ركزت بعض الصحف اليومية الصادرة ، اليوم الثلاثاء ، اهتمامها على عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني من بينها مقاربة رئيس الجمهورية قيس سعيد في علاقة تونس بالدول والأطراف المانحة وتأكيده على السيادة الوطنية وتسليط الضوء على الاستحقاق الانتخابي الرئاسي سنة 2024 في ظل غياب النقاش العام والحوار في الفضاءات العامة والقطيعة بين رئيس الجمهورية والمنظمة الشغيلة في الذكرى ال78 لتأسيسها.
عن “دافوس” وعن مقاربة الرئيس في علاقة بالأطراف المانحة
(جريدة الصحافة)
“هذه المقاربة لها وقع خاص مجتمعيا وهي مقاربة عاطفية ان صح الاستعمال تخاطب الجماهير بلغة من خارج ” القاموسين الاقتصادي والمالي ” ومن خارج الاحتياجات الوطنية المستعجلة “لغة بحمولة “عاطفية وأخلاقية ” ثقيلة تقدم ” الآخر ” على أنه غير مرغوب فيه ” بيننا ” كونه لا يحترمنا أوهو “يمنحنا الدعم ” ولايحترم اختياراتنا” .
“هذا خطاب مشحون عاطفيا يخاطب “عقل الجماهير ” ويجد مقبولية لديها لكنه وفي المقابل لايجد الصدى لدى الآخرين أي أن كل الأطراف الدولية المالية والتي تضع “املاءاتها كشروط للدعم المالي ”
“وهنا نجد أنفسنا أمام خيارين لا ثالث لهما…اما بالقبول بهذه الشروط مع التفاوض للتخفيف من حدتها وبالتالي الحصول على الدعم المطلوب لانقاذ الاقتصاد الوطني ولتنفيذ الاصلاحات الوطنية بشروط المانحين …واما رفض هذه الشروط وعدم الذهاب أصلا الى الأطراف الدولية المانحة وبالتالي التعويل على الذات لتلبية احتياجات المواطنين ولانقاذ الاقتصاد الوطني ولاجراء اصلاحات هيكلية يمكن تحويلها الى أمر واقع ”
“والخيار الثاني صعب وباهظ على الدولة ومؤسساتها وعلى التونسيين أيضا باعتبار مستحيلة دون تدافع اجتماعي نلاحظ اليوم بعض ملاحمه في ندرة المواد الغذائية الأساسية وفي الطوابير التي ازدادت تمددا أمام المخابز “.
“والسؤال هنا ما العمل أمام استعصاء الأطراف الدولية المانحة وشروطها المجحفة مقابل مقاربة وطنية وضعها الرئيس قيس سعيد ورفع من خلالها كل “اللاءات ” أمام ” الدعم المشروط” والممهور باملاءات لا تحترم السيادة الوطنية ولا الارادة الشعبية ؟
” في كل الأحوال لا يمكن لتونس أن تتحرك لوحدها ولا أن تعزل نفسها عن العالم برفضها كل أشكال الشراكات الدولية كما لا يمكنها لوحدها ان تغير العالم الرأسمالي بكل منظومته المتوحشة ولا أن تقاوم “العقل الرأسمالي ” الذي يدير منتدى دافوس ” والقول ” بأنه لا يمكن لهذا المنتدى أن يمر بنفس الفكر الذي حف بظهوره باعتبار أن الانسانية تتطلع الى مستقبل أكثر عدلا ولم تعد ترضي بتقسيم عالمي للعمل يقوم على تقسيم العالم بين ” أًثرياء وفقراء”
هل تستقيم السياسة والانتخابات دون نقاش عام ؟
(جريدة المغرب)
“يبدو المشهد السياسي التونسي اليوم ساكنا في ظاهره لايعكس ما يحدث في باطنه حالة الصمت التي لا تتلاءم مع روزنامة البلاد المقبلة قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية التي يفترض أنها تنهي النقاش العام وتغذية وجهة البلاد في سنواتها القادمة ”
“حالة فريدة ليست مستحدثة أوآنية منذ الاستفتاء على دستور 2022 لم تشهد البلاد أي نقاش عام في فضاءاتها العمومية والتي باتت أسيرة لصمت السلطة أولخطاب أحادي لا يسمح بالحوار أوالمساءلة أولخطاب سياسي يصدر عن المعارضة بمختلف مشاربها والذي يتناقض مع السياسات العمومية المتبعة من قبل السلطة مما أدى الى فتور النقاش العام تدريجيا لتكون ازاء جدل أطراف السلطة التي تقود مسار 25 جويلية ومعارضيها والمختلفين عنها ، وهذاا الجدل قائم على كيل التهم وابراز التناقضات والأخطاء في ظل سياق عام بات فيه القضاء محددا لضوابط النقاش في الفضاء العام معتمدا على المرسوم 54 ”
“سياق يضيق تدريجيا في الفضاءات العامة التي يغيب عنها النقاش والحوار بشأن الخيارات السياسية للسلطة وتصوراتها لادارة الشأن العام ، وقد اختفت منذ أشهر تقريبا آية مظاهر للنقاش العام وذلك بعد انسحاب الأجسام الوسيطة من مختلف الفضاءات العامة التي تشمل وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والمؤسسات الدستورية والساحات وغيرها ”
78 عاما على تأسيس اتحاد الشغل
(جريدة الصباح)
“ولاخلاف أن هنا برود بلغ درجة القطيعة بين رمز السلطة التنفيذية وعنوانها رئيس الجمهورية قيس سعيد وبين اتحاد الشغل وهي قطيعة لا يمكن الا لمن يرفض قراءة الواقع والاقرار بها…وربما جاز القول أنه برغم هذه القطيعة فان ذلك لايعني أن العلاقة بين الجانبين بلغت نقطة اللاعودة أو أنه يستحيل معها احياء هذه العلاقة وبحث الاطار المناسب لذلك ”
” ولئن حرص الطبوبي على التأكيد على أن الاتحاد ليس بالضعف الذي يتحدث عنه الكثيرون فقد شدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وهنا مربط الفرس على ” أن المنظمة الشغلية تخوض معركة للمحافظة على استقلالية القرار النقابي ، أن عملها خلال الفترة الأخيرة تميز بالحكمة والرصانة لكن على الطرف الآخر أن يأخذ ذلك بعقلانية وحكمة ”
” الطبوبي وجة أكثر من رسالة لأكثر من طرف ولئن اعتمد خطابا هادئا فقد عمد الى دغدغة المشاعر والتذكير بتاريخ الاتاحاد معتبرا انه لم يخلق من عدم بل أنه “خلق من رحم الشعب ونضاله ” وفي ذلك أيضا اشارة الى أن المنظمة الشغيلة لم تفقد شعبيتها وحصنها الذي تلوذ به في الشدائد ” “ولم يجانب الطبوبي الصواب بدعوته للحفاظ على الحريات العامة وحماية دولة القانون والمؤسسات وحماية الفئات الهشة ودفاعها عن المرفق العمومي وعن حق الشعب في التقدم والرفاه الاجتماعي أوكذلك المطالبة بسحب المرسوم 54 الذي وضع لتكميم الأفواه ومنع النقد ومحاكمة الأصوات الحرة…وهي مطالب يشترك فيها عموم التونسيين وهم يتابعون المشهد الراهن واهتزازاته ..الكرة في ملعب الرئيس فهل يستجيب لهذه الدعوة هذه المرة ؟ ”
أمل