تطرقت بعض الصحف اليومية ، اليوم الثلاثاء ، الى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني والعالمي من بينها سلسلة الزيارات الميدانية غير المعلنة لرئيس الجمهورية قيس سعيد الى ولايتي القيروان وسليانة يوم الاحد 14 جانفي فضلا عن تسليط الضوء على القرار الذي ينتظره العالم بشأن الدعوى التي رفعتها دولة جنوب افريقيا ضد دولة اسرائيل لمحكمة العدل الدولية .
الثورة والصوم عن الكلام المباح
(جريدة الصباح)
“من المفارقات التي ارتبطت بالذكرى السنوية 14 جانفي هذه المرة ، أن الرئيس قيس سعيد الذي ألغى من روزنامة الاأعياد الوطنية أي اشارة لهذه الذكرى ، احتفل وحده وعلى طريقته بهذا الحدث بسلسلة من الزيارات الميدانية غير المعلنة ، واللقاءات الشعبية مع المواطنين في عديد الجهات المنسية وتحديدا في الوسلاتية والعلا بولاية القيروان ومنها الى سليانة ، وفق ما نقله موقع رئاسة الجمهورية الذي يبقى المصدر الحيد المتوفر بالصوت والصورة لفحوى هذه الزيارات ..ولا نخال أن اختيار التوقيت والمكان مجرد صدفة أومن دون حسابات مسبقة ، والأرٍجح أن الرسالة واضحة وهي أن رهانات الرئيس قيس سعيد على شطب هذا الموعد من الذاكرة التونسية قائم من خلال الوعود الكبيرة التي أطلقها لانجاز المطالب التي جاءت على لسان عدد من المواطنين والتي يمكن تحديدها أساس في الفقر والبطالة وانعدام المواد الاستهلاكية الأساسية من حليب وسكر وقهوة وزيت .وربما ينسى الكثيرون أن حال أغلب التونسيين الذين يعيشون “دمقرطة الفقر” في البلاد يشتركون في نفس المطالب بعد أن وجدوا أنفسهم يتخلون سنة بعد أخرى عن أحلامهم العريضة في الحرية والكرامة والرفاهية ”
“واللافت أن بعض الأصوات نبهت سعيد الى مسألة الأراضي الفلاحية وملفات الفساد ، وهو الملف الأهم بالنسبة لرئيس الجمهورية بما بات يدفعه في كل مرة الى اقتحام الأبواب الموصدة فتح المزيد من الملفات المنسية ..وكل هذا معقول ولكن الحقيقة أننا لا نعرف صراحة ان كانت مثقل هذه الملفات يمكن أن تطرح على قارعة الطريق ، كما لا تعرف أيضا ما هي النتائج التي حققت عمليا في مختلف هذه الملفات التي غالبا ما تصنع الحدث الاعلامي في كل مرة ولكن سرعان ما تتوارى وتختفي ”
يتعهد بالقضاء على الفساد ويعد بخلق الثروة
(جريدة الصحافة)
“وقد ذكرتنا هذا الأجواء صراحة بالحملات الانتخابية في السباق الرئاسي ، وكأننا بساكن قرطاج الذي لم يتخل يوما عن خطابه الانتخابي يذكر جمهور ناخبيه بعد سنتين ونيف من ظفره بصلاحيات واسعة في منظومة الحكم بعد 25 جويلية 2021 ، بأنه ما يزال على العهد وأنه مقر العزم على مواصلة المشوار وقد كرر في أكثر من مناسبة للحضور ” معا سنواصل ان شاء الله ” والمواصلة في تقديرنا تعنى تجديد الشرعية والمشروعية وبوابتها بطبيعة الحال هي الانتخابات الرئاسية في خريف 2024 كما أعلنت عن ذلك قيادة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ”
“وحسب مقطع الفيديو المنشور على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية فقد تفاعل الرئيس مع مشاغل ومطالب الأهالي في معتمدية الوسلاتية والعلا من ولاية القيروان وولاية سليانة ، وأكد على ضرورة أن يتحمل كل مسؤول في الدولة مسؤوليته تجاه الشعب فلا تسامح على حد تعبيره مع من تسمح له نفسه بتجويع التونسيين ومن يفعل ذلك سيتحمل مسؤوليته كاملة ولابد من وضع حد للمحتكرين ومسالك التوزيع غير القانونية ”
“هكذا كان رئيس الجمهورية صارما في تهديده للمحتكرين والفاسدين وأبرز تفهمه لمشاغل ومطالب المواطنين الذين قالوا بوضوح أن مشاكلهم معلومة وهي التهميش والبطالة وعدم توفر مواطن الشغل وهجرة الشباب أي “الحرقة” وسوء التصرف في الأراضي الدولية وفقدان المواد الغذائية وغلاء الأسعار والاحتكار الى جانب فقدان الماء الصالح للشراب ”
النظام الدولي على المحك
(جريدة المغرب)
“ينتظر العالم بأسره اليوم قرار القضاة الخمسة عشر لمحكمة العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ضد دولة اسرائيل متهمة اياها باقتراف جريمة الابادة الجماعية والتي طالبت فيها بصفة استعجالية من المحكمة اصدار قرار يقضي بوقف فوري لاطلاق النار ”
“كل ما سيحصل خلال الأيام والأسابيع القادمة في لاهاي سيكون له بالغ الأثر لا فقط على مجريات حرب الابادة في غزة بل على هندسة النظام العالمي وعلى ما يسمى بالشرعية الدولية التي تشكلت مباشرة اثر الحرب العالمية الثانية على مستوى المؤسسات الأممية والترسانة القانونية التي يفترض فيها تنظيم العلاقات بين الأمم والشعوب ” .
“في البداية لا بد من الاقرار بأن هذا النظام العالمي في أسوأ حالاته حتى قبل بداية الحرب الظالمة على غزة وأنه لايملك من العدل سوى النزر القليل وان الدول العظمى وخاصة منها أمريكا وحلفائها قد طوعته لمصالحها بأشكال صادمة ، فقد بدأت محنة فلسطين سنة 1947 باقرار منح جزء من فلسطين التاريخية الى دولة مسقطة على المنطقة وبغية التفكير عن جريمة ابادة اليهود في ..أوروبا ومنذ تلك الفترة تحت حماية الكيان الصهيوني كما لم تحم اية دولة أخرى وقد سمح لها بانتهاك صارخ وكلي للشرعية الدولية والتي اريد لها ان تكون الضامن القانوني لحقوق الشعوب والأمم بعد الحرب العالمية الثانية “.