افريقيا 2004.
ولئن يملك المنتخب التونسي، رقما قياسيا في عدد المشاركات المتتالية ( 16 مرة) في نهائيات كاس امم افريقيا منذ نسخة 1994 التي استضافها تونس ، فانه لم يبلغ النهائي الا في ثلاث مناسبات ولم يتوج الا مرة واحدة عام 2004 وكان الفريق يومها يضم في صفوفه المدربين المساعدين للمنتخب في نسخته الحالية الحارس علي بومنيجل ولاعب الوسط سليم بن عاشور.
ويخوض المنتخب الوطني نهائيات “كان” 2004 بمجموعة من اللاعبين من ذوي الخبرة وسبق لاغلبهم ان مثلوا المنتخب في رهان قاري ولن تفاجئهم اجواء ملاعب كرة القدم الافريقية .
وبعد سلسة من المقابلات الودية في الفترة الاخيرة لم يوفق فيها المنتخب في طمانة جماهيره التي لم تحضر المباراة الودية الاخيرة امام الراس الاخضر (2-صفر) وذلك بعد هزيمتين مخيبتين في الرحلة الاسيوية امام كوريا الجنوبية واليابان ثم تعادل سلبي مع منتخب موريتانيا في الاختبار التحضيري قبل الاخير بملعب رادس سيكون المنتخب التونسي امام امتحان الحقيقة مع انطلاق البطولة الافريقية.
ويقبل المنتخب التونسي على نهائيات كأس أمم إفريقيا، كوت ديفوار 2024، بعد تصفيات نجح فيها دون عناء في تصدر مجموعته العاشرة، برصيد 13 نقطة، وبفارق الأهداف على منتخب غينيا الإستوائية، الذي تأهل في المرتبة الثانية.
وقد تمكن المنتخب الوطني، من تسجيل 11 هدفا، وهي حصيلة اعطت مؤشرات إيجابية على جاهزية الهجوم التونسي قبل النهائيات الافريقية لكن سرعانما تسربت الحيرة الى اوساط الاطار الفني بعد اداء هزيل ظهر به الخط الامامي في المقابلات التحضيرية الاخيرة . وفي المقابل بدا الدفاع التونسي،الذي قبل هدفا واحدا فقط طيلة التصفيات، مطمئنا نسبيا وبعث برسائل ايجابية للاطار الفني وذلك رغم خيبتي مقابلتي الرحلة الاسوية امام كوريا واليابان ويبدو ان راي جلال القادري استقر على اختيار الرباعي الدفاعي ( وجدي كشريدة – علي معلول – منتصر الطالبي (افضل لاعب تونسي لعام 2024 في استفتاء (وات) – ياسين مرياح ).وسيكون الحارس بشير بن سعيد مرشحا للظهور كاساسي بعد تراجع اداء زميلة ايمن دحمان في البطولة السعودية .
كما تبدو تركيبة خط الوسط واضحة في اذهان الاطار الفني فيما يبقى الحسم بين اعتماد لاعب واحد او اثنين في خط وسط دفاعي يشغل بال القادري ومساعديه رغم ان الاتجاه الاغلب يبدو ميالا الى التعويل على الياس السخيري امام الخط الدفاعي وقد يكون عيسى العيدوني ذو الطابع الدفاعي ( رغم دوره الكبير واندفاعه لافتكاك الكرة )احتياطيا من اجل اعطاء الاولوية للنزعة الهجومية في اداء خط الوسط وهو ما يجعل كل من الياس السخيري – محمد علي العيدوني ( محمد علي بن رمضان) وانيس بن سليمان والقائد يوسف المساكني ينطلقون بحظوظ وافرة ليكونوا اساسيين يوم غد .ويبدو كل من الياس العاشوري ومهاجم الخبرة طه ياسين الخنيسي ( نعيم السليتي ) الاقرب للعب في الخط الامامي.
وسيكون القائد يوسف المساكني اللاعب الاكثر خبرة في صفوف “نسور قرطاج”، الورقة القادرة على احداث الفارق وايجاد بدائل فنية وتكتيكية وحلولا فردية كلما استعصت الامور امام زملائه في الخط هجومي كما فعل ذلك في مقابلات كبرى . وستمثل نهائيات كوت ديفوار ، فرصة ثمينة ليوسف مساكني، من أجل تسجيل اسمه ضمن قائمة اصحاب الارقام القياسية وتعزيز حصيلته من الأهداف سواء في مسيرته مع المنتخب عامة او ضمن النهائيات .
ويسفيد المساكني المتوج في مناسبتين كافضل لاعب كرة قدم تونسي في استفتاء وكالة “وات” من ذكائه التكتيكي واسلوب لعب يتميز بالسرعة ويسر المراوغة مما يسمح له بالوصول إلى مرمى المنافسين بسهولة واستغلال بعض المساحات ببراعة ليشكل مصدر ازعاج متواصل لمدافعي الفريق الناميبي.
وسيكون المدرب جلال قادري بدوره امام اختبار تحقيق ما وعد به بان يبلغ المنتخب على الاقل “المربع الذهبي” وهو يعرف ان الطريق الى ذلك الهدف يبدا غدا وهو الذي استكمل سنتين منذ تعيينه كمشرف اول على المنتخب .
وستكون البطولة امتحانا لقدرة المدرب القادري الذي لا يحظى بالاجماع حوله على كسب التحدي التكتيكي وهو الذي يراهن على المساكني في تنشيط الهجوم كما يعمد الى تحصين دفاع فريقه، وغلق جميع المنافذ امام المنافسين كما يركز في اعداد اللاعبين على استغلال الكرات الثابتة التي تكون بديلا كلما اغلق الفريق المنافس الطريق الى مرماه امام نسور قرطاج.
يخوض المنتخب التونسي غدا رهانا جديدا ويطمح الى تحقيق نتائج افضل من الدورات السابقة والوصول الى المربع الذهبي للبطولة على الاقل حيث انه لم يبلغ نصف نهائي (الكان) منذ نسخة 2004 التي توج بلقبها في تونس .
مواعيد مقابلات المنتخب التونسي
الثلاثاء 16 جانفي 2024
17:00 بتوقيت غرينتش ( س 18 توقيت تونس)
– ملعب أمادو جون كوليبالي، كورهوغو
تونس – ناميبيا
السبت 20 جانفي 2024
20:00 بتوقيت غرينتش (س 21 توقيت تونس)
– ملعب أمادو جون كوليبالي، كورهوغو
تونس – مالي
الأربعاء 24 جانفي 2024
17:00 (توقيت غرينتش – س 18 توقيت تونس)
ملعب أمادو جون كوليبالي، كورهوغو
جنوب إفريقيا – تونس: