مني المنتخب التونسي لكرة القدم بخيبة امل كبيرة بعد خروجه من الدور الاول لنهائيات كاس الامم الافريقية 2023+1 المقامة حاليا بكوت ديفوار اثر تعادله السلبي مع منتخب جنوب افريقيا في المباراة التي اقيمت اليوم الاربعاء بمدينة كورهوغو لحساب الجولة الثالثة والاخيرة من منافسات المجموعة الخامسة.
وانهى المنتخب التونسي الدور الاول في المركز الرابع والاخير بنقطتين من تعادلين وخسارة ليعجز للمرة الاولى منذ نسخة 2013 عن تخطي الدور الاول.
وفي المباراة الثانية للمجموعة ذاتها، حسم التعادل السلبي ايضا مباراة المنتخب المالي ونظيره الناميبي.
وتاهل المنتخب المالي متصدرا للمجموعة برصيد 5 نقاط امام منتخب جنوب افريقيا الذي ترشح في المركز الثاني برصيد 4 نقاط بفارق الاهداف امام منتخب ناميبيا الذي ضمن بدوره الصعود الى الدور ثمن النهائي كاحد افضل الفرق المتحصلة على المرتبة الثالثة.
ودخل المنتخب التونسي المباراة بخيار وحيد وهو تحقيق الفوز، ورفع الجهاز الفني بقيادة المدرب جلال القادري شعار الاستمرارية في اختياراته الفنية من خلال المحافظة تقريبا على اغلب العناصر الاساسية التي شاركت في المباراة الماضية امام مالي لحساب الجولة الثانية مع تعزيز الناحية الهجومية باقحام سيف الدين الجزيري مكان المخضرم يوسف المساكني من اجل خلق العمق في الخط الامامي وانجاح رهان التهديف.
كما حافظ مدرب منتخب جنوب افريقيا البلجيكي هيغو بروس على ذات الاسماء التي خاضت مباراتي مالي وناميبيا بعنوان الجولتين الاولى والثانية بقيادة لاعب الاهلي المصري بيرسي تاو مع اعتماده على طريقة تكتيكية طغى عليها التحفظ باعتبار ان فريقه يكفيه التعادل للمرور الى الدور ثمن النهائي.
وامام التكتل الدفاعي لمنتخب جنوب افريقيا في المحور، حاول المنتخب التونسي التركيز في بنائه الهحومي على الرواقين الايمن والايسر عبر الظهيرين علي العابدي وخاصة وجدي كشريدة الذي نشط بشكل لافت بتوغلاته السريعة ومعاضدته المستمرة للخط الامامي لصنع التفوق العددي لكن اغلب عرضياته في اتجاه سيف الدين الجزيري افتقدت الدقة لا سيما في ظل غياب المساندة من ثلاثي خط الوسط الياس العاشوري وحمزة رفيعة وانيس بن سليمان الذين خسروا العديد من الثنائيات وفشلوا في التعامل مع الكرات المرتدة المشتة من دفاع المنافس.
وبقي المنتخب التونسي ينتظر الى غاية الدقيقة 21 لتهديد مرمى الحارس الجنوب افريقي ويليامز عندما سدد الياس السخيري كرة قوية من خارج المنطقة مرت فوق العارضة تلتها بعدها عملية ثانية عن طريق الياس العاشوري بضربة راسية عرفت نفس المصير في الدقيقة 25.
ومع تقدم سير المباراة، سعى منتخب جنوب افريقيا الى الخروج من انكماشه الدفاعي واصبح اكثر استحواذا على الكرة وكان قريبا جدا من افتتاح النتيجة بعدما تابع ماكغوبا براسه ركلة حرة لكن كرته تابعت طريقها بجوار القائم في الدقيقة 27. وواصل منتخب “بافانا بافانا” افضليته خلال هذه الدقائق وحاول مباغتة الحارس البشير بن سعيد بالاعتماد على التسديدات من مسافات بعيدة غير ان تصويبتي مورينا ثابيلو وبيرسي تاو في الدقيقتين 32 و39 ذهبتا ادراج الرياح.
وانحصر اللعب في بقية الشوط الاول في منطقة وسط الميدان مع تعدد التمريرات الخاطئة من الجانبين وكثرة الاخطاء لتغيب الخطورة وينتهي النصف الاول من الحوار بالتعادل السلبي.
ومع انطلاق الفترة الثانية، بدا واضحا توجه منتخب جنوب افريقيا نحو مواصلة اللعب بحذر دفاعي وتعبئة منطقة وسط الميدان باكثر عدد من اللاعبين لتضييق المساحات مع التعويل على الهجمات المرتدة في حين كان المنتخب التونسي اكثر مبادرة بلعب الهجوم بحثا عن التسجيل الا ان اسلوبه اتسم بالعقم في غياب الحلول ليلعب المدرب جلال القادري ورقة يوسف المساكني مكان انيس بن سليمان في الدقيقة 59 لاضفاء اكثر حيوية على التنشيط الهجومي. ورغم هذا التغيير، لم يرتق الاداء العام الى المستوى المامول وبقي المنتخب التونسي عاجزا عن تهديد مرمى منافسه في ظل اداء مهزوز وفكر تكتيكي عقيم.
ولعب المنتخب التونسي اخر اوراقه الهجومية باقحام الثلاثي هيثم الجويني ونعيم السليتي وسيف الدين اللطيف بدلا عن حمزة رفيعة والياس العاشوري وسيف الدين الجزيري قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة لكن الامور ظلت على حالها من حيث عدم القدرة على صنع الفرص واحداث الخطر وبقيت اقدام اللاعبين مكبلة وعاجزة عن تغيير النسق عند الاقتراب من مناطق الخصم وهو ما ساعد الدفاع الجنوب افريقي على قطع جميع الكرات وغلق كل المنافذ المؤدية الى شباكه.
وكان منتخب جنوب افريقيا قاب قوسين او ادنى من كسب الاسبقية عندما سدد سيتول كرة قوية من خارج المنطقة تالق الحارس البشير بن سعيد في التصدي لها في الدقيقة 77 قبل ان يقود بيرسي تاو هجوما من مجهود فردي اختتمه بتصويبة ارتطمت في الدفاع لتتحول الى ركلة ركنية لم تثمر في الدقيقة 79.
ونزل المنتخب التونسي خلال الدقائق الاخيرة بكل ثقله نحو الهجوم املا في خطف هدف الفوز وسنحت له ابرز فرصة في المباراة في الدقيقة الاخيرة عندما رفع سيف الدين اللطيف من الرواق الايمن عرضية متقنة في اتجاه هيثم الجويني المحرر من كل رقابة قبالة المرمى لكن مهاجم الملعب التونسي تابعها براسه فوق المرسى لتتبخر اخر الآمال والاحلام في الصعود الى الدور ثمن النهائي.